زواج الابن وشغبه (2)سعد الدين الهلالي
سبق أن ذكرنا عدة مشاغبات لابنى قبيل زواجه يزعم فيها فضل الرجل على المرأة وأجبته بما يبطل مزاعمه.
فازداد شغباً وقال: ولكن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال عن النساء: «إنهن ناقصات عقل ودين»
(أخرجه البخارى عن أبى سعيد الخدرى ومسلم عن ابن عمر).
فقلت: عجباً لماذا تقطع كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من سياقه،
لقد قال: «ما رأيت أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ناقصات عقل ودين»، فإذا كانت المرأة مع نقصان عقلها
تطيح بلب وعقل الرجل الحازم فما بالك لو اكتمل عقلها، وما بالك بوضع الرجل الحازم
أمام عقلها الموصوف بالنقص؟ أما نقصان دين المرأة بترك الصلاة والصيام أيام حيضها
فهو من كمال الدين وتمامه فى الحقيقة؛ لأنها لو خالفت فصلّت وصامت لكانت آثمة ولا صلاة لها ولا صيام،
فكان تركها الصلاة والصيام أيام حيضها من تمام العبادة،
وإنما هى بحسب الظاهر للناس تاركة وهى فى الحقيقة ممتثلة لأمر الشارع.
واستمر ولدى فى الإكثار من مشاغبته فقال: لكن الرجل هو الأعلى صوتاً والأقوى بدناً فهو الأفضل من المرأة
لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»
(أخرجه مسلم عن أبى هريرة). فقلت: عجباً ولماذا لم تذكر حديث النبى (صلى الله عليه وسلم):
«ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب» (أخرجه الشيخان عن أبى هريرة)،
والمعروف أن المرأة هى الأكثر صبراً أمام موجبات الغضب من الزوج أو من الأولاد.
وفاضت المشاغبة حتى قال: إن الرجل مسئول بالإنفاق على المرأة، فهو الأفضل؛ لأن النبى (صلى الله عليه وسلم)
قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى» (أخرجه الشيخان عن حكيم بن حزام). فقلت: ولماذا تقصر الإنفاق على المال؟
أليست المرأة هى التى تنفق الحنان والعاطفة حتى قال عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- للرجل الذى طلب
ضم حضانة ولده بزعم أنه قادر على الإنفاق عليه مالياً فقال له عمر مبيناً فضل أم الطفل عليه:
إن ريحها وعرقها وريقها أطيب من الشهد عندك.
ثم قلت: يا ولدى لقد أكثرت الجدال فليس لك فى الزواج. فصرخ قائلاً: ولكنى أحب خطيبتى.
فقلت: سبحان الله لقد أنطقتك الفطرة بالحق فلماذا اللدد، أليست المرأة هى أمك، هى أختك، هى عمتك،
هى خالتك، هى ابنتك، هى زوجتك هى وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندما قال:
«استوصوا بالنساء خيراً» (أخرجه مسلم عن أبى هريرة). أليست المرأة هى آية الله فى الرجل
عندما قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة
إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (الروم:21).
يا بنى الآن عرفت فضل المرأة. قم على بركة الله وتزوج واحفظ نعمة الله عليك.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]