[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مصر تحتاج للرئيس الرجل.. حقاً؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عمرو حمزاوي
الثلاثاء 01-05-2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذه العبارة «مصر تحتاج لرئيس رجل» تتناقلها ألسنة بعض المرشحين
للرئاسة ظناً منهم أنها قد تقنع الناخب بقدرتهم على التصرف بحزم واتخاذ
القرارات من دون خوف، وأملاً منهم فى تلبس صورة الرئيس القوى الذى لا يهاب
الصراع ولا يخشى المعارضين (بل يلزمهم حدودهم ويحدد لهم أحجامهم!). وحقيقة
الأمر أن المنطق الذكورى الكامن وراء العبارة هذه هو أقل ما تحتاجه مصر
اليوم ودليل قاطع على عدم إدراك هؤلاء المرشحين لمطالب ورغبات المواطنات
والمواطنين.
عانت مصر طويلاً ومنذ عام 1954 من «الرئيس الرجل» مطلق الصلاحيات
والمنفرد باتخاذ القرارات من دون مساءلة أو محاسبة. فهل نريد العودة إلى
الحاكم الفرد والرئيس الملهم مجدداً؟ بالقطع لا.
وتدلل استطلاعات رأى أُجريت مؤخراً بين المصريين على أن أغلبيتها
تبحث عن صفات أخرى فى الرئيس المرتقب: العدل والحلم والإيمان بالديمقراطية
وقبول المحاسبة من الشعب والعمل كفرد فى فريق، وغيرها.
عانت مصر طويلاً ومنذ عام 1954 من «الرئيس الرجل» الذى اعتاد النظر
لذاته ولدوره على أنهما لا يعوَّضان إن غابا، وأن مصر جاءت به ولم ولن تأتى
بغيره.. فهل نريد العودة إلى رئيس كهذا تدفعه قناعاته إلى البقاء الأبدى
على رأس السلطة لغياب البديل؟ بالقطع لا.
مصر تريد رئيساً ينظر لذاته كأعلى موظف عام فى الدولة ويترجم دوره
لأهداف سياسية، ومجتمعياً يسعى لتحقيقها مع مؤسسات الدولة الأخرى بإشراك
فعاليات المجتمع مع فرق تنفيذية هو فقط لاعب بها فى فترة رئاسية أو فترتين،
ثم يغادر موقعه لبديل قد يكون أفضل منه.
عانت مصر طويلاً ومنذ عام 1954 من «الرئيس الرجل» الذى فسر فى ظل
هيمنة العسكريين على الرئاسة والسياسة مقومات الرجولة بالأمر والنهى وطلب
الطاعة العمياء ممن هم أدنى منه ترتيباً.
المؤسسات العسكرية والأمنية ليس لها إلا أن تعمل بهذه الكيفية، إلا
أن الشأن العام والسياسى حين يدار هكذا فإنه ينقلب إلى ممارسة استبدادية
يتحول بها الرئيس إلى ديكتاتور ويختزل كل الوطن إلى متلقى ومنفذى أوامر لا
تناقَش ولا ترد.
مصر لا تحتاج للرئيس الرجل هذا، لا بانفراديته ولا بصلفه ولا باستبداده ولا بنظرته لذاته كخير من جاد به الزمن على بلادنا.
وإن كانت صفات المرأة فى العالم الذكورى الذى يعيش به بعض المرشحين
للرئاسة هى عكس تعريفهم للرئيس الرجل، أى التشاور والعمل الجماعى وقبول
المحاسبة والتصويب وقبول تداول السلطة؛ فمصر تحتاج لمثل هذه الصفات اليوم
أكثر من أى شىء آخر.