[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مستقبل الأمن الغذائى المصرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د. نادر نور الدين
الثلاثاء 01-05-2012
الأمر فى مصر شديد الخطورة، والتخطيط للمستقبل يكاد يكون غائبا،
خاصة فى قطاع الأمن الغذائى الذى يعانى من فجوة غذائية إجمالية تتجاوز 55%
من إجمالى غذائنا معرضة للزيادة فى عام 2030 لتصل إلى 75%، إذا لم نسارع
بتأسيس مراكز دراسات خاصة بمستقبل الأمن الغذائى؛ فليس من المقبول أن تتحول
مصر من دولة مصدرة للعدس إلى دولة مستوردة لكامل احتياجاتنا منه، ومن
اكتفاء ذاتى فى الفول إلى استيراد 70%، وكلاهما يمثل غذاء أساسيا لعامة
الشعب. القمح المحصول الإستراتيجى الأول والمنتج لرغيف الخبز والمكرونة فى
تراجع كبير بعد أن تربعنا على قمة الدول المستوردة له بنحو 10.5 مليون طن
من إجمالى احتياجاتنا البالغة 15 مليون طن بفجوة مقدارها 70% قابلة للزيادة
بسبب نقص برامج الحد من الفقر لأن الفقراء يستمدون احتياجاتهم الغذائية من
المصادر النباتية وليس من المصادر الحيوانية الأعلى سعرا.. الأمر نفسه
يتكرر مع السكر بفجوة غذائية تصل إلى 32% والذى يمثل مع الشاى أهمية بالغة
فى الريف، بينما تصل فجوة زيوت الطعام إلى 92%، والذرة الصفراء المكون
الأكبر لأعلاف الحيوانات والدواجن إلى 50% بنحو 5 ملايين طن واردات سنوية
وبارتفاع أسعارها تتضاعف أسعار الدواجن واللحوم لتدفع بالفقراء إلى استهلاك
المزيد من الخبز والمكرونة والبقول فترتفع أسعارها بالتبعية محملة أعباءً
زائدة على الفقراء.
اللحوم والأسماك أيضا تعانى من فجوة غذائية تصل إلى 50% ولكنها
واقعيا أصبحت سلعا ترفيهية للعامة من الفقراء بما يهدد بانتشار أمراض سوء
التغذية بين المواليد خاصة فى الريف، والتى تصل حاليا إلى 30%.
استيراد هذه الحاصلات يعنى أن يشتريها فقراء مصر بالأسعار نفسها فى
باريس ولندن ونيويورك مع مراعاة فروق الدخل. التوسع فى إنتاج الحاصلات
الغذائية الأساسية فى مصر يوفر الكثير من الأموال، أقلها تكاليف النقل
البحرى من موانى البلدان المصدرة إلى الموانى المصرية ثم تكاليف التفريغ
والنقل الداخلى، فإذا ما خُصصت تكاليف النقل السابقة لدعم الفلاح المصرى،
فلن نحمل الخزانة العامة للدولة أى تكاليف إضافية لدعم المزارعين ونكون قد
عملنا على زيادة دخل الفلاح ومحاربة الفقر والحد من الهجرة إلى المدن
وتخلصنا من تأثير مضاربات البورصة على أسعار السلع الغذائية، ولكن يكون
أهمها أننا أنتجنا غذاءنا من أراضينا، ولتبقى مبالغ استيراد الغذاء لتدور
فى فلك الاقتصاد المصرى.
بقليل من الإرادة السياسية وحسن التخطيط نستطيع أن نحقق اكتفاء
ذاتيا كاملا من الفول والعدس والذرة وزيوت الطعام والسكر، ونحقق أمنا
غذائيا من القمح واللحوم الحمراء.