[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مبارك و«راموش» (2) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مجدى الجلاد
الأحد 06-05-2012
.. أصيب «مبارك» بفزع شديد، ثم تماسك سريعاً حين رأى الدخان المتصاعد من
«المصباح الأثرى» يتشكل فى هيئة جسد ضخم.. ظن فى البداية أنه مات كمداً
بعد خلعه من السلطة.. ولكن صاحب الجسد صاح فيه بصوت جهورى «ما تخافش.. أنا
راموش.. مش هضرك.. ده أنت سيدى الآن.. خدامك.. اطلب ما بدالك»!
تسمرت عينا «مبارك»، وانعقد لسانه عن الكلام، وساد الصمت لحظات،
بينما ظل «راموش» وافقاً أمامه فى أدب جم.. نطق الرئيس المخلوع بصوت متحشرج
«انت مين وعايز إيه»؟! فرد الشبح: «أنا راموش خدامك».. فبادره «مش عايز
خدامين.. انت جن ولا إنس»؟! فقال راموش: «باختصار أنا جن.. كنت الساعد
الأيمن لملك الجان منذ 4 آلاف سنة.. كنت عينه التى يرى بها، ولسانه الذى
يصدح به، ويده التى يبطش بها.. ثم تسرب إلىّ شعور العظمة.. وفى لحظة جنونية
تصورت أننى أحق منه بالعرش.. دبرت انقلاباً ضده، فاكتشف الأمر.. وكان
العقاب حبسى فى المصباح ودفنى حياً بداخله فى جبل قريب من هنا.. تسمونه
الآن البتراء»!
اعتدل «مبارك» فى جلسته، واستعاد تماسكه، وقال: «ما لى أنا وهذه
القصة العجيبة؟!»، فأجاب راموش «أنت الذى أخرجتنى من المصباح.. ووفقاً
لدستور الجان لك 7 طلبات.. سأحققها لك مهما كانت، ثم أعود إلى مملكة الجان
لطلب الصفح من الملك».. تنهد «مبارك» بعمق، وأطلت من عينيه نظرة إعجاب
بالفكرة.. دعا «راموش» للجلوس، فأجابه أن «دستور الجان» يفرض عليه أن يظل
واقفاً بين يدى سيده حتى يحقق أمنياته وطلباته.. ثم أردف: «يلا يا سيدى..
فكر واطلب واؤمر.. أنا خادمك»!
انتفض «مبارك» من مقعده.. وصرخ «مش محتاج أفكر.. عايز مصر تبقى
خرابة.. فوضى.. دمار.. نار.. دم».. اندهش «راموش» واتسعت حدقتا عينيه،
وقال: «ليه كده يا سيدى؟!».. فأجاب «انت عارف المصريين عملوا فىّ إيه؟!»..
فرد: «مش عارف يا سيدى.. انت ناسى انى كنت فى المصباح؟».. فقال مبارك: «دول
بهدلونى وخلعونى من الحكم النهارده.. أنا مش هستريح إلا لما تبقى خراب..
وده كمان هيرجع مكانتى، ويمكن كمان يخلى لىّ أنصار ومؤيدين فى مصر يطالبوا
برجوعى للحكم، أو على الأقل يترحموا على أيامى»!
نظر إليه «الجن راموش»، وقال: حاضر يا سيدى.. بس خراب مصر ودمارها
مش طلب واحد.. قل لى ماذا تريد بالتفصيل وأنا هنفذ».. رد مبارك: «يا ابنى
أنا مش عايز حاجة غير خراب مصر.. أنا هطلب 7 حاجات تحصل وهى هتخرب طوالى»..
وضع «راموش» يديه على صدره وصاح بصوت جهورى «سيدى.. شبيك لبيك.. خادمك بين
إيديك»!
وضع «مبارك» قدماً على قدم.. وأسند ظهره للمقعد.. وأخذ يفكر ملياً..
ثم قال: «اسمع يا راموش.. أنا هطلب الـ7 طلبات مرة واحدة.. وانت تتوكل على
الله وتنفذ، وترجع لى لما مصر تبقى فوضى ونار ودم وجوع وفقر.. ماشى يا
راموش يا ابنى؟!».. أجابه «لا أنا مش ماشى يا سيدى.. أنا مستنى طلباتك»..
ضحك «مبارك» قائلاً: «لأ.. ماشى عندنا يعنى اتفقنا.. اتفقنا يا راموش»..
«اتفقنا يا سيدى»!
نظر «مبارك» إليه بحسم: «اسمع.. أنا سلمت السلطة والحكم للمجلس
العسكرى غصب عنى.. أرغمونى على ذلك أنا وصديقى عمر سليمان.. أنا اخترت
سليمان نائباً لى علشان واثق من ولائه لى.. كان الاتفاق بيننا أن الدنيا
تهدى شوية فى التحرير، وبعدين نجيب جمال ابنى، وأخلى سليمان رئيس وزراء،
لكن الولاد الخونة اللى فى التحرير رفضوا ده.. علشان كده خلينا نبدأ
بالمجلس العسكرى.. أنا عايزه يحكم مصر بنفس طريقتى، اللى فى دماغه فى دماغه
مهما كانت رغبة الناس.. عايزه يتحالف مع الإخوان المسلمين، ويسلمهم البلد،
وعايزه يخرّج كل السلفيين، ويدلعهم، وعايزه يعمل انتخابات مجلس الشعب قبل
الدستور الجديد، وعايزه يخلص على وزارة الداخلية، خلى بالك ان الاتنين
بينهم عداوة قديمة.. عايز الداخلية تبقى ملطشة علشان الأمن يضيع فى البلد»!
تنهد مبارك وقال: «تشرب حاجة يا راموش ونكمل؟»..
غداً.. نواصل