طالبان يبتكران جهازاً لتوليد الكهرباء الرخيصة من "المطبات" الصناعية

طالبان يبتكران جهازاً لتوليد الكهرباء الرخيصة من "المطبات" الصناعية









صورة أرشيفية

كتب محمد البديوى


ابتكر طالبان بالجامعة الألمانية جهازا للاستفادة من مطبات تخفيف
السرعة الصناعية، كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية الرخيصة للطرق، بحيث يمكن
أن تولد طاقة كهربائية تكفى لإنارة طريق بأكمله، بما فيه إشارات وعلامات
المرور.

ونجح الطالبان عبد الرحمن العايدى وكريم النقلى بقسم التصميم والإنتاج
بكلية الهندسة بالجامعة، فى الوصول لهذه النتيجة من خلال مشروع تخرجهما عن
طريق تصميم وتنفيذ جهاز "مطب صناعى لتوليد الطاقة الكهربائية"، وتثبيت
الجهاز المصنع أسفل مطب صناعى على الطرق السريعة لمرور السيارات.

وأوضح الدكتور بكر ربيع، الأستاذ بكلية الهندسة وعلوم المواد بالجامعة
الألمانية، أنه تم تحويل هذه الفكرة إلى مشروع نفذه الطالبان معا، وذلك
بتصميم وتصنيع وحدة مطب صناعى لتوليد الطاقة الكهربائية بحيث يتم استخدام
الحركة الناتجة عن مرور السيارات عليه.

ويطلق على هذه الطريقة التى نفذها الطالبان، علميا مصطلح الطاقة النظيفة
"Free Energy" غير المكلفة، وتستند فكرة تصميم الجهاز على نقل الحركة
الخطية إلى حركة دورانية وتكبيرها من الترس البطىء إلى ترس أسرع ثم تجميعها
لتخزين هذه الطاقة فى حدافة “Fly-Wheel” لتستخدم فى إدارة دينامو أو مولد
كهربائى.

وأجرى الطالبان تجربة عملية، حيث حددا مكان تنفيذ تجربة الجهاز المصنع على
الطرق السريعة بمصر مثل الطريق الدائرى وكوبرى السادس من أكتوبر، وتم إجراء
رصد إحصائى للسيارات المارة على هذه الطرق، حيث اختارا كوبرى السادس من
أكتوبر وقت الذروة لتنفيذ تجربتهما فبلغ عدد السيارات المارة عليه 1800
سيارة فى توقيت زمنى بلغت مدته ساعة واحدة فقط.

وأثبت مشروع الطالبان، أن قوة الطاقة الكهربائية الناتجة من هذه التجربة
يمكن بها إنارة الطرقات، وإنارة إشارات المرور، أو تخزينها من خلال بطاريات
لاستخدامها مستقبلا، كما أثبتا أيضا أن مرور السيارات على هذه المطبات
الاصطناعية ليس له أضرار على السيارة بل إنه سيؤدى إلى تحديد للسرعات، كما
أنه لا يصدر أى ضجيج أثناء مرور السيارات من فوق المطب مما لا يسبب أى
إزعاج بحيث تكون عملية استخدامه آمنة تماما.

وأوضح الطالبان أن العمر الافتراضى التشغيلى لهذا المطب يتجاوز سبع سنوات،
وأنه فى حالة حدوث أى خلل به يكون آمناً تماماً، ولا يتطلب سوى الحد
الأدنى من الصيانة، ويقوم الجهاز بدور رجل المرور من خلال تنظيم الإشارات
الضوئية وإنارة الطرق وتحديد المخالفات بالكاميرا المثبتة على الطرق
السريعة "الرادار"، وتسمى هذه الطريقة فى الدول المتقدمة باسم "جندى المرور
النائم" Sleeping Policeman، حيث أنها لا تتطلب وجود رجل الشرطة.

وأوضح الدكتور بكر، أن هناك أمثلة عديدة لاستخدام هذا الجهاز فى عدة دول
منها أسبانيا فى "نفق برشلونة وطوله "واحد" ميل، ويضاء بالمطبات الصناعية"،
وإنجلترا من خلال أحد الأنفاق فى لندن، بالإضافة للعديد منه فى بعض
المناطق النائية بالدول المتقدمة تكنولوجيا لافتا إلى أن ثمن تكلفة الجهاز
هناك تصل إلى آلاف الدولارات، لافتا إلى أن الطالبات استطاعا تقنين هذه
التكلفة ليصبح الجهاز قليل الثمن وبخامات وتصنيع محلى مصرى تماما.
وأضاف بكر، أنه أمكن بواسطة الجهاز الواحد المصنع توليد 10 كيلووات من
الطاقة الكهربائية، وأنه يمكن باستخدام وتشغيل أربعة أجهزة منه، إنارة طريق
طوله واحد ميل وباستخدام طاقة عشر أجهزة من الـ"مطب صناعى" توليد طاقة
تعادل القوى الكهربائية لطاحونة هواء واحدة (Wind Mill).