سعيد عبيد
سعيد عبيد
سعيد عبيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمي ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةبوابة سعيد*المنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 ديوان الشاعر ... عدنان الصائ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
كاتب الموضوعرسالة
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأربعاء 02 نوفمبر 2011, 2:09 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




البلد الاصلي: العراق
مكان الاقامة: السويد
ولد في مدينة الكوفة - العراق عام 1955.
عمل في بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية.
عضو اتحاد الادباء العراقيين.
عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب.
عضو نقابة الصحفيين العراقيين.
عضو اتحاد الصحفيين العرب.
عضو منظمة الصحفيين العالمية.
عضو اتحاد الأدباء السويديين.
عضو نادي القلم الدولي في السويد.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:03 pm


"قالتْ قطعةُ الجليدِ وقد مسَّها أولُ أشعةِ الشمسِ
في مستهلِ الربيع:
- أنا أحبُّ، وأذوبُ، وليسَ لي أن أحبَّ وأنْ أوجدَ
معاً. إذنْ لا بدَّ من الاختيارِ، بين أمرين: وجود
دون حبٍّ وهذا هو الشتاءُ القارسُ، أو حب دون
وجودٍ، وذلك هو الموتُ في مطلعِ الربيع".
- شعر روسي قديم -
.....
لا أملكُ خياراً
كقطرةِ مطرٍ…
أتسربُ في مساماتِ جسدكِ
وإلاّ فأين أمضي؟…
كقطرةِ مطرٍ..
أمسحُ الغبارَ والملحَ والخيباتِ
ليورق الزغبُ الذهبيُّ
مغطياً هذا الزبدَ الممتدَّ… حتى ركبتيكِ
وإلاّ فأين أورقُ؟
كقطرةِ مطر ٍ
أنقرُ زجاجَ نافذتكِ
كي لا تستسلمي للشرودِ
وتنسي كتابي المفتوحَ في حضنكِ
وإلاّ بماذا تفكرين؟
كقطرةِ مطرٍ
أشتاقُ إلى صيفِ شفتيكِ
ولكنكِ تخافين عبثَ المطرِ، وجنونَ الشعراءِ، ورحيلَ القطاراتِ
وإلاّ فلماذا تتهربين مني؟
لا أملكُ خياراً
الكتابةُ لحلِ ديوني، والقصيدةُ لزيادةِ شجوني
وبينهما، سأضيّعُ الكثيرَ من سنواتي عبثاً
من أجلِ وجبةِ كلماتٍ في حانةٍ تملؤها الفئرانْ
أنتِ، أيتها الجالسةُ بهدوءٍ
تنظرين من خللِ زجاجِ اللامبالاةِ
إلى شوارعِ قلبي وهي تضجُّ بزحامِ الناسِ والهمومِ والباصاتِ
سأنقرُ زجاجَ وحدتكِ
وأدعوكِ إلى التسكعِ معي تحتَ شمسِ الحياةِ الدافئة
*
لا أملكُ خياراً
فأنتِ…
تتربعين على عرشِ مملكةِ قصائدي
تفتحين خزائنَ الكلماتِ
تنتقين ما يروقُ لكِ
ثم تخرجين.. إلى الشوارعِ
مزهوةً بين الأخرياتِ
بلآليء الحروفِ التي تطوّقُ جيدكِ المرمري
وحشدِ أيائلِ القصائدِ التي تتبعُ رائحةَ سنابلِ شعركِ الطويلِ
تختارين القاموس الذي يناسبُ جمالكِ الفاضحَ
ثمَّ – بلا مبالاةٍ –
تضرمين الحرائقَ في أكداسِ اللغةِ
ماذا أفعلُ إذنْ…
– حين ترحلين عني غداً –
برمادِ الكلماتِ…
الذي تخلّفينهُ وراءكِ...
*
لا أملكُ خياراً
إلا ببقائكِ
وإلا ماذا ستجدُ من تأتي... بعد غيابكِ
غير كرسيٍّ مكسورٍ
هو قلبي...
ومملكةٍ من الخرابِ... هي أيامي
وشوارع بلا فرحٍ
ولا لغةٍ
ولا ذكرياتٍ
هي كلماتي...
*
لا أملكُ خياراً
أنتِ شمسٌ...
شمسٌ...
شمسٌ...
وقلبي...
آهِ...
قلبي... زهرةُ عبادٍ مجنونة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:05 pm

حياتكِ، ورقةٌ بيضاء مدرسية...
تعبقُ بالترفِ الناصعِ ورائحةِ الليمونِ...
وحياتي، مسودةٌ لقصائد شاعرٍ مخمورٍ
تركها على الرصيفِ، ومضى يبحثُ عن حلمٍ لليلةٍ واحدةٍ فقطْ
أو عشاءٍ لليلةٍ واحدةٍ فقطْ...
أحلامكِ مرتّبةٌ على الشرشفِ المطرزِ بالنمنماتِ
وأحلامي سريرٌ من الفوضى... مبقّعٌ بزهورِ الرغباتِ الذابلةِ
وجهكِ مرآةٌ...
(كيفَ لمْ أنتبهْ إلى شحوبي وأنا أتطلعُ
إلى وجهي عندما كنتِ تجلسين إلى جانبي؟)
ووجهي طاولةٌ…
(كيفَ لمْ تنتبهي إلى هذا الإنحرافِ البسيطِ في مزاجِ قلمكِ الطويلِ الأهيفِ
وأنتِ تكتبين واجبكِ المدرسي مثلما تكتبين رسائلكِ الغراميةَ)
حزنكِ، غيمةٌ صيفٍ عابرةٌ
(مرَّ عشرون صيفاً على عشبِ عمركِ
وأنتِ لمْ تجربي البحرَ..
قولي، متى ستذوقين جنونَ الموجِ؟
متى ستذوقين لسعَ الرمالِ؟
إذا كنتِ تخافين أنْ يبتلَ ذيلُ فستانكِ
بدموعِ البحرِ!)
وحزني، أشجارٌ هرمةٌ
تمدُّ جذورها عميقاً...
في رمادِ الذكرياتِ والثكناتِ والدروبِ المعتمةِ
أيامكِ، كريستالٌ، ومجلاتُ أزياءٍ،
وهاتفٌ معطرٌ، يرنُّ طويلاً ثمَّ يسكتُ...،
ومظلةٌ للمطرِ وللحبِّ أحياناً
وأيامي، ورقٌ... ورقٌ (ليسَ مغلفاً بالسليفون):
ورقةٌ لقائمةِ الكهرباءِ التي لمْ أسددها بعدُ
ورقةٌ لنقلِ وظيفتي إلى دائرةٍ أخرى
ورقةٌ للمحاسبِ
ورقةٌ للفتاةِ العابرةِ
ورقةٌ للغشِ في الإمتحانِ
ورقةٌ للقصيدةِ العنيدةِ
ورقةٌ للتمزيقِ
ورقةٌ للبكاءِ
ورقةٌ للـ…
قولي:
ماذا أفعلُ لهذهِ الفوضى التي يسمونها – تجاوزاً – حياتي
وأسميها – مضطراً – حماقاتي
أنتِ... لمْ تجربي ذلك
لمْ تجربي أيَّ شيءٍ
لمْ تجربي
سوى:
تستيقظين في السابعةِ إلا ربعاً (صباحَ الخيرِ بالقشطةِ)
وتهبطين المصعدَ في الثالثةِ ظهراً (حقيبتكِ فارغةٌ من الساندويجةِ الصغيرةِ ورسائلِ الحبِّ...)
لذا تسرعين قليلاً إلى البيت بحجةِ التعبِ، وتنامين على فلمِ السهرةِ (أحياناً يمتدُ فيلمُ السهرةِ إلى منتصفِ نعاسكِ أو يمتدُّ نعاسكِ إلى منتصفِ الفيلمِ أو...)
فتغلقين جنفيكِ الوديعين على فراغِ أبيضٍ
ماذا ستكون حياتكِ
بلا قصائد...
ماذا ستكون حياتكِ... بلا حماقاتٍ
ماذا ستكون حياتكِ بلا ذكرياتٍ
أما أنا...
فسأكتفي من كلِّ حياتكِ
بقطعةٍ من الشيكولاتا...
ألتهمها على عجلٍ
وأقولُ:
آهٍ... لقد عشتُ معكِ...
أجملَ الذكرياتِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:06 pm

"أما آن لهذه الأوجاعِ القديمةِ أن تثمرَ
ذلك أنه ما من هدأةٍ في أي مكانٍ .."
- ريلكه -
....
حُمّى، تتصاعدُ كالحُمّى، وأنتِ في تلافيفِ الذاكرةِ أيضاً، تجلسين في صالةِ الألمِ، متصالبةَ الساقين، تجسّين عروقي المتنافرةِ، كطبيبٍ أرستقراطيٍّ مبتديءٍ
تنبضُ شرايينُ تأريخِ خيباتي، كلها، بين أصابعكِ الرقيقةِ كالحلوى
فترتعشين من الحُمّى، تذعرين..
لا العقاقيرُ، ولا العذّالُ، ولا النومُ قبل الواحدةِ، يطفيءُ هذهِ الكرةَ الملتهبةَ التي يسمونها رأسي..
حُمّى، حُمّى، حُمّى تتصاعدُ، كنوافيرِ الساحاتِ المكتظّةِ
تختلطُ الأشياء أمامَ عيني المضببتين، فلا أكادُ أميّزُ:
بين كريستالِ صالةِ العرضِ، وقوامكِ الأهيفِ
بين شعركِ الطويلِ، وضفيرةِ اللبلابِ المتسلّقِ
بين قلبي، وهذه الفوضى
آه، مَنْ يوقفُ أمطارَ الألمِ التي تنقرُ زجاجَ رأسي منذ الصباحِ
شوارعي مبلّلةٌ وروحي أيضاً..
وأنتِ، تحت مظلتكِ الفاخرةِ،
تعبرين أرصفةَ الذكرياتِ - بلا مبالاةٍ –
سوى بعضِ الارتباكِ الخفي الذي يشوبُ خطواتكِ المسرعةَ
كلما تعثّرتِ بحجرِ آهةٍ أو ببركةِ دمعٍ
ماذا أفعلُ بهذا القلب، بدون ذكرياتكِ؟
ماذا أفعلُ - قولي - بهذا الرأسِ بدون حُمّاكِ؟
بدون هذهِ الحُمّى فقط
الكتابةُ الرائعةُ، حُمّى
نظراتكِ، حمى
والشوارعُ أيضاً، كرةٌ من الحمى تتدحرجُ على الإسفلتِ
وأنتِ
ألا تخشين حُمّى كتاباتي
ألا تخشين جنونَ حُمّى ولعي بعناقيدِ شفتيكِ التي لمْ تنفرطْ بعدُ
مَنْ دلّكِ على ولعي، فالتصقتِ به
ألا تخشين أن يصبحَ أسمكِ - ذاتَ يومٍ - فضيحةً
على لسانِ عجائز الأزقةِ، وأكشاكِ الصحفِ، ودفاترِ يومياتِ التلميذاتِ السريةِ، وطاولاتِ النقدِ والخمرةِ في نادي الأدباء، وحدائق الياسمينِ النمّامِ، والطبعاتِ التجاريةِ لكتبِ رسائلِ الحبِّ والغرامِ، وغمزِ صديقاتكِ، وغيرةِ الشوارعِ، وتصاعد الحُمّى
حُمّى من الهذيان، صاعداً أو نازلاً
في فراغِ الورقةِ
ماذا أفعلُ بكلِ قصائدي إليكِ
عندما ترحلين..
ماذا أفعلُ سوى أن أحملَ جثمانها الساكن
وأشيّعها - بالدموعِ والندمِ - إلى مقبرةِ دولابي
لا الخلود يستفزني، ولا مقالات النقد المدبجة، ولا دبق الإعجاب
ضحكةٌ واحدةٌ منكِ، آهةٌ واحدةٌ، توقفٌ عفويٌّ عند فاصلةٍ كان يكفيني..
كان يستفزني لأنْ أكتبَ وأكتبَ - بلا توقفٍ -
منتشياً بهذه الحُمّى..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:07 pm



"حسناً، سأخرجُ من وحدتي
لكن،
إلى أين؟"
– أدونيس –
.....
إلى أين ترحلين..
يتبعكِ بكاءُ الشوارعِ، وغربةُ القدّاحِ الأبيضِ
وندمُ روحي..
إلى أين تهربين.. من قصائدي
وهي تلاحقكِ في كلِّ مكانٍ
إلى أين تمضين بشعركِ الطويلِ
بعيداً عن فوضى أصابعي
كيف تكحّلين رموشَ عينيكِ الواسعتين
بلا مرايا عيوني
وكيف تطفئين ضوءَ غرفتكِ..، لتنامي
ونجومُ آهاتي - على شباككِ - لمْ تنمْ بعدُ
ماذا سأقولُ للشوارعِ، حين تسألني، غداً،
عن حفيفِ خطواتكِ
ماذا سأقولُ لذكرياتي، حين تبكيكِ في منتصفِ الليالي الموحشةِ
ماذا سأقولُ للمصطبات، حين ترى ظلي وحيداً
متكئاً على شيخوخةِ اليوكالبتوس
يتأملُ تساقط أوراق الخريف
ويحصي كمْ بقي له: من الأحلامِ والسنواتِ والبكاءِ…
سأحملُ هذهِ الحرقةَ التي تتركينها،
وأجوبُ المدنَ (إلى أين أمضي بذكرياتكِ؟)
أجوبُ الباراتِ (عمَنْ يطفئني؟)
أسائلُ العرّافاتِ (عن سرِّ رمادكِ الذي يتوهجُ؟)
أبوحُ للأصدقاءِ (لنْ أكابرَ هذه المرة)
أتعلّق بالبريدِ (لا عنوان لجنونكِ وحزني)
ألاحقُ الباصاتِ (مقعدكِ فارغٌ أبدا)
أتفرسُ في وجوهِ الفتياتِ (كلهنَّ يحملنَ ملامحكِ، ولكنْ أينَ أنتِ؟)..
أعرفُ أننا، ربما سنلتقي - ذات يوم -
أجل سنلتقي ذاتَ يومٍ
هكذا مصادفةً..
هكذا بكل برودِ المصادفاتِ، وبكل هولها وجنونها
مصادفةً (سأقولُ: لكِ أنَّ الحياة....َ
صدفةٌ كبيرةٌ
صدفةٌ غبيةٌ
صدفةٌ رائعةٌ
صدفةٌ لا معقولةٌ
إياكِ أنْ تفكري بها بعقلٍ يا مجنونتي!)
ربما سنلتقي..
في مصعدٍ مزدحمٍ أو فارغٍ إلاّ من وجيبِ أنفاسنا المتلاطمةِ
وأنتِ تصعدين باصَ الحبِّ
وأنا أنزلُ..
وأنت تفتشين عن رقمِّ كرسيكِ
في قاعةِ المسرحِ المظلمةِ
وأنا أفتشُ عن رقمِ ضياعي
وأنتِ تستعيرين كتابي من موظفةِ المكتبةِ
وأنا استعيرُ نظرةً منكِ
وراءَ زجاجِ الزعلِ المضبّبِ
…………
……………
أعرفُ أننا سنلتقي - ذات يوم -
مثلما افترقنا، صدفةً في صدفةٍ في صدفةٍ
ولكن بعد كلِّ هذا الغيابِ
بعد كلِّ نوافيرِ الحرقةِ المتفجرةِ في أحواضِ بكائي
أقادرٌ أنا - ثانيةً - أن أمسكَ لجامَ قلبي الصاهلِ
في براري حبكِ الشاسعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:08 pm



"ما علي إذا لم يكن لي صولجان
أليسَ لي قلم"
- فولتير -
"وكنتُ أنا نائمة، على جنبي الأيمن
أصغي إلى خفقِ دمكَ الجواب - قرب عنقي،
عنق المرأة العارية.."
- سان جون بيرس -
.....
كلماتُكِ..
آهٍ... كلماتكِ
أحالتْ صباحي المندّى إلى غابةٍ من نوافذ ومطرٍ من شوارعٍ مغسولةٍ، وحنينٍ من أصابع، تتلمّسُ لأولِ مرةٍ نبضَ الأشياء..
كلماتكِ.. كلمات..
ماجدوى العالم بلا ارتعاشِ كلمة
ما جدوى العالم بلا أنفاس امرأة
ما جدوى العالمِ بلا نسغٍ، وأمطارٍ، وعيونٍ سودٍ، وأرصفةٍ، وقمرٍ مسافرٍ، ونوافذ للياسمينِ المشاغبِ، وكتبٍ ممنوعةٍ، وأحزانٍ، وعشبٍ أزرق، ويديكِ
هل أقولُ شكراً على أزهارِ كلماتكِ التي تفتحتْ في طريقي الصباحي
(ما زالتْ أنفاسها العطرة الندية تعبقُ بين جدرانِ غرفتي حتى هذه الساعة المتأخرة من منتصفِ أرقي)
آهٍ، يا سيدتي.. منذ متى وأنا أتطلعُ إلى نظراتكِ من وراءِ الزجاجِ:
عينان حزينتان تدعوانني..
تحيلان تأريخي إلى شظايا
وقصائدي إلى رمادٍ…
منذُ متى لمْ أنتبهْ إلى رذاذِ شعركِ..
وهو يشاكسُ عزلتي
ماذا أفعلُ..؟
إنني مرتبكٌ، أحاولُ أن ألملمَ شظايا ذكرياتي فتدمى أصابعي.. فأفشلُ..
أحاولُ أنْ الملمَ شرودي من بين يديكٍ..
فتتسربُ الأحلامُ والكلماتُ من ثقوبِ ذاكرتي المنخوبةِ
إلى حيثُ تمتدُ الشوارعُ.. ضياعاً أسود، وخطى من دخانٍ
إلى حيثُ يمتدُ قلبي.. رفوفاً من أوراقٍ وغبارٍ وبنفسجٍ ذابلٍ
إلى حيثُ يمتد غيابكِ..
مطراً من حنينٍ وغربةٍ وبكاءِ أرصفة
إنني مرتبكٌ..
فساعديني على النسيانِ
إنني ضجرٌ..
فساعديني على البوحِ
إنني وحيدٌ..
فساعديني على القصائد
ساعديني لأخرج من عزلتي وذكرياتي المشظاةِ على كلِّ المصطباتِ..
إلى حقول ِذكرياتكِ الممرعةِ
ساعديني لأخرج من صمتي.. إلى بلاغةِ جسدكِ
اكتبي لي.. اكتبي لي كلَّ شيءٍ..
اكتبي لي..
ياه……
منذ متى لم تكتبي…
منذ متى لمْ تمارسي جنونَ الركضِ
حافيةَ القدمينِ والقلبِ
على رمالِ البحرِ
وأمواجِ الكلمات
منذ متى لم تتعري أمام مرايا الورقة
منذ متى لم تكتشفي أنوثتكِ الصارخة
منذ متى لم تشعلي النارَ
في أدغالِ أيامكِ اليابسةِ، الرتيبةِ، المتكررةِ
وتخرجي..
إلى حيث حقول عبادِ الشمسِ والقصائد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:09 pm


أحاولُ أن لا أتذكركِ هذا اليوم
فتغافلني ذاكرتي وتتسلّلُ - خفيةً كصبيٍّ مذنبٍ -
... إلى حيث تجلسين لصقَ نافذةِ القلبِ
تحصين الدقات المرسومَ عليها أسمكِ...
وتحدقين بالمطرِ
مطر حبي وهو يبلّلُ ذاكرةَ الزجاجِ الأصفرِ، والشوارعَ
الهاربةَ، وضفيرتَكِ الطويلة،َ والحافلات التي هرمتْ مثلي
من طولِ التسكّعِ
………………
…………………
أحاولُ أنْ أغيّرَ شكلَ كتاباتي
فتتمردُ عليَّ أصابعي
وتقفزُ - كأولادٍ مشاكسين -
فوق سياجِ حدائقِ شعركِ
لتقطف اللوزَ والقصائدَ والفوضى
وتكتب أسمكِ على لحاءِ جذوعِ الشجرِ
ترى كيف تبدو الحدائقُ بلا أسمكِ
كيف تبدو الشوارعُ بلا ذكرياتكِ
وماذا أفعلُ بأصابعي...
بلا شعركِ الطويلِ
إنني الوحيدُ
الذي له الحقُ في التغزلِ بأسمكِ - علناً -
في الشوارعِ وساحاتِ المدارسِ والمظاهراتِ
ودواوين الشعرِ والحاناتِ والحدائقِ العامةِ
فكيف لا تكونين مغرورةً
أمام الأخرياتِ...
كيف لا يتهمونكِ بالغرورِ
وقد جعلتُ أسمكِ على كلِّ لسانٍ
………………
………………
أحاولُ أن استريحَ - لدقائق -
من حبكِ
فيغافلني قلبي
ويهرعُ إلى براريكِ الشاسعةِ
كحصانٍ مجنونٍ ضجِرٍ
قلبي مجنونٌ أكثر مما يجبُ
شرسٌ وضجِرٌ وجامحٌ
وأنا شاعرٌ
لا يجيدُ ترويضَ قلبهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:10 pm

"بكِ كثافةُ الوردةِ
في ذبولها..."
- رينيه شار -
.........
(1)
قلتُ لزهرةِ الياسمين:
من أينَ لكِ كلّ هذه الطاقةِ على العبقِ
وأنتِ محاطةٌ بالشوكِ من كلِّ جهاتِ القلبِ الأربعِ
ابتسمتْ...
وأشارتْ إلى ما تحت أوراقها البيض
كانتْ ثمة ندوب كثيرة تضرّجُ جسدَها الغضَّ
لا بأس...
ما دام هنالك عاشقان
على ظهرِ الأرضِ
أو فراشتانِ في الأثيرِ
فسأتفتحُ
*
(2)
قلتُ لقلبي:
من أين لك هذه الطاقة على الحنينِ
وأنتَ مشظّى على كلِّ الدروبِ
نظرَ لي بانكسارٍ:
ـ أيها الشاعرُ الحزينُ
ماذا أفعلُ؟
إذا كنتَ لا تتوقف عن الحبِّ
*
(3)
قلتُ لعينيها:
يا أجملَ عينين على الإطلاق
من أين لك كلّ هذا الكحلِ
ابتسمتْ بغنجٍ عذبٍ:
- من سحرِ قصائدكَ
قلتُ للقصائد:
ـ من أين لك كلّ هذه العذوبة
قالتْ بدلالٍ أيضاً:
ـ من سحرِ عينيها
*
(4)
قلتُ لها:
مالي كلما رأيتكِ من بعيدٍ
أرتعشتْ أزهارُ التوقِ على كمِّ قميصكِ
وأحسستُ بفراشاتِ دمي ترتعشُ
وهي تحومُ حولَ تويجاتِ صدركِ المشرئبةِ
مالي كلما عبرني حفيفُ ضفيرتكِ الطويلة
... على الرصيفِ
تساقطَ مطرُ قلبي
على كلِّ الأرصفةِ
*********

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:11 pm


(1)
قالتْ: لماذا تجلسُ هكذا تحدّقُ في أمواجِ النهرِ
وتنسى المدينةَ؟
قلتُ لها: ذلكَ لكي أجمعَ أمواجَ النهرِ الغاربةَ
وأطرحها من حياتي
قالتْ: ولماذا تجلسُ هكذا تحدّقُ في عيني - ساعاتٍ طويلةً - وتنسى العالم؟
قلتُ لها:………
ماذا قلتُ لها؟
لمْ أقلْ لها شيئاً…
لمْ أقلْ لها أي شيء
لمْ أقلْ...
لمْ ...
كنتُ أغوصُ في قاعِ عينيها الساحرتين
رويداً
رويداً
... وأتلاشى
*
(2)
قلتُ:
قميصكِ غابةُ فرحٍ وياسمين وموسيقى
وقميصي نهرٌ جفَّ
تفتحين أولَ الأزرارِ
فيساقط المطرُ دافقاً، حنيناً، مرتعشاً
على زجاجِ النافذةِ
أفتحُ أولَ الأزرارِ
فتساقط العصافيرُ الميتةُ
على سريري
*
(3)
قالتْ:
لماذا تجلسُ - أيها الشاعرُ ساعاتٍ طويلةً
تتأملُ الورقةَ
ولا تلتفت لي...
ما هذا‍!؟
هل قلبُكَ حبرٌ
*
(4)
قلتُ:
أيها المعبدُ
ألتجيءُ إليكَ
بشموعي وأخطائي
فلماذا قبلتَ شموعي
أشعلتها لتنير جدرانَ عزلتك
وتركتَ أخطائي
في العراءِ
تنتحبُ من البردِ
والانكسارِ
*********


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير




ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:13 pm



أسبلتْ رمشَها الأسودَ
واستسلمتْ - ملتذةً - لحلمها
(راقبتُ انكسارَ شفقِ الشرودِ على شحوبِ وجنتيها
راقبتُ وجيبَ أصابعها على خطوطِ الطاولةِ المتعرجةِ
راقبتُ...)
انتبهتْ فجأةً لضياعي في شوارعِ عينيها الممطرتينِ
بلا مظلةٍ ولا هدفٍ...
إلى أين أمضي بقلقي هذا؟
كعلامةِ استفهامٍ حائرةٍ
ولا جملةً على الورقِ
(لماذا هذا الشرودُ المستمرُ الذي أضبطهُ
متلبساً به كلما أقتربَ مني...؟)
ما الذي أبغي أنا،
وحيداً
أمام هذا المدِّ الأسودِ الشاسعِ
أمواج سوداءُ، سوداءُ
تتلاطمُ ولا قاعَ
تمتدُّ ولا سواحلَ
تسيحُ ولا كحلَ
لا نهايات حيثُ تهيمُ النظراتُ، حيث تغرقُ الأحلامُ، حيث ينتهي بياضُ العالمِ البليد
سوداء ، سوداء
أشد كثافةً من الليلِ، وأندى من هذا الفاحمِ المسبلِ على كتفيكِ...
لا سواحل..
الجروفُ يأكلها زعلُ الأمواجِ
وأنا حزينٌ بلا زورقٍ ولا قصيدةٍ ولا مظلةٍ
وحيدٌ كربانٍ فقدَّ بوصلتَهُ
ظاميءٌ كغريقٍ
أتعلّقُ برمشكِ الطويلِ
ناسياً اهتزازه، صعوداً وهبوطاً
عبثاً أتشبّثُ بزوارقِ الذكرياتِ المثقوبةِ
عبثاً أتشبّثُ بعروقِ الكلماتِ
عبثاً أتشبّثُ برمشكِ الأسودِ المضطربِ
أمواجٌ سوداء ، سوداء ...
تتلاطمُ، تصطخبُ.. ثم تهدأُ...
تاركةً زبدَ الحنينِ
يغسلُ الرمالَ وصخورَ الأماني والنسيان
زبدٌ، زبدٌ، هو كلُّ ما سيبقى لكَ
هو كلُّ ما ستحصدهُ من حديقةِ السرابِ
التي جلستَ على بابها - ذاتَ يومٍ - تنتظرُ الياسمينَ والأشرعةَ
زبدٌ، زبدٌ، يالمواعيدها
زبدٌ، زبدٌ، كأحلامِكَ المشرّدةِ
تحتَ شرفةِ عينيها السوداوين
زبد، زبد، كلُّ ما بقي بين يديكَ...
أما مياه البحرِ فقد تسربتْ من بين أصابعكَ إلى الأبد
لا شيء غير الزبد
زبد، زبد
**********


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:14 pm



أنتشي بكركراتِ طفولتك وهي تتكدّسُ على عشبِ عمري الذابلِ، بالكريستالِ الذي يتكسّرُ، يا امرأةً من ذهب وقميرٍ ودموعٍ..
أحاولُ لملمةَ هذا البحرَ الذي ينسلُّ من بين أصابعي، وأعني: شعركِ الطويلَ مذرذراً زبدَهُ وياسمينَهُ على الشوارعِ.. أينما تذهبين، تفضحكِ رائحةُ البحرِ وسربُ الفراشاتِ المحلّقة.. والمراكبُ
أنتشي بنعاس عينيكِ على النافذة
أنتشي باسمك،ِ نافورة موسيقى..
أنتشي بقمحِ أنوثتك
بالأغنية التي أرددها دائماً:
"أنا العصفورُ
وأنت الطفل
إذا لم تستطعْ أن تطلقني
فاترك لي - على الأقل - خيطاً أطولَ.."
خيطاً من الدموعِ
خيطاً من الذكرياتِ
خيطاً من الأحلامِ
أتعرفين كمْ يعذبني هذا الخيطُ الملتاعُ
الخيطُ النحيلُ - كالآهِ - الذي يفصلني عن الغاباتِ ومصابيحِ الشوارعِ، وصخبِ الأصدقاء،...
مالك تمسكين الخيطَ بهدوءٍ ودربةٍ
كأن ليس في نهايتهِ يرتعشُ عصفورٌ أحمقٌ مبلّلٌ هو قلبي
مالكِ تذهبين إلى سريرِ نومك وتنسين عبقَ جسدكِ في دمي فلا أنام
مالك تخوضين في الموجِ إلى ركبتيكِ وتنسين شبقَ الرملِ في شفتي
مالك تغارين من القصائدِ، وهي مراياكِ وقناني العطرِ والكرسيُّ الخجولُ
هكذا أنتِ، لاهية بكلِّ شيءٍ - كطفلِ الأغنيةِ –
ومتدفّقة بالحنينِ كجسرِ الصرافية
وحزينة كقوسِ قزحٍ يتبددُ...
وأنا لفرطِ بهائكِ
للجنونِ الذي يتسكّعُ معي في شوارعِ حبكِ
أحاول تدجينَ هذا القلب ليكون أقلَّ شراسةً وجنوناً
كي لا يخدشَ نعومتكِ
أعلمه "أتيكيت" الجلوس في حضرةِ جمالكِ الآسرِ
كي لا يمدَّ أصابعَهُ إلى شعركِ ويسرق نجمةً أو برتقالةً
أحذّره من ترديدِ أسمكِ - على الأقل - بين الأشجارِ والنساءِ والصحفِ، كي لا نكون - أنتِ وأنا - فضيحةَ العصرِ على الألسنِ...
لكن هذا القلبَ العاقَ الغريرَ
رغم الوصايا
يقعُ في الحماقاتِ نفسها
ماذا أفعلُ؟
إذا كان هذا القلبُ
لا يريدُ أنْ يكبرَ
*******




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:15 pm

كانتْ لي في طفولتي دميةٌ
سرقوها قبل أن تتعلمَ النطقَ
وتلعبَ معي
وكان لي في صباي حقلٌ ذهببيٌّ من سنابل
قطعوا عنه ماءَ النهرِ
وحبسوا الغيمَ
فاستعنتُ بدموعي
قالوا لي: لا تبكِ... الرجالُ لا يبكون!
فماتتِ السنابلُ
وتفتّتتْ حباتُ القمحِ على بياضِ دفاتري
قبلَ أن تنضجَ
فعوضوني عنها بكتبِ الجغرافيا المدرسيةِ
وصورِ الحقولِ
وعندما كبرتُ
أصبحتْ لي حبيبةُ بشعرٍ طويلٍ وشرائط بيضٍ
لكنهم قصّوا ضفائرها قبل أن تكتملَ قصيدتي
وشنقوا بشرائطها فرحي الصغيرَ
وها أنا الآن
أحسُّ بالغصّةِ كلما مررتُ
أمام محلاتِ الألعابِ
والضفائرِ الطويلةِ
وحقولِ القمحِ
*
كان لي حلمٌ صغيرٌ
ببيتٍ صغيرٍ، ومكتبةٍ، وشرفةٍ تظللها أوراقُ البرتقالِ والأملُ
فالتهمهُ المؤجرُ الشرهُ
ها هو كرشُهُ يزدادُ كلَّ يومٍ...
وها هو نحولي يزدادُ كلَّ يومٍ...
*
كان لي أبٌ
سرقهُ سريرُ المستشفى
فلمْ أعدْ أتذكرُ من ملامحهِ
سوى برودِ الطبيباتِ
وهن يتحدثن لطفولتي عن رئتيهِ
اللتين نخرهما السلُ والفقرُ
بعد عشرين عاماً
أدركتُ لماذا كنَّ يتحدثن ببرودٍ
*
كان لي رصيفٌ للتسكّعِ
وآخر للحبِّ...
وآخر للبحثِ عن عملٍ
أصبح لي رصيفٌ وحيدٌ، ضيقٌ
يمتدُ بي - كلَّ يومٍ - من البيتِ إلى الوظيفةِ
*
كانتْ لي غيمةٌ ماطرةٌ
تسمى القصيدة
عندما لمْ تجدْ أرضاً تؤويها
هاجرتْ
وتركتني وحيداً
على عراءِ النثرِ
*********



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:15 pm

إلى رجل غبي يُسمى قلبي!
متى أستريحُ؟
مَنْ أورثني هذا الحنينَ والبكاءَ والتسكّعَ؟
روحي مدينةٌ مهجورةٌ…
تبحثُ عمن يرممها
أديرُ قرصَ الهاتفِ
لا أحدَ...
أبعثُ برسائل لا عنوانَ لأصحابها
أطرقُ أبوابَ الصحفِ
لا قصيدةَ عندي تصلحُ للنشرِ
ماذا أفعلُ...
كي أوقفَ زحفَ الخريفِ على مساحةِ الخضرةِ المتبقيةِ من عمري؟
ماذا أفعلُ
كي أقنعَ هذا القلبَ اللجوجَ
إنَّ كلَّ ما أفعلهُ بعدكِ حماقات
ماذا أفعلُ...
لأقنعَ نفسي أنني لمْ أعدْ بحاجةٍ لبطاقةِ سفرٍ
فكلُّ مدنِ العالمِ جبتُها على الورقِ
شارعاً... شارعاً
حتى تهرأتْ أقدامي من المشي في دروبها الطويلة
وأنا ساهمٌ في زاويةِ المقهى
*
متى أستريحُ...؟
ما زلتُ - طولَ عمري - مشدوداً لكلِّ شيءٍ
بأسلاكِ الدهشةِ...
مازلتُ ذائباً في قطرة المطر، وهي تنسابُ في خلايا المدينةِ والشجرِ وايقاعِ المزاريب
ما زلتُ وحيداً في الدروبِ المزدحمةِ
ضاجاً بكِ...
كلحنٍ ناقصٍ
وشرائط حمراء لفتاةٍ يتيمةٍ...
مررتُ عليكِ...
ولمْ أجدكِ
قولي ...
إلى أين أتجهُ بأحزاني إذن!؟
هكذا اعتدتُ أن أشرعَ نوافذَ رئتي
لرياحِ الدهشةِ التي تأتيني من كلِّ شيءٍ...
شاعرٌ أنا...
وربما نافورةٌ متفجرةٌ، في حديقةٍ عامةٍ...
أقررُ أن أرسمَ شفتيكِ برعمي خجلٍ
على أغصانِ أوراقي
وانتظرُ السنواتِ، ليتفتحا لي
غير عابيءٍ بنظراتِ الحارس،ِ ووخزِ الأشواكِ، وزهورِ المحلاتِ الإصطناعيةِ
ملتذاً بالرحيقِ...
وهو يسيلُ على سياجِ فمي
*
متى أستريحُ؟
ثمة غابات كثيرة
تنتظرُ الرئات القادمة، التي لمْ يشوهها التدخينُ
ودخانُ الباصاتِ
علي أن أدلكم عليها...
أما أنا
فقد أخذتُ هواءً كثيراً
وعلي أن أصفَ كلَّ الغاباتِ التي حلمتُ بها،
والخنادق التي نمتُ فيها
ودخان المقاهي التي...!
والشوارع، والباصات، والنساءَ والمكتبات، والأحزان
هكذا علي أن أصفَ لكم كلَّ ما رأيتهُ في حياتي
هكذا... بمنتهى العذوبةِ والندمِ
مخبّئاً نصفَ ذكرياتي على الأقل


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:16 pm

أيها القلبُ يا صاحبي في الحماقاتِ
يا جرحَ عمري المديدَ
أنتَ بادلتني الحلمَ بالوهمِ
ثم انحنيتَ ترتّقُ ظلَكَ في الطرقات
أنتَ أوصلتني للخراب
وسميتهُ {وطناً}
ثمَّ بيتاً
فنافذةً نصفَ مفتوحةٍ
أنتَ ضيّعتني
ثم ضعتْ
*
غيومٌ بيضاء مسافرة...
بلا وطنٍ
عندما تتعبُ من الركضِ حافيةً
على أديمِ السماءِ الصافيةِ الشاسعةِ
ستجلسُ على دكّةِ نجمةٍ...
لتبكي...
عندها سيفرحُ الناسُ بقطراتِ المطرِ
يتراكضون على دموعِ الغيم
وهي تبلّلُ عشبَ حياتهم...
يا لعشبِ حياتي
مَنْ يبلّلهُ إذن؟
وأنتِ لا تمرين...
ولا تمطرين...
*
".. لستُ ممن يخدعون العالم. أنتمي بأكملي إلى هذا القطيع العظيم الحزين، قطيع البشر. كافحتُ بذراعيّ الحريقَ في كل مرّة، وعرفتُ الخنادقَ والدباباتِ، وقلتُ دوماً بلا حذرٍ أسوأَ خواطري في وضحِ النهارِ، ولمْ أنسحبْ عندما جاءوا ليبصقوا في وجهي، وتقاسمتُ الخبرَ ا
- أراغون -
*
*
أحبكِ هل تفهمين ذبولي
على زهرةٍ من حجرْ
وهل تفهمين
- إذا ما فتحتِ المظلةَ لصقَ صديقكِ -
حزنَ المطرْ
*
راكضاً...
راكضاً
بين "الحرب" و "السلم"
سقطَ الجندي
وانكسرتْ ساقاه
فظلَّ يتنقلُ بينهما
على عكازيهِ
حتى ماتَ...
دون أن يجدَّ لهما
معنىً محدّداً
*
حط العصفورُ
على شباكي المفتوحِ
وراح يغني
حين رآني ما زلتُ أغطُّ بنومي
صفّقَ جنحيهِ
وشتمني
ومضى نحو الغابة
*
يا ربي...
قلبُ حبيبي من صخرٍ
فلماذا تخلقُ قلبي
من ورقِ النشاف
- من دفاتري القديمة -
*
"أسير في إثْركِ خطوةً، خطوةً
ألا ترين ذلك!؟
فأني أضيعُ خطوةً، خطوةً"
- اميليو برادوس -
*
"إنكِ تتغيرين
لقد تغيرتِ كثيراً
لا أجرؤ على النظر إليكِ
خوفَ ألا أراكِ"
- هنري باربوس -
*********



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:16 pm



صاعداً سلالمَ المستشفى إلى حيث البحر يطلُّ من الشرفةِ أبيضَ ووحيداً بلونِ الشراشفِ، بعينين دامعتين ترنوان إلى المصلِ الذي يقطرُ بالذكرياتِ، قطرةً قطرةً... أو خطوةً خطوةً... يصعدُ الألمُ سلالمَ نبضي بهدوءٍ أسود، يفتحُ البابَ المؤدي إلى قلبي، يجلس هناك صالب
تفتحين عينيكِ الناعستين بتثاقلٍ لذيذٍ فلا تجدين أحداً..
... الساعةُ الثالثة فجراً، غادرتِ الممرضةُ الخافرةُ إلى سريرها. قرصُ الأسبرين يغطُّ في شخيرهِ، والشوارع أيضاً، وحدهُ الشاعرُ هائماً وراء زجاجِ نافذتكِ يمشّطُ بأنفاسهِ غاباتِ شعركِ المتناثرةِ على الوسادةِ، ململماً عن شرشفِ البحرِ أزهارَ الزبدِ التي تركها ج
في الصباحِ، سترتبكُ الممرضةُ وهي ترى إلى دمِ الشاعرِ يتسلقُ أنبوبَ المصلِ إلى جسدكِ
يستوقفني المصعدُ المكتظُ بالزائرين لاهثاً (مَنْ أنتَ؟) يستوقفني موظفُ الاستعلاماتِ أيضاً (مَنْ أنتَ؟) وكذلك قرصُ الأسبرين (مَنْ أنتَ؟)
من أنتَ…؟..
أشيرُ إلى أنبوبِ المصلِ فيضحكون
أشيرُ إلى البحرِ
فيتَّهمونني بالجنونِ
أشيُر إلى عبقِ جسدكِ وهو يفضحكِ في الردهاتِ، فلا يشمّون سوى رائحةِ الأدويةِ
أشيُر إلى..! إلى ماذا؟
وأسألُ البحرَ: المباضعُ التي تؤلمك أم أظافرُ الآخرين وهي تنهش أمواجك (قلبك المائي)، فيشيرُ إليهم من وراء الصخورِ بأصابع مبتورةٍ..
أرجوكم اتركوا البحرَ في عزلتهِ. البحر الذي يتبدّدُ على الرملِ - كلَّ يومٍ - وعلى قمصانكم، وطاولاتِ الوظيفةِ، وعقاربِ الوقتِ، والشوارع، ومقاعد الباصات...
لا تتهموه بالابتذال
افهموا براءةَ الموجِ، افهموا حزنَهُ المائي، أمواجه التي غسلتْ ملوحةَ المدينة وبدّلتها بالأشجارِ والريحانِ
وأنتِ أيتها المدينةُ يا قلباً من الخلِ والصحراءِ واللافتاتِ ودخانِ المصانعِ
لا تتآمري على البحر. ولأقلْ بوضوحٍ أكثرَ: لا تتآمري على الشعرِ
ينفتحُ البحر على المرايا حيثُ الشاعرُ يجلسُ مخذولاً على الرمل وقد طردتهُ المدينةُ.
ينفتحُ البحرُ على الموسيقى حيثُ الطبالون بالملابسِ المزركشةِ يعزفون "بحيرة البجع" بالطبولِ المثقوبةِ، وحيثُ يقفُ رجلٌ رثٌّ أمامَ بابِ الصالةِ المحتشدةِ يدعى جايكوفسكي لا يملكُ تذكرةَ دخول.
ينفتحُ البحرُ على الفتياتِ وهن يخبّئن العشاقَ الجددَ تحت أسرةِ النومِ ويذهبن إلى الدوامِ الصباحيِّ دون أن يختلجَ لهن جفنٌ.
ينفتحُ البحرُ على صالةِ العملياتِ حيثُ عيناكِ تحدقان في المروحةِ السقفيةِ العاطلةِ وعشِّ العنكبوتِ وتنعسان بفعلِ المخدّرِ شيئاً فشيئاً.
ينفتحُ البحرُ عليهم وهم يتبادلون الصفقاتِ والنكاتِ أمام سريركِ الشاحبِ.
ينفتحُ البحرُ على قلبي وهو يذوبُ في الأنبوبةِ قطرةً قطرةً....
........
***********




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:17 pm




"كنا نتمشى جنباً إلى جنب ثلاثتنا:
أنا وانوشكا والفراق"
- ناظم حكمت -
......
اقتربتُ منها
اقتربتُ أكثرَ...
وعندما مددتُ كفي لأودّعها...
لمْ أجدْ أصابعي
بل عشر شموعٍ – من الحنينِ -
تذوبُ ببطءٍ...
قالتْ: سأرحلُ
لمْ أصدّقْها...
قالتْ: إنّي راحلةٌ
لمْ أصدّقْها...
وعندما لوّحتْ بكفيها الممطرتين
من وراءِ نافذةِ قطارِ الرحيلِ
لمْ أصدّقْها...
وهكذا مرتْ ثمانيةُ أعوامٍ على غيابها
وأنا لا أصدّقُها...
*
عيناكِ حلوتان وحزينتانِ
عيناكِ رصيفُ وداعٍ مبلّلٌ
وصمتكِ يثيرني أكثرَ
من أيِّ زبدِ بحرِ قصيدةٍ خرجتِ
وإلى أيِّ قرارٍ مجهولٍ سترحلين
أيتها المجنونةُ كقلبي...
أنا شاعرٌ، وأقصدُ: رجلاً مهشّماً
وعطركِ مرايا وبوحٌ وانكسارٌ...
ماذا أفعلُ؟
أمامَ صمتكِ أيتها الشاعرةُ المسكونةُ بالرحيلِ
قلتُ: علّني أزيحُ غمامَ الحزنِ عن رصيفِ شفتيكِ
فوجدتُ حزني يتشظّى
ويمطرُ قصائدَ وياسمينَ وفوضى
آهٍ... أيتها الفاتنةُ
أيها الحرفُ الممنوعُ
الحرفُ الموصولُ، بالقصائدِ... حتى تخوم البحرِ
الحرفُ الوحيدُ،... حتى ذبول الغروبِ على طاولتي
الحرفُ الناحلُ،.. كشجرةٍ سرقوا أحلامها
وخلفوها وحيدةً للخريف
ماذا أفعلُ...؟
غربتي تذبحني أمامَ أبوابِ العواصمِ المغلقةِ
ورجالُ الكماركِ لن يفهموا - بالتأكيد - ولعي بكِ
ولعي المفاجيء المجنون الغريب كزخّةِ مطرٍ
ولعي هذا...
كمْ أنا حزينٌ لذلك
كمْ حزينٌ أنا...
كيفَ لمْ أنتبهْ إلى جوازِ سفركِ، الموقوتِ كلغم
***********





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:18 pm



"ولو كان واشٍ باليمامةِ دارهُ
وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا"
- عروة بن حزام -
.....
لا شتاءَ
لا منفى...
سوى لحظاتِ شرودكِ عني
لا مطرَ...
سوى هطولِ شعركِ على صحراءِ طاولتي
لا أشجارَ...
سوى ما تقولين
لا نجومَ...
سوى ما تتركهُ دموعكِ على منديلِ السماءِ الأزرقِ
يا فاتنة...
يا حقلَ ياسمين، ونعاساً، ولوزاً
يا نميمةً، وحمامَ "حضرة"
يا قوسَ قزحٍ، وغابةَ نساءٍ، وشوارعَ من لذةٍ
يا بجعاً، ونهاراتٍ مشمسة، ونعناعاً، وكذباً أبيضَ
يا حديقةً مرشوشةً، يا سطحَ صيفٍ، يا قهوة
يا شفتين منفرجتين بعدَ قبلةٍ
يا كتباً، وباصاتٍ، وصموناً ساخناً، وتسكعاً، وجسراً مقطوعاً
يا ندماً خجولاً، ويوكالبتوز، ومئةَ رسالةِ حبٍّ
يا جسداً من تفاحٍ
يا حباً مرتبكاً لم نقلْهُ بعدُ، وقصائدَ مجنونةً لمْ نكتبْها بعدُ
ومدناً لمْ نزرْها بعدُ
وكفَّين مرتعشتين على طاولةٍ لمْ تَتلامسا بعدُ
أقولُ لقلبي النـزق
أن يتوقفَ عن قرعِ طبولِ الفرحِ لموعدكِ الأزرقِ القادمِ مثل غيمةٍ
خشيةَ أن يوقظَ النميمةَ
أقولُ له أن يكفَّ عن الرقصِ في شوارعِ المدينةِ
مثلَ عاشقٍ مبتديءٍ
خشيةَ أن يعتقلكَ الناسُ في أقفاصِ عيونهم
فالحبُّ أو الفرحُ امرأةٌ مشبوهةٌ
يشتهيها ويخافها الجميعُ
توقفْ عن الغناءِ
أيها القلبُ
أنكَ بهذا تثيرُ حفيظةَ كلِّ الذين لا يعرفون الغناء
********




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:19 pm

"السماءُ تنسربُ مطراً
أنا عالقٌ بأفواهكنَّ
أيتها السيداتُ، يا قلوباً من الخلِّ الحادِ"
- الشاعر انطونان أرتو -
(1896 ـ 1948)
......
الشوارعُ مبلّلةٌ وذكرياتي أيضاً
وأنتِ على الرصيفِ، وحدكِ، بمظلتكِ الملوّنةِ
الشوارعُ نايٌ حزينٌ
وقلبي وحدهُ يصغي لمعزوفةِ خطوكِ المطريِّ
بينما تدثّرتِ الأشجارُ الهرمةُ
بشيخوختها الصفراء، ونثارِ البردِ
وبدأتْ تدخنُ بشراهةٍ أحلامَها الخضراءَ الماضيةَ
وتثرثرُ عن الحشائشِ العاقةِ، وزعيقِ السياراتِ،
وأمراضِ الشيخوخةِ، والبردِ، وعبثِ عمالِ الكهرباءِ
أتأملُ - على الرصيفِ المقابلِ - ارتجافَ الغصونِ ولا مبالاتكِ
وخطى العابرين الهاربةِ من المطرِ...
يا للباصِ الذي مرَّ ولمْ يلتفتْ
يا للمطرِ الذي لمْ ينقطعْ عن الغناءِ والشماتةِ
يا لقلبي الذي لم يجففْ قميصَهُ المبلّلَ بكِ
ويالخطاكِ التي...
(رنَّ الهاتفُ...
- هلو...
وتصاعدَ قلبي - فجأةً - كغيمةٍ مجنونةٍ من حنينٍ
- هلو... هلو...
سرعان ما تناثرتْ إلى شظايا من الكريستالِ المحطّمِ
حين امتدَّ الصمتُ طويلاً
وانطبقتِ السماعةُ...
تحسّستُ الأسلاكَ بين أصابعي المضطربة
كانتْ ساخنةً تنبضُ بقوةٍ كشريانٍ مقطوعٍ للتوِّ...
إلى أين أتجهُ بأحزاني
وأنتِ بعيدةٌ عني
لماذا لمْ أقلْ لها ذاك
لماذا لا أقولُ لها أن أيامي رمادٌ
وذاكرتي قاربٌ مثقوبٌ
وقلبي مصعدٌ عاطلٌ
لماذا لا أقولُ لها
يا أجملَ عينين على الإطلاقِ
إنني بلا عينيك لا أستطيعُ أن أكتبَ بيتاً واحداً
(- هلو...
لمْ تنطبقِ السماعةُ هذه المرة
أمتدَ الصمتُ طويلاً
أمتد طويلاً جداً
كانتْ تصغي على الخطِ لصوتِ أنفاسي المتقطّعةِ
وكنتُ أسمعُ على الخطِ الآخرِ
ايقاعَ المطرِ......)


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:19 pm



سرابٌ أم بحرٌ أم مرآةٌ... هذه المرأةُ التي نزفتُ لأجلها أجملَ سنواتِ عمري على الورقِ (ما فائدة أن تحتفظي بأوراقي الآن... ألاجلِ أن تقولي لصديقاتكِ: كان يحبني هذا الشاعرُ حباً مجنوناً؟)... المرأةُ التي بدّدتني كالرملِ في قبضةِ البحرِ، وملامةِ الأصدقاء... ل
أكنتِ تحسبين خطواتكِ معي إلى حدود عتبةِ البيتِ المؤثّثِ، وعندما اكتشفتِ أنْ لا بيتَ لي سوى الشوارع، ولا أثاثَ عندي سوى القصائدِ، ولا كريستالَ سوى الدموعِ... غادرتني إلى أقربِ بيتٍ مؤثثٍ، وقررتِ أن تكوني منطقيةً، أن تنفصلَ خطواتنا: أنتِ إلى دائرةِ الطابو..
وتركتني لوحدي أواجهُ عواصفَ الذكرياتِ ونصالَ الآخرين بقلبي الأعزلِ... عارياً ويتيماً ووحيداً على ضفةِ البحر، وقد أحرقتُ كلَّ سفني... أتلفّتُ إليكِ تلوّحين لي من الضفةِ الأخرى وقد رجعتِ بسفنكِ العامرة...
أيتها النساءُ، يا مرايا الخديعةِ، أيها السرابُ، يا عرقٌ ومكرٌ وتفاحٌ، ها أنني أفتحُ أزرارَ قميصي لرياحكنَّ المتقلّبةِ غير مبالٍ بالطعناتِ أو الرمادِ، ملتذاً بهذا العبقِ الذي يذكّرني بغاباتِ طفولتي المنسيةِ، حيثُ أمي تغزلُ أغصانَ الصفصافِ والتنويماتِ ارجوح
أيتها النساءُ، يا وجعاً دائماً، ولذةً عابرةً، يا ضياعاً، يا شكولاتا، يا أرصفةً، يا نعناعاً، يا حبلَ غسيلٍ، وبصلاً، ودلالاً، وشرشفاً، يا قارةً ثامنةً أقرب بأنفاسها إلى خطِ الاستواءِ أو الجحيمِ منها إلى قطبِ قلبكِ المنجمدِ... يا دولابَ ذكرياتٍ وفساتين سهرةٍ
أيتها النساءُ... أيتها النساءُ... يا أنتِ...


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:20 pm



- فصل أول -
ماذا جنيتَ يا حرفَ العينِ. أعرفُ أنكَ خسرتَ كثيراً حتى الحقول، وأن القصائدَ المخبّأةَ في أدراجكَ سيقرضها الفأرُ، فلا يبقى منها سوى أرقامِ الباصاتِ. وحيداً تصعدُ سلّمَ المجلةِ إلى المحاسبِ، يتبعكَ حشدُ الدائنين… المؤجرُ الشرهُ ذو الكرشِ التاريخيِّ يفصّلُ ش
من أجلِ ماذا - إذن - أنكَ مضيتَ إلى الخرابِ؟ أمن أجلِ حفنةِ قصائدٍ سيقرضها الفأرُ والمؤجرُ، أم من أجلِ شَعركِ الطويلِ الذي يملأُ الآنَ سريرَهُ… يا لحياتي من تاريخِ بكاءٍ سريٍّ، يا لحياتي من جبلٍ شاهقٍ يتسلّقهُ رجلٌ وحيدٌ مجنونٌ… يا لحياتي من ادمانِ امرأةٍ
يا لحياتي - أذاً - من حياةٍ مضاعةٍ... خذوا أيامي كلَّها، قسّموها بينكم أيها الدائنون:
قسطاً للشقّةِ، قسطاً للزوجةِ والأطفالِ، قسطاً للكتبِ، قسطاً للوظيفةِ، قسطاً للأصدقاءِ، قسطاً للذكرياتِ، قسطاً للتسكّعِ، قسطاً للمخاوف، قسطاً لبائعِ الخضراواتِ، قسطاً...، قسطاً...، قسطا،ً قسّموها بينكم - أرجوكم - واتركوا لي حصةَ الشوارعِ. الشوارع وحدها ملك
**********




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:21 pm



- فصل ثاني -
في الطريقِ إلى الشهرةِ، في الطريقِ إلى بائعِ الخضراواتِ، في الطريق إلى الباصِ، في الطريق إلى قبوِ الأضابيرِ، في الطريق إلى القرنفلِ الأبيضِ، في الطريق إلى دبقِ المقهى، في الطريق إلى بورخس، في الطريق إلى شطرنجِ الوظيفةِ، في الطريق إلى قلبِ المهرجِ، في الطر
ماذا أفعل..؟


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:21 pm

- فصل ثالث -
وصولاً إلى الدهشةِ، أتوغلُ في لحاءِ الشجرِ، وصولاً إلى النسغِ صاعداً باتجاه الوريقاتِ وهي تفتحُ عينيها - لأولِ مرةٍ - على عالمِ الخضرةِ والسواقي والأسواقِ. ها أنني أرتعشُ مع أصغرِ برعمٍ في الطبيعةِ، وأخفقُ مع أبعدِ طائرٍ أو نجمةٍ في السماءِ … لي كلُّ هذا
وصولاً إلى الدهشةِ، أنحدرُ باتجاهِ الشوارعِ الخلفيةِ، باتجاهِ بائعةِ القيمرِ، وثرثرةِ صاحبِ الفندقِ عن النساءِ ومسحوقِ الغسيلِ والعرقِ وكراجِ النهضةِ، باتجاهِ الجسرِ الحديديِّ وأوراقِ العشبِ لوالت ويتمان، حتى حروف المصّححِ، مروراً بديوان كزار حنتوش والكتب
باتجاهِ الدهشةِ، وصولاً إلى ماذا؟
أقولُ الدهشةَ وأقصدُ الكتابةَ. أقولُ الكتابةَ وأقصدُ ذكرياتكِ وجنوني. أقولُ الحدائقَ وأقصدُ زهرةَ الياسمينِ. أقولُ الشوارعَ وأقصدُ شباكَ الأميرةِ المطلَّ على غابةِ قصائدي. أقولُ الصباحَ الجديدَ وأقصدُ زهورَكِ الصباحيةَ على طاولتي. أقول أسلاكَ الغيمِ الماط
أقولُ لأنكِ لم تمهلي فرحي أن يمطرَ فقد انفجرتْ غيمتي على صحراءِ الشرشفِ الأبيضِ ممسكاً بالنافذةِ وأنا أرى انتحارَ بروقي قريباً من أنفاسِ زهرتكِ الظامئةِ.
وصولاً إلى الدهشةِ، وصولاً إلى اللذةِ، وصولاً إليكِ، وصولاً إلى القصيدة المتمنعة... أتناثرُ يومياً في الطرقاتِ كشظايا المرايا وأعودُ مساءً لألملمها على الورقِ... تلك هي حياتي...
واقفاً أتطلعُ إلى ما حولي:
.... أقدامٌ تركضُ، أقلاٌم تركضُ، أحلامٌ تركضُ، تركضُ، تركضُ، تركضُ، تركضُ،.. متى تتوقف أيها اللهاثُ عن الركضِ على جسدِ السريرِ المائلِ من طرفٍ واحدٍ، باتجاهِ رائحةِ الإبطين، باتجاهِ رائحةِ بائعةِ القيمرِ في صباحاتِ الطفولةِ الشهيةِ على السطحِ الصيفيِّ، با


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:22 pm



خذْ ثمانيةَ أعوامٍ من عمري، وصفْ لي الحرب
خذْ عشرين برتقالةً، وصفْ لي مروجَ طفولتي
خذْ كلَّ دموعِ العالمِ، وصفْ لي الرغيف
خذْ كلَّ زهورَ الحدائقِ، وصفْ لي رائحةَ شعرها الطويل
خذْ كلَّ البنوكِ والمعسكراتِ والصحفِ، وصفْ لي الوطن
خذْ كلَّ قصائدَ الشعراءِ، وصفْ لي الشاعر
خذْ كلَّ نيونِ مدنِ العالمِ وشوارعها الصاخبةِ،
وصفْ لي لذةَ التسكّعِ على أرصفةِ السعدون
خذْ كلَّ شيءٍ، كلَّ شيءٍ...
وصفْ لي نسيمَ بلادي
أما أنا فغير محتاجٍ لكلِّ هذا...
تكفيني قنينةُ حبرٍ واحدةٌ لأضيءَ العالم
يكفيني رغيفٌ ساخنٌ من تنورِ أمي
لأتأكدَ من حداثتي
أقرُّ أن الكلماتِ امتدادٌ لأصابعي
وأن الحدائقَ امتدادٌ لشعرها الطويل
أقرُّ أن القنابلَ علمتني الكثيرَ
أقرُّ أن القنابلَ مسحتْ الكثيرَ من أحلامي أيضاً
أقرُّ أن القنابلَ لا تكذبُ {كما تفعلُ البياناتُ والقادة}
خذْ إذن كلَّ القنابلِ وصفْ لي بشاعةَ الحربِ
خذْ كلَّ نزيفِ الحربِ... وصفْ لي سلامَ بلادي
أما أنا فغير محتاجٍ لكلِّ هذا
يكفيني أن أضعَ يدي في جيوبِ بنطالي
وأتمشى في الشوارعِ المشمسةِ
أصفرُ للأشجارِ والعابراتِ والبناياتِ العاليةِ وبائعي الصحفِ
لأتأكد من نهايةِ الحربِ...
يكفيني أن يخطيءَ ساعي البريد عنواني
فأتذكّرُ عشرات القنابلِ التي أخطأتْ عنواني
(أعرف أيضاً أن عنواني كثيراً ما ضاع في زُحمة أرقامكِ والأسماءِ والعناوين السريعةِ
فما عدتِ تتذكّرينه كثيراً..
أما أنا فما أن أضعَ أطرافَ أصابعي
على جانبي الأيسر
حتى تدلّني أنفاسُ الدروبِ عليكِ...)
**********




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:23 pm



فصل أول -
"لا تتعجبوا يا أصدقائي اللطفاء
من أن جبهتي مقطّبةٌ، مجعّدةٌ
فأنا أعيشُ في سلامٍ معَ الناسِ
وفي حربٍ معَ أحشائي.."
- انطونيو ماتشادو -
......
في آخرِ المطرِ
في آخرِ الحربِ
في آخرِ ذكرياتكِ..
مرتِ الحافلاتُ والجنودُ والبناياتُ الطويلةُ وأرقامُ هواتفِ الحبِّ
نظرتُ طويلاً إلى عينيكِ الواسعتين كسماءِ بلادي
وتذكّرتُ نعاسَ قلبكِ... الذي لمْ ينمْ منذ أولِ خفقةٍ أو قذيفةٍ
ونعاسِ ذاكرتي... التي اتعبتها الشوارعُ وغصونُ المواعيدِ المنكسرة وصريرُ السرفاتِ والطيورُ المهاجرةُ عن أعشاشِ روحي، إلى سماواتِ النسيانِ
تذكّرتُ - يا لحماقةِ قلبي -
أنني لمْ أقلْ لكِ حتى الآن
كلمةَ غزلٍ واحدة
لمْ أقلْ لكِ أيَّ شيءٍ...
واعتذرتُ...
فقد كنتُ محتشداً ومهووساً حدَّ الحنجرةِ
بصراخِ ذكرياتي على شارعِ الحربِ الطويلِ
حدَّ أنني نسيتُ
أن أقولَ لكِ حتى وداعاً
عندما أخذوني في قطارِ الحربِ
إلى جنوبِ السواترِ البعيدة
ولكنني عندما عدتُ إليكِ
يا واسعةَ العينين...
تعثرتْ خطى حنجرتي بأغصانِ العشبِ
الذي نبتَ - في غيابي -
على ممشى الكلامِ
المؤدي إلى كلمةِ: أحبكِ
**********





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:24 pm


- فصل ثانٍ -
قلتُ لها:
الصقي طوابعَ البريد على مظروفِ الغيمِ
وابعثيهِ على عنوانِ أيّةِ دمعةٍ أو محطةٍ أو شجرةٍ
لا بدَّ وأن يعودَ إلي
لمْ تصدقني..
وجلستْ على حافةِ البحرِ
تترقبُ أسرابَ الطيورِ والمراكب
وخطى ساعي البريدِ الكهلِ..
قلتُ لها:
انتظريني، سأعود من قطارِ الحربِ {المجنون}
لاحدثكِ يا فرحي المخبولَ عن كلِّ ما جرى
بالتفاصيلِ والقنابلِ والملاجيءِ الطويلة وسريري الوحيدِ والذكرياتِ والنسيانِ.
ستمرُّ عليكِ أسرابُ النجومِ والذكرياتُ وظلالُ المدنِ
ستمرُّ عليكِ الطائراتُ وقنابلُ التنويرِ المحنّطةُ..
سيمرُّ عليكِ نخيلُ البصرة والقصيدةُ الأخيرةُ والجنودُ العائدون من الإجازاتِ القصيرةِ
قلتُ لها انتظريني
وجلستُ على حافة قلقي
أترقّب خطى اشتياقكِ وهي تجوسُ أدغالَ قلبي
وتقتربُ.. تقتربُ.. تقتـ..
احذري أن تدوسي لغمَ أحزاني
فلا طاقةَ لكِ على التشظّي…
قلتُ لها:
حضوركِ أقسى من الفرح
كمْ هو قاسٍ فرحي بكِ
يا واسعةَ العينين، يا واسعةَ القلبِ، يا ضيقةَ الصبرِ
قلتُ لها:
سأرهن نصفَ عمري لو تفهمين هذه المعادلةَ التي لا أفهمها
أدمنتُ غيابَكِ حتى وأنتِ قربي
ففيهِ أتأملكِ عن قربٍ
وأكتشفُ أبعادَكِ.. وأبعادَ قلبي..
لمْ تقلْ شيئاً..
ولمْ أقلْ شيئاً..
وافترقنا..
*********





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحلام
نائب المدير
نائب المدير
أحلام


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 000I055CN4q
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 LrT54686
انثى

ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر ... عدنان الصائ   ديوان الشاعر ... عدنان الصائ - صفحة 8 Emptyالأحد 06 نوفمبر 2011, 5:28 pm

mama hana كتب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



شكــــــــــراً لمرورك الكريم ماما هنــــــــــــــــــا


نورتــــــــــــــــــــى


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان الشاعر ... عدنان الصائ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 8انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8
 مواضيع مماثلة
-
» من ديوان الشافعي
» من ديوان الامام الشافعى
» ديوان الشاعره ... غادة السمان
» أقتحام ديوان عام محافظة المنيا
» وزير الداخلية يقرر نقل مدير أمن بورسعيد إلى ديوان عام الوزارة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد عبيد :: المنتديات الأدبية والثقافية :: الشعر والشعراء-
انتقل الى: