[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بالصور.. جولة بـ "ليسيه" باب اللوق بعد
خروج الشرطة منها.. غفير المدرسة يروى ليالى الفزع والموت أثناء
الاشتباكات.. مديرة المدرسة تحكى كيف أنقذت كتاب وصف مصر وتؤكد: "الداخلية"
تتكفل بنفقات الإصلاح الخميس، 29 نوفمبر 2012 - 00:12
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مدرسة الليسيه
كتبت سارة علام وتصوير دينا رومية
"ليسيه الحرية بباب اللوق أكثر من مجرد مدرسة كتلك التى يذهب
إليها نجلك بحقيبته المدرسية كل صباح، ليسيه الحرية مدرسة أثرية تأسست عام
1932 أثناء الاحتلال الإنجليزى لمصر وكانت مخصصة لأبناء الأجانب المقيمين
بمصر، وصممها المهندس المعمارى الشهير ويصا واصف مع مهندس فرنسى كبير وتحوى
مبانى أثرية، ثم أتت أحداث محمد محمود الأخيرة وحولت المدرسة لبقايا وحطام
وأنقاض، بعد أن تم تدمير قسم رياض الأطفال بالكامل وحجرة مديرة المدرسة
ومعامل الكمبيوتر بالإضافة إلى احتراق أبوابها الأثرية الخارجية الملاصقة
للجامعة الأمريكية وأبواب أخرى بشارع يوسف الجندى، لتصبح المدرسة ساحة حرب
جديدة بين الشرطة والمتظاهرين.
فى قسم رياض الأطفال المحترق، كراسات وصور وعلب ألوان وكتب أطفال ملونة
وبقايا براءة سقطت سهوا فى اشتباكات "الشرطة" و"الشعب"، فى فصل kg1 تجد
مجسم لبابا نويل يستعد لحفل الكريسماس الذى اقترب ويعد أطفاله بالمزيد من
الهدايا دون أن يعلم أن دهس الأقدام سيكون مصيره الحتمى فى مدرسة شاء لها
الحظ أن تقع فى أسخن بقعة فى مصر، وإلى جوار بابا نويل تصطدم بوعاء مملوء
بالحجارة استخدمتها الشرطة فى الهجوم على المتظاهرين وربما العكس.
أمام باب الفصل، يدهشك بيانو قديم كذاك الذى تراه فى أفلام الأبيض والأسود
إلا أن أصابعه خرجت من أحشائه وتحطم بالكامل بما لا ينفع معه سوى الرثاء
والندم.
تخرج من الفصل وتتجول فى فناء المدرسة فتجد بقايا إعاشة لمن كانوا هنا
بالأمس أو قبل ذلك، فترى علب فول كتب عليها "مخصص لوزارة الداخلية ويحظر
تداوله فى السوق، بالإضافة إلى علب تونة تحمل نفس الاسم ونفس الشعار وبقايا
خبز يابس تركه جنود الأمن المركزى الذين قضوا أسبوعا كاملا فى المدرسة.
تقابلنا ب"عم على" غفير المدرسة الصعيدى، وروى لنا ساعات خوفه وقلقه أيام
الاشتباكات فيقول: كنت أقضى ليلتى فى المدرسة يوم الاثنين الـ19 من نوفمبر
ومر اليوم بسلام ولم يحدث شيئا، وفى اليوم التالى فوجئت بالمتظاهرين يطرقون
أبواب المدرسة بعنف وشعرت إنهم يريدون اقتلاعه من مكانه، فاتصلت بمديرة
المدرسة التى أبلغت الشرطة ولم تأت فى وقتها.
ويستكمل: بعدها بساعة اقتحم متظاهرون المدرسة بعد أن حطموا باب الإدارة
الخارجى وأشعلوا النار فى باب الحضانة وفوجئت بأحدهم أمامى فقلت له "يا بنى
حرام عليكم كسرتوا المدرسة" فأمسكنى من رقبتى وجرنى على الأرض حتى صرخت،
واتصلت بمديرة المدرسة مرة أخرى وبعدها بساعة دخلت الشرطة من باب قريب من
وزارة الداخلية.
تقول الدكتورة نجوى الشرنوبى مديرة المدرسة، إن وقوع المدرسة بشارع محمد
محمود جعلها بؤرة للأحداث فتمت سرقتها أيام ثورة يناير، وأيام محمد محمود
الأولى، وهاهى تسرق للمرة الثانية مؤكدة إنها أبلغت الشرطة مرتين بعد طرق
المتظاهرين لباب المدرسة ثم اقتحامها وإشعال النار فيها بالبنزين وذلك خوفا
على ما تحتويه من منشآت أثرية وكتب من بينها كتاب وصف مصر.
وتحكى نجوى، كيف أنقذت نسخة أصلية من الكتاب النادر، فتقول: أبلغت "حمدى
عبد الحليم" رئيس مجلس إدارة المعاهد القومية وطلبت منه أن يسمح لى بالدخول
لإنقاذ الكتاب، وبالفعل دخلت المدرسة صباح يوم اقتحامها من باب جانبى بعيد
عن منطقة الاشتباكات وغير معروف للمتظاهرين وذلك بصحبة موظفين من المعاهد
القومية، وتسللت حتى وصلت للمكتبة الأثرية التى تحوى نسخة وصف مصر، حيث كنا
نضعه فى دولاب حفظ خاص به ومكتبه تضم مراجع أثرية نادرة، وبالفعل حصلت
عليه وخرجت من نفس الباب حتى سلمته لمجلس إدارة المعاهد القومية التابعة له
المدرسة وتم التحفظ عليه.
وأكدت الشرنوبى، أن مجلس إدارة المعاهد القومية حصل على وعد من وزير
الداخلية اللواء أحمد جمال الدين لإعادة ترميم المدرسة على نفقة الوزارة،
وبالفعل أرسل وزير الداخلية أحد مساعديه للشئون المالية ومهندسين ومقاول
لجرد الخسائر وتقديرها مبدئيا من أجل إصلاحها دون أدنى مسئولية على إدارة
المدرسة أو أولياء الأمور، أما مجلس أمناء المدرسة فالباب مفتوح أمامه
وأمام أولياء الأمور للتبرع للمدرسة بالإضافة إلى مشاركة أولياء الأمور لنا
فى أعمال الصيانة والتنظيف والترميم التى بدأت اليوم بالفعل.
وأثناء حديثها يمر أحد جنود الأمن المركزى، داخل فناء المدرسة فتطرده قائلة: اطلع برا احنا استلمنا المدرسة، فيخرج مستسلما مستجيبا".
وتشير الشرنوبى إلى أن مبادرة نقل الطلاب المقيدين بالمدرسة لمدرسة بورسعيد
القومية وليسيه الزمالك بدأت منذ الأحد الماضى، حيث يحصل الطلاب على
محاضرات يومية منذ الواحدة والنصف ظهرا وحتى الرابعة عصرا، إلا أن إدارة
المدرسة تحاول بذل أقصى المستطاع من أجل الانتهاء من أعمال الترميم وإعادة
التلاميذ مرة أخرى، مؤكدة أن لجنة تقدير الخسائر لم تبدأ فى عملها حتى الآن
وتنتظر الانتهاء من أعمال رفع الحطام والأنقاض.
ويقول معلم بالمدرسة وهو أحد أولياء الأمور أيضا، إن الحطام الذى أصاب
المدرسة تسبب فى اكتئاب لبنتيه وبكاء شديد، إلا أن إدارة المدرسة وأولياء
الأمور والمعلمين يتبنون مبادرة وقف العنف وحماية المنشآت وبدأنا منذ اليوم
فى تنظيف المدرسة حتى تعود الدراسة بها بأسرع وقت ويعود أبنائنا لمدرستهم
مرة أخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]