هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: الجزء الثاني من منهج النحو 2 ثانوي أزهر الأربعاء 07 نوفمبر 2012, 7:02 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الجزء الثاني من منهج النحو 2 ثانوي أزهر الاستثناء : لا يعد من حروف الاستثناء دون المشاركة سوى " إلا " ، والمستثنى بها له ثلاثة أحوال : ـ الحالة الأولى : وجوب النصب ، إذا كانت جملة الاستثناء تامة مثبتة ، سواء أكان الاستثناء متصلا ، أم منقطعا . مثال المتصل : حضر المتفرجون الحفل إلا متفرجا . حضر : فعل ماض مبني على الفتح . المتفرجون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . الحفل : مفعول به منصوب بالفتحة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . متفرجا : مستثنى منصوب بالفتحة . 93 ـ ومنه قوله تعالى : { وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم }1 . و قوله تعالى : { فأنجياه وأهله إلاّ امرأته قدرناها من الغابرين }2 . و قوله تعالى : { ففزع من في السموات ومن في الأرض إلاّ من شاء الله }3 . وقوله تعالى : { فشربوا منه إلا قليلا منهم }4 . ومثال المنقطع : حضر الطلاب إلا كتبهم ، وغادر الحجاج مكة إلا أمتعتهم .
حضر فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . إلا : أداة استثناء مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب . كتبهم : كتب مستثنى منصوب بالفتحة ، وكتب مضاف ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . 94 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن }5 . 66 ـ ومنه قول النابغة الذبياني : وقفت فيها أصيلا كي أسائلها عيَّت جوابا وما بالربع من أحد إلا الأواريُّ لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد الحالة الثانية : وهي إذا كانت جملة الاستثناء منفية تامة ، جاز في إعراب المستثنى وجهان : 1 ـ النصب على الاستثناء . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ما تأخر : ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب . طالبا : مستثنى منصوب بالفتحة . 95 ـ ومنه قوله تعالى : { ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك }1 . بقراءة " امرأتك " منصوبة على الاستثناء . 2 ـ اتباع المستثنى للمستثنى منه ، ويعرب بدلا بعض من كل ، وفي هذه الحالة تكون " إلا " مهملة غير عاملة . نحو : ما تأخر الطلاب إلا طالبٌ . ما تأخر : ما نافية لا عمل لها ، تأخر فعل ماض مبني على الفتح . الطلاب : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا طالب : حرف استثناء ملغي " أداة حصر " . طالب بدل بعض من كل مرفوع بالضمة ، لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع . 96 ـ ومنه قوله تعالى : { ما فعلوه إلا قليل منهم }2 . بقراءة الرفع في " قليل " . وقوله تعالى : { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الظالمون }3 . ومثال التابع المنصوب : ما رأيت اللاعبين إلا محمدا . محمدا : بدل بعض من كل منصوب بالفتحة الظاهرة ، لأن المبدل منه " اللاعبين " مفعول به منصوب . ومثال المجرور : ما مررت بالمعلمين إلا خالدٍ . خالد : بدل بعض من كل مجرور ، لأن المبدل من " المعلمين " مجرور . تنبيهات وفوائد : 1 ـ إذا كان الاستثناء منقطعا فالأفصح ، والذي نزل به القرآن هو وجوب النصب . نحو : ما في البيت أحد إلا كلبا . وليس لي صديق إلا الكتابَ . 97 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لهم به من علم إلا اتباع الظن } وقوله تعالى : { لا يعلمون الكتاب إلا أماني }1 . ما : حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب . في البيت : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . أحد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . إلا : حرف استثناء مبني على السكون . كلبا : مستثنى منصوب الفتحة الظاهرة . 2 ـ وإذا تقدم المستثنى على المستثنى منه وجب نصبه أيضا . نحو : ما لي إلا خالدا صديقٌ . وليس عندي إلا الصدق قول . ما لي : ما نافية لا عمل لها . لي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . إلا خالدا : حر استثناء ، وخالدا مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة . صديق : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة . الحالة الثالثة : أن يعرب الاسم الواقع بعد إلا حسب موقعه من الجملة ، وذلك إذا كانت جملة الاستثناء منفية ناقصة ، وفي هذه الحالة يلغى عمل حرف الاستثناء ، وهذا النوع يعرف بالاستثناء المفرغ . أي : ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده . مثال الرفع على الفاعلية : ما تفوق إلا خالدٌ . 98 ـ ومنه قوله تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله }2 . وقوله تعالى : { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا }3 . وقوله تعالى : { لا يأكله إلا الخاطئون }4 . وقوله تعالى : { لا يصلاها إلا الأشقى }5 . ما تفوق : ما حرف نفي مبني على السكون لا عمل له ، تفوق فعل ماض مبني على الفتح . إلا حرف استثناء ملغي . خالد : فاعل مرفوع بالضمة . ومثال نائب الفاعل : ما كوفئ إلا الفائز . وما عولج إلا المريض . ومثال الرفع على الابتداء : ما في البيت إلا محمدٌ . إلا محمد : إلا حرف استثناء ملغي ، و " محمد " مبتدأ مرفوع بالضمة . ـ ومنه قوله تعالى : { ما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون }5 . وقوله تعالى : { وما على الرسول إلا البلاغ المبين }1 .
ومثال الخبر : ما أخي إلا مثابر . فـ " مثابر " خبر مرفوع بالضمة . 100 ـ ومنه قوله تعالى : { ما هذا إلا سحر مفترى }2 . وقوله تعالى : { إن هو إلا ذكر وقرآن }3 . وقوله تعالى : { وما محمد إلا رسول }4 . 67 ـ ومنه قول طرفة بن العبد : لعمرك ما الأيام إلا معارف فما اسطعت من معروفها فتزود مثال المفعول به : ما قرأت إلا قصيدة . وما كافأت إلا طالبا . فـ " قصيدة " مفعول به منصوب بالفتحة . ـ ومنه قوله تعالى : { إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا }5 . وقوله تعالى : { وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا }6 . وقوله تعالى : { وما يعبدون إلا الله }7 .
ومثال الجار والمجرور : ما التقيت إلا بمحمد ، وما استمعت إلا لعلي . فـ " محمد " اسم مجرور بحرف الجر ، وعلامة جره الكسرة . ـ ومنه قوله تعالى : { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين }1 . وقوله تعالى : { ما خلق الله ذلك إلا بالحق }2 . وقوله تعالى : { ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله }3 . ثانيا ـ أسماء الاستثناء : غير وسوى . يعرب ما بعدهما مجرورا بالإضافة ، أما هما فيأخذان إعراب المستثنى الواقع بعد إلا بأحواله الثلاث . نحو : حضر الطلاب غيرَ طالبٍ ، أو سوى طالبٍ . حضر الطلاب : فعل ماض مبني على الفتح ، والطلاب فاعل مرفوع بالضمة . غير : مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغير مضاف . طالب : مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة . ومثال ما يعرب فيه " غير وسوى " مستثنى منصوبا ، أو بدلا : ما تأخر الطلاب غيرَ طالب ، أو : سوى طالب . أو : ما تأخر الطلاب غيرُ طالب . أو : سوى طالب . فـ " غير " الأولى مستثنى منصوب بالفتحة . والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . و " غير " الثانية بدل بعض من كل مرفوع لأن المبدل منه " الطلاب " فاعل مرفوع ، والتقدير : ما تأخر الطلاب إلا طالبا . ومثال مجيء غير وسوى على الحالة الثالثة ( وهو الاستثناء المفرغ ) : ما فاز غيرُ محمد ، أو سوى محمد . فـ " غير " فاعل مرفوع بالضمة ، ومحمد مضاف إليه مجرور بالكسرة . والتقدير : ما فاز إلا محمدٌ . ومثال النصب : ما كافأت غير المجتهد ، أو سوى المجتهد . فـ " غير " مفعول به منصوب بالفتحة ، والمجتهد مضاف إليه مجرور . والتقدير : ما كافأت إلا محمدا . 103 ـ ومنه قوله تعالى : { ما لبثوا غير ساعة } 1 . وقوله تعالى : { وما زادوهم غير تثبيب }2 . ومثال الجر : ما مررت بغير خالد ، أو : بسوى خالد . بغير خالد : جار ومجرور متعلقان بـ " مررت " ، وغير مضاف ، وخالد مضاف إليه مجرور ، والتقدير : ما مررت إلا بخالد . ثالثا ـ أفعال الاستثناء : عدا ـ خلا ـ حاشا . عدا وخلا لا تعمل في المستثنى النصب إلا بشرط أن يسبقها " ما " المصدرية . نحو : حضر الطلاب ما عدا محمدا . وسافر الحجاج ما خلا قليلا . حضر الطلاب : فعل وفاعل . ما عدا : ما حرف مصدري مبني على السكون ، وعدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر . محمدا : مفعول به منصوب بالفتحة . ومثلها خلا . أما حاشا فلا تسبقها ما المصدرية ، ويجوز في المستثنى بعدها
النصب على المفعولية ، أو الجر على اعتبارها حرف جر . نحو : نجح الطلاب حاشا محمدا ، أو حاشا محمدٍ . وذا خلت عدا ، أو خلا من ما المصدرية ، فيجوز إعراب المستثنى بعدهما مفعولا به منصوبا على اعتبارهما فعلين ، أو اسما مجرورا على اعتبارهما حرفي جر . نحو : قدم الضيوف عدا ضيفا ، أو : عدا ضيفٍ . عدا ضيفا : عدا فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، وضيفا مفعول به منصوب . عدا ضيف : عدا حرف جر مبني على السكون ، وضيف اسم مجرور .
فوائد وتنبيهات : 1 ـ جواز مجيء الجمل بعد إلا في الاستثناء المفرغ . نحو : ما الجندي إلا يعمل للدفاع عن وطنه . ما الجندي : حرف نفي ، الجندي مبتدأ مرفوع بالضمة . إلا يعمل : حرف استثناء ملغي ، ويعمل فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . للدفاع : جار ومجرور متعلقان بالفعل . عن وطنه : جار ومجرور متعلقان بالفعل أيضا ، ووطن مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . والجملة الفعلية في محل رفع خبر . 2 ـ تستعمل " بيد " استعمال " غير " بشرط أن يكون الاستثناء منقطعا ، وأن تكون مضافة إلى مصدر مؤول من " أن " ومعموليها . نحو : محمد مؤدب بيد أنه كسول . محمد : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ومؤدب : خبر مرفوع بالضمة . بيد : مستثنى منصوب بالفتحة . أنه كسول : أن واسمها وخبرها . وجملة أن ومعموليها في محل جر مضاف إليه . والتقدير : محمد مؤدب غير أنه كسول . 3 ـ من الأفعال التي تستعمل في الاستثناء " ليس " ، و " لا يكون " ، وهذه الأخيرة لا تستعمل بدون " لا " . إذ لا يصح القول : حضر الطلاب يكون محمدا . والصحيح أن نقول : حضر الطلاب لا يكون محمدا . والمستثنى بعد ليس ولا يكون ينصب على أنه خبر لهما . نحو : سافر أفراد الأسرة ليس عليا . 4 ـ ذكرنا أن العامل في المستثنى هو الفعل المحذوف ، وتقديره استثني ، وهناك آراء أخرى لا داعي لذكرها ، لكن أهم ما يمكن قوله : إن العامل في المستثنى هو حرف الاستثناء ، وبهذا قال ابن مالك ، وهو الصواب عندي لأنه أبعد عن التكلف . 5 ـ يجوز في إعراب تابع المستثنى بغير وسوى مراعاة اللفظ ، أو المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمدٍ وخالدٍ ، أو : سوى محمد وخالد . ونحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . فجررنا " خالد " مراعاة للفظ المجرور بالإضافة في المثال الأول ، ونصبناه في المثال الثاني مراعاة للمحل ، والتقدير : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا .
والصحيح أن يعرب تابع المستثنى بغير وسوى نصبا على المحل . نحو : نجح الممتحنون غير محمد وخالدا ، أو : سوى محمد وخالدا . لأن تقدير الكلام : نجح الممتحنون إلا محمدا وخالدا . 6 ـ يجوز حذف المستثنى بغير إذا فهم المعنى . نحو : عملت الواجب ليس غيرُ ، وأرسلت رسالة ليس غيرُ . 7 ـ لا يجوز اقتران ما المصدرية مع حاشا ، وما قرئت به مقترنة فهو شاذ . إذ لا يجوز أن نقول : حللت الواجبات ما حاشا واجبا . والصحيح : حللت الواجبات حاشا واجبا ، أو : حاشا واجب . 8 ـ جواز استعمال " لا سيما " ضمن كلمات الاستثناء ، والاسم الواقع بعدها يجوز فيه حالات الإعراب الثلاث : الرفع ، والنصب ، والجر . نحو : هزني منظر الجيش لا سيما قائد في مقدمتهم . فـ " قائد " خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والجملة صلة " ما " إذا اعتبرناها موصولة . الحال تعريفه :وصف يذكر لبيان هيئة صاحبه عند وقوع الفعل .نحو : جاء الطفل باكياً . " باكياً " حال بينت هيئة الطفل عند مجيئه ، وهو صاحب الحال ، والفعل " جاء " عاملها . أي عمل فيها النصب . ـ ومنه قوله تعالى { وألقى السحرة ساجدين }. وقوله تعالى { ثم ادعهن يأتينك سعياً }2 . ومنه قول الشاعر : إنما الميت من يعيش كئيباً كاسفا باله قليل الرجاء حكمه :النصب دائما . كما في الأمثلة السابقة . صاحب الحال :هو الاسم الذي تبين الحال هيئته . وهو كالتالي : ـ الفاعل : تأتي الحال من الفاعل لتبين هيئته أو حاله .نحو : جاء الرجل راكباً . استيقظ الطفل من نومه باكياً .ومنه قوله تعالى { فخرج منها خائفا }3 .وقوله تعالى { خروا سجداً }4 .نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الكلمات " راكبا "" باكيا " ، " خائفا " و " سجدا " كل وسوغ مجيء الحال من المضاف إليه في المثالين السابقين ، كون المضاف جزءا من المضاف إليه ، " فميتا " حال من أخيه ، وهو مجرور بإضافة اللحم إليه ، وهو جزء منه ، وكذلك الحال في المثال الثاني . ـ أن يكون المضاف كبعض من المضاف إليه من حيث الإسقاط والاستغناء ـ عنه ، نحو قوله تعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا }. حنيفا " حال من إبراهيم وهو مجرور بإضافته إلى " ملة " التي يمكن الاستغناء عنها دون أن يختل المعنى ، فنقول : اتبع إبراهيم حنيفا . ـ أن يكون المضاف عاملا في الحال . أي أن يكون المضاف مصدرا ، أو وصفا يشبه الفعل مضافين إلى فاعلهما ، أو نائبه ، أو مفعوليهما .نحو قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعا }4 . فجميعا " حال من " الكاف والميم " المجرورة بالإضافة إلى " مرجع " ، وهو العامل في الحال ، مع أنه مصدر ، ومصوغ عمله أن المصدر يعمل عمل الفعل . ومثال الوصف المضاف إلى فاعله : أنت حسن القراءة جاهرةً ." حسن " صفة مشبهة مضافة إلى فاعلها ، وهو القراءة ، وجاهرة حال من القراءة .والوصف المضاف إلى نائب فاعله : محمد معصوب العين دامعةً .واللاعب معلق اليد مكسورةً . " معصوب " ، و " معلق " كل منهما اسم مفعول أضيف إلى نائب الفاعل " عين " ، و " يد " ، و " دامعة " ، و " ومكسورة " حال من العين واليد . والوصف المضاف إلى مفعوله نحو : أنت ناصر الضعيف محتاجاً . " ناصر " اسم فاعل أضيف إلى مفعوله وهو " الضعيف " ، " ومحتاجا " حال من تعريف صاحب الحال : هو ما كانت الحال وصفا له في المعنى . نحو : أشرقت السماء صافيةً ، ونحو : مررت بكل جالساً . فكلمة " الشمس " معرفة بـ " أل " ، وكلمة " كل " معرفة لوجود التنوين ، لأنه عوض عن الكلمة المحذوفة ، والتقدير : مررت بكل الأصدقاء ، فكل معرفة لأنه في الأصل مضاف إلى معرفة ، وهى كلمة الأصدقاء . ومنه قوله تعالى { وكلٌ أتوه ذاخرين }1 . ومما سبق يتضح أن صاحب الحال يجب أن يكون معرفة ، لأنه محكوم عليه ، والمحكوم عليه يكون معلوما ، كما هو الحال في المبتدأ ، غير أن صاحب الحال قد يأتي نكرة إذا توفرت فيه المسوغات الآتية : ـ أن تتقدم الحال على صاحبها وهو نكرة محضة ،نحو : حدثني متلعثما طالب .وجاءني مسرعا رسول . ـ ومنه قول الشاعر :مية موحشا طلل يلوح كأنه خِلل ومنه قول الآخر : وبالجسم منــِّى بيِّنا لو علمته شحوب وأن تستشهدي العين تشهد " موحشا " حال تقدمت على صاحبها " طلل " ، وهذا مسوغ تنكيره ، وكذلك " بينّا " فقد وقعت حالا متقدمة على صاحبها " شحوب " مما سوغ تنكيره . 2 ـ أن تكون النكرة عامة يتقدمها نفى أو نهى أو استفهام . نحو : ما في الحديقة من وردة إلا وهى متفتحة . ونحو : ما في البستان من شجر مثمراً . ـ ومنه قوله تعالى { وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم }1 . ومثال النهى : لا يسلب طالب أخاه مستقوياً . ونحو : ولا يعتد جار على جاره عنوةً . ـ ومنه قول الشاعر قطري بن الفجاءة : لا يركننْ أحد إلى الإحجام يوم الوغى متخوفاً لحمام ومثال الاستفهام : هل حضر تلميذ باكياً ؟ ومنه قول الشاعر : يا صاح هل حُمَّ عيش باقياً فترى لنفسك العذر في إبعادها الأملا 3 ـ أن يكون صاحب الحال نكرة مخصوصة بوصف أو بإضافة أو عمل . مثال الوصف : جاءني زائر عزيز مسلّماً . ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات : { ولما جاءهم كتابا من عند الله مصدَّقاً }2 . وقوله تعالى { فيها يُفرَق كل أمر حكيم أمراً من عندنا }3 . ـ ومنه قول الشاعر : يا ربِّ نجيت نوحا واستجبت له في فلك ماخر في اليم مشحونا ومثال الإضافة : مرني رجل فضل مستصرخاً . ـ ومنه قوله تعالى { في أربعة أيام سواءً للسائلين }. ومثال العمل : أعجبت للاعبٍ كرةً مبتدئاً . " مبتدئا " حال صاحبها " لاعب " ، وهو نكرة مخصوصة بالعمل ، " كرة " مفعول به للاعب الضعيف .
مرتبة الحال مع صاحبها : الأصل في الحال التأخير ، ولكنها قد تتقدم على صاحبها جوازا ، نحو : جاء راكبامحمد . وقد أجازوا اتفاقا تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر الزائد ، نحو : ما جاء راكبا من رجل . أما إذا كان حرف الجر غير زائد ، فقد أجاز البعض ومنع غيرهم ، واستدلوا على جوازه : ـ بقوله تعالى { وما أرسلناك إلا كافة للناس }2 ، ومنه قول الشاعر : تسليت طراً عنكمُ بعد بينكم بذكراكم حتى كأنكم عندي ومنه قول الآخر : مشغوفةً بك قد شغفت وإنما حم الفراق فما إليك سبيل وحقيقة الأمر أن جواز تقدم الحال على صاحبها المجرور بحرف الجر غير الزائد يكثر في الشعر ، وتخريج الآية الكريمة على أن " كافة " حال من " الكاف " في قوله : أرسلناك ، والتاء في " كافة " للمبالغة ، وجوب تقدم الحال على صاحبها : تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في عدة مواضع هي : ـ أن يكون صاحب الحال محصورا ، نحو : ما جاء ماشيا إلا محمد ، وما جلس مسرورا إلاخليل . ـ أن يكون صاحب الحال نكرة ، ولا مسوغ لها إلا تقديم الحال عليه ، نحو : استيقظ باكيا طفل ، وجاء مسرعا رسول . ـ إذا أضيف صاحب الحال إلى ضمير ما يلابسها ، نحو : وقف يخطب في التلاميذ معلمهم . وجوب تأخير الحال : يجب تأخير الحال عن صاحبها في المواضع الآتية : 1 ـ أن يكون صاحب الحال مجرورا بالإضافة ، نحو : علمت مجيء الطالب متأخراً ، وسرني ذهاب أخي مبكراً ، وأفرحني عملك مخلصاً . ـ أن يكون مجرورا بحرف الجر غير الزائد ، نحو : مررت بفاطمة جالسةً ، ونظرت إلى السماء ملبدةً بالغيوم . أما إذا كان حرف الجر زائدا جاز تقديم الحال على صاحبها ، كما أسلفنا . ـ أن تكون الحال محصورة ، نحو : ما جاء الرحل إلا راكباً ، وما أزعجني الطفل إلا باكياً . ـ ومنه قوله تعالى { وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين }1 . 4 ـ إذا كانت الحال جملة مقترنة بالواو ، نحو " سافر صديقي وقد طلعت الشمس ، وسطع البدر وقد انتصف الشهر . عامل الحال : تعريفه : هو كل فعل أو " ما عمل عمله " يعمل في صاحب الحال والحال معا . 1 ـ العامل الأصلي : العامل الأصلي في الحال هو الفعل . نحو : طلع القمر منيرا ، وأشرقت الشمس صافية . فالفعلان " طلع " و " أشرق " كل منهما عمل في صاحب الحال وهو " القمر و الشمس " كما أن كلا منهما عمل في الحال نفسها " منيرا " ، و " صافيا " . ـ العوامل اللفظية : وهي ما تعمل عمل فعلها وتشمل : * المصدر الصريح : نحو : أفرحني حضورك مبكراً ، ويعجبني ترتيلك مجوداً ، وأدهشني نومك متكئاً . فعامل النصب في الحال " مبكرا " هو المصدر " حضور " وقد عمل أيضا في صاحب الحال وهو " الكاف " الضمير المتصل في " حضور " والواقع مضافا إليه . ومنه قوله تعالى { إليه مرجعكم جميعاً }1 ، " فجميعا " حال من الضمير المتصل " كم " في " مرجعكم " ، والعامل فيها وفى صاحبها المصدر " مرجع " . ـ ومنه قول الشاعر مالك بن الريب : تقول ابنتي إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أبا ليا " واحدا " حال ، وصاحبها الضمير المتصل في انطلاقك وهو " الكاف " ، والعامل فيهما * اسم الفاعل ، نحو : هذا شيخ قارئ قرآنه مُرَتلا ، وهذا رجل عامل عمله متقناً ، وأواقف محمد خائفاً . " فقارئا وعاملا وخائفا " أسماء فاعلين كل منها عمل في الحال وصاحبه ، الأول عمل في " مرتلا " وصاحبه " قرآنه " ، والثاني في " متقنا " وصاحبه "عمله " والثالث في " خائفا " وصاحبه " محمد " . مرتبة الحال مع عاملها : للحال مع عاملها من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال كالتالي : أولا ـ جواز التأخير والتقديم : 1 ـ إذا كان العامل فعلا متصرفا ، نحو : مثلجا لا تشرب الماء ، وفجَّا لا تأكل لتين ، وراكبا جاء صديقي ، وباكيا استيقظ الطفل . ـ ومنه قوله تعالى :{ خشعا أبصارهم يخرجون }1 . 2 ـ إذا كان العامل وصفا يشبه الفعل المتصرف . كاسم الفاعل : نحو : مسرعاً اللاعبُ منطلقٌ . أو اسم المفعول ، نحو : واقفاً اللصُ مجلودٌ . أو الصفة المشبهة . ـ كقول الشاعر يزيد بن مفرغ : عدس ما لعباد عليك إمارة أمنتِ وهذا تحملين طليق فجملة تحملين في محل نصب على الحال ، وعاملها " طليق " ، وهو صفة مشبهة . ومما تجدر ملاحظته من الأمثلة السابقة أن الأحوال الواردة فيها يجوز تأخيرها كما يجوز تقديمها ، فنقول لا تشرب الماء مثلجا ، وقس عليه . فائدة : إذا كان العامل في الحال فعلا جامدا أو صفة تشبه الفعل الجامد ، وهى اسم التفضيل ، أو معنى الفعل دون حروفه ، فلا يجوز تقديم الحال عليه ، وإنما يجب تأخيرها ، نحو : ما أجمل البدر منيراً ، وما أعظم محمدا منشداً . ونحو : أخوك أمهر المتسابقين فارساً ، ومحمد أفضل القارئين مرتلاً . ونحو : كأنثانيا ـ وجوب تأخير الحال عن عاملها : تتأخر الحال عن عاملها وجوبا في مواضع كثيرة ، وهى كالتالي : 1 ـ أن يكون عاملها فعلا جامدا ، نحو : ما أجمل الورد متفتحاً ! وأعظم بالرجل صادقا ! ونعم الجار كريماً ، وبئس الصديق منافقاً . 2 ـ أن يكون عاملها اسم تفضيل ، نحو : محمد أكرم الناس خلقاً ، ويوسف أفضل المتكلمين خطيباً ، وعلة التأخير أن اسم التفضيل صفة جامدة لا يثنى ولا يجمع ، ولا يؤنث ، فهو لا يتصرف في نفسه ، ولا يتصرف في معموله . أما إذا كان اسم التفصيل عاملا في حالين فيجب تقديم الحال عليه . نحو : الأحمق صامتا ً أفضل منه متحدثاً ، والقمر منيرا أحسن منه معتماً . 3 ـ أن يكون مصدرا يصح تقديره بالفعل والحرف المصدرى . نحو : أسعدني حضورك شاكرا . أي : أن تحضر شاكرا . ونحو : يسرني سفرك طالباً للعلم . أي : أن تسافر طالبا . 4 ـ أن يكون عاملها اسم فعل ، نحو : نَزالِ مسرعاً . والتقدير : انزل مسرعا . ومنه : حَذارِ مهملاً ، وتَراكِ خائفاً . 5 ـ أن يكون صلة " أل " الموصولة ، نحو : محمد هو الجالس مهذباً . " مهذبا " حال وعاملها " جالس " ، وهو صلة " أل " الموصولة . 6 ـ أن يكون مقرونا " بلام " الابتداء ، نحو : لأنفقنَّ من مالي محتسبا ذلك عند الله . الحال " محتسبا " ، وعاملها " أنفق " المقرون بلام الابتداء . 7 ـ أن يكون مقرونا " بلام " القسم ، نحو : تالله لأثابرنَّ مجتهدا . الحال " مجتهدا " وعاملها " أثابر " المقرون " بلام " القسم ، وعلة التأخير أن التالي للام الابتداء ، ولام القسم لا يتقدم عليها . 8 ـ أن تكون الحال مؤكدة لعاملها ، نحو : رجع العدو متقهقرا ، وصرخ الطفل باكيا . 9 ـ أن يكون العامل لفظا متضمنا معنى الفعل دون حروفه ، كأسماء الإشارة ، وكأن ، وليت ، ولعل ، وحروف التنبيه ، والاستفهام التعظيمي ، وأحرف النداء ، وشبه الجملة " الظرف والجار والمجرور " . نحو : هذا أخي قادماً . ـ ومنه قوله تعالى { فتلك بيوتهم خاويةً }1 . ونحو : كأن محمداً أسدٌ زاحفاً ، وكأن عليا مندفعاً إعصارٌ . ومنه قول الشاعر امرئ القيس : كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العناب والحشف البالي ونحو : ليت خالدا أخوك صادقاً . ونحو : لعل محمدا صديقك قادماً ، ونحو : ها أنت محمدٌ راكباً ، ونحو قول الأعشى : " يا جارتا ما أنت جارةً " ، " فجارة " الثانية حال من الضمير " أنت " ، وعاملها " ما " الاستفهامية ، وليست تمييزا (2) ، ونحو: يا أيها اللاعب مسرعاً ، ويا أيها الطالب واقفاً . أما الظرف والجار والمجرور " شبه الجملة " فيجوز تقدم الحال عليهما ، وتأخره إذا لم يكن مخبرا بهما ، وقال البعض يندر تقدمه . نحو : الموضوع عندك ملتبساً ، أو : الموضوع ملتبساً عندك ، ونحو : الأمر في ذهنك واضحاً ، أو الأمر واضحا في ذهنك ، وقد أجاز ذلك الأخفش قياسا . ـ ومنه قوله تعالى في بعض القراءات ، وهى قراءة الحسن البصري : { والسموات مطويات بيمينه } . " مطويات " حال تقدمت على عاملها شبه الجملة " بيمينه " ، الواقع خبرا ، والسموات مبتدأ ، وهو صاحب الحال . يوسف زاحفاً أسدٌ ، ولعل أخاك عائداً فائزٌ .
ثالثا ـ وجوب تقديم الحال على عاملها . يجب تقديم الحال على عاملها في المواضع التالية : ـ إذا كان لها صدر الكلام كأداة الاستفهام " كيف " ، نحو : كيف حضر أبوك ؟ وكيف استيقظ الطفل ؟ 2 ـ إذا كان العامل في الحال اسم التفضيل وقد توسط بين حالين مختلفين فُضّل صاحب أحدهما على الآخر ، نحو : محمد راجلاً أسرع من أحمد راكباً ، والعنب نيَّا أفضل من الكرز ناضجا . أو توسط اسم التفضيل بين حالين كان صاحبهما واحدا ، وفضل نفسه في حالة دون الأخرى ، نحو : الطفل زاحفاً أنشط منه ماشياً ،والعصفور مغرداً أفضل منه ساكتاً . نلاحظ من الأمثلة السابقة أن الحال التي للمفضل يجب تقديمها على اسم التفضيل ، بحيث يكون اسم التفضيل متوسطا بين الحالين . " فراجلا ، ونيَّا ، وزاحفا ، ومغردا " كل منها جاء حالا مفضلة لذلك وجب تقديمها على عاملها ، وهو اسم التفضيل . على أن هذه المسألة تدخل في باب الإجازة أكثر منه في باب الوجوب ، ومثلها الحالة الثالثة في تقديم الحال على عاملها وهى : 3 ـ إذا كان العامل في الحال يتضمن معنى التشبيه دون حروفه ، عاملا في حالين يراد بهما تشبيه صاحب الأول بصاحب الثاني ، نحو : أنا فقيراً كسليم غنيا ، ومحمد جاهلاً كأحمد عالماً ، والثعلب ساعياً كالأسد نائماً . أنواع الحال تأتى الحال على ثلاثة أنواع وهى كالتالي : 1 ـ حال مشتقة : وهو الأصل فيها ، نحو : جاء الرجل راكباً ، وصافحت الضيف مسروراً ، " فراكبا ، و مسرورا " كل منها جاءت حالا مشتقة ، لأن الأولى اسم فاعل ، والثانية اسم مفعول . ـ حال جامدة مؤولة بالمشتق ، وذلك فى عدة مواضع : ـ إذا دلت على تشبيه ،نحو : هجم المجاهد على العدو أسداً . وجاءت زينب بدراً . وقفز اللاعب قرداً . فكل من الأحوال الواردة في الأمثلة السابقة وهى " أسدا ، وبدرا ، وقردا " جاءت جامدة ، ولكنها مؤولة بالمشتق ، والتقدير : شجاعا كالأسد ، وجميلة كالبدر. وعاليا أو كثيرا كالقرد . ـ إذا دلت على مفاعلة ، نحو : قابلته وجهاً لوجه ، وصافحته يداً بيد ، وحدثته فاهُ إلى فيَّ ، والتقدير : التقينا متقابلين ، وتصافحنا متقابضين ، وتحدثنا متشافهين . ج ـ إذا دلت على تفصيل أو ترتيب ، نحو : قرأت القصة فصلاً فصلاً ، ومزقت الثوب جزءاً جزءاً ، ودخل الطلاب الفصل طالباً طالباً . ففي المثال الأول والثاني دلت الحال على التفصيل والتوضيح ، وفى الثالث كان التقدير : مرتبين . د ـ إذا دلت على تسعير ، نحو : اشتريت الحرير متراً بعشرين ريالا ، وبعت الزيت لتراً بدينار . التقدير مسعرا بكذا . ـ تأتى الحال جامدة وقد أغنى عن تأويلها بالمشتق الآتي : أ ـ أن تكون الحال موصوفة بمشتق ، نحو : إليك حديثي جواباً صريحاً ، ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربياً }1 ، وعاد الجيش منتصراً ، وحضر المدير مبكراً . ـ حال مؤكدة : وهي التي يستفاد معناها بدونها ، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام : مؤكدة لعامله لفظا نحو قوله تعالى { وأرسلناك للناس رسولا } . أو مؤكدة له معنى دون اللفظ ، نحو : فتبسم ضاحكاً . وقوله تعالى { ثم وليتم مدبرين } ب ـ مؤكدة لصاحبها : ـ نحو قوله تعالى { لآمن من في الأرض كلهم جميعاً }4 . ج ـ مؤكدة لمضمون الجملة ، وشروطها : أن يكون عامل الحال واجب الإضمار ، والحال واجبة التأخير ، والجملة مكونة من اسمين معرفتين جامدين ، نحو : محمد أبوك عطوفاً ، ـ ومنه قول الشاعر : أنا ابن دارة معروفاً بها نسبي وهل بدارة يا للناس من عار والتقدير : أخُصُه عطوفا ، وأحقٌ معروفا . ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين : 1 ـ حال منتقلة : وهى الحال المشتقة من المصدر غير ملازمة لصاحبها . نحو : حضر الطالب ماشيا . ـ حال غير منتقلة " ملازمة " : هي الحال الملازمة لصاحبها ، كما في الحال المؤكدة ، نحو : دعوت الله سميعا . ـ ومنه قوله تعالى { ويوم أبعث حياً } . وقوله تعالى { خلق الإنسان ضعيفاً }. وقوله تعالى { فتمثل لها بشراً سوياً } . ويسمى هذا النوع من الحال حالا موطئة ، لأنها تمهد لما بعدها . ب ـ أن تكون الحال دالة على العدد ، نحو : أمضيت في المنفى خمس سنين ، وقضيت مدة العمل في التعليم ثلاثين سنة ، ـ ومنه قوله تعالى { فتم ميقات ربه أربعين ليلة }4 . ج ـ أن تكون الحال دالة على تفضيل بين شيئين ، نحو : محمد شاعراً أفضل منه كاتباً ، وإبراهيم شيخاً أقوى منه شاباً ، والتمر طرياً أفضل منه جافاً . د ـ أن تكون الحال نوعا لصاحبها ، نحو : لبس خاتمه ذهباً . هـ ـ أن تكون الحال فرعا لصاحبها ، نحو : هذا قميصك قطناً ، 0 ـ ومنه قوله تعالى { وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً }. و ـ أن تكون الحال أصلا لصاحبها ، نحو : هذا خاتمك فضة ، وهذا قرطك ذهبا ، ـ ومنه قوله تعالى { أأسجد لمن خلقت طيناً } . أ
قسام الحال : تنقسم الحال عدة أقسام كالتالي : أولا ـ تنقسم باعتبار فائدتها إلى قسمين : 1 ـ حال مبينة أو مؤسسة . وهى الحال التي لا يستفاد معناها إلا بوجودها ، نحو : وصل الطلاب راكبين ، ثانيا ـ تنقسم الحال باعتبار صاحبها إلى قسمين : 1 ـ حال حقيقية : هي الحال التي تبين هيئة صاحبها ، نحو : حضرت راكباً ، وجلست متكئاً . 2 ـ حال غير حقيقية " الحال السببية " : هي الحال التي تبين هيئة ما يحمل ضميرا يعود إلى صاحب الحال ، نحو : مررت بالدار قائماً سكانها ، وكلمت زينب واقفاً أخوها .
124 ـ ومنه قوله تعالى { ادخلوها بسلام آمنين }1 . وقوله تعالى { لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين } أنواع الحال : تنقسم الحال إلى عدة أنواع هي : 1 ـ حال مفردة : وهي مالا تكون جملة أو شبه جملة ، نحو : زارني صديقي مسروراً ، ونحو : كافأ المدير الطالبين متفوقين ، وحضر التلاميذ إلى المدرسة راكبين . " فمسرورا ، ومتفوقيَن ، وراكبِين " كل منها جاءت حالا مفردة .
ـ حال جملة بنوعيها : أ ـ حال جملة اسمية ، نحو : وصل فريق المدرسة ووجوههم يعلوها البشر ،وخرجت من منزلي والسماء ممطرة . فجملة " ووجوههم يعلوها البشر " وجملة " والسماء ممطرة " كل منهما وقع حالا . ب ـ حال جملة فعلية ، نحو : جلس الطالب يقرأ الدرس ، ووقف التلاميذ يحيون العلم . فجملة " يقرأ الدرس ، ويحيون العلم " كل منهما وقع حالا . ـ حال شبه جملة بنوعيها : أ ـ الحال الظرف المكاني والزماني ، نحو : تكلم الخطيب فوق المنبر ، وشاهدت الهلال بين السحاب . ونحو : سافرت إلى الرياض يوم الجمعة ، وغادرت دمشق صباح الخميس . ب ـ الحال الجار والمجرور ، نحو : خرج الأمير في قومه ، ووقف الطائر على الغصن . شروط جملة الحال : يشترط في الجملة الحالية : أن تكون جملة خبرية ، وألا تكون مصدرة بحرف استقبال كالسين وسوف ، وأن تشتمل على رابط يربطها بصاحب الحال . الرابط في جملة الحال : * الأصل في رابط الجملة الحالية أن يكون " الضمير " سواء أكان معينا أم مقدرا . مثال الضمير المعين : وقف الشاعر يلقى الشعر . ومثال المقدر : اشتريت الزيت لتراً بدينار . والتقدير : لترا منه . * أما إذا لم يتوفر الضمير تعين وجوب الواو كرابط ، وتسمى واو الحال ، وبعض النحويين يسميها " واو الابتداء " ، نحو : سافر أخي والجو صحو . * وقد تأتى الواو والضمير معا كرابط ، وذلك لتمكين الربط ، نحو : استمعت إلى الشاعر وأنا مندهش ، ووصل الطالب وحقيبته في يده . ويجب الربط بالواو في عدة مواضع : 1 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بفعل مضارع مثبت مقرون بقد ، نحو : لِمَ تقطعون الأمل وقد يعود الغائب ؟ 125 ـ ومنه قوله تعالى { وقد تعلمون أني رسول الله إليكم }1 . 2 ـ إذا كانت الجملة الحالية مبدوءة بضمير صاحبها ، نحو : قصدتك وأنا واثق بمروءتك ، ورحلت وأنا غاضب منك . 3 ـ إذا كانت الجملة الحالية ، جملة اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحبها ، نحو : فرَّ اللصوص والحراس نائمون ، ومات المريض والطبيب غائب . 4 ـ إذا كانت جملة الحال ، جملة ماضية ، غير مشتملة على ضمير صاحبها ، وسواء أكانت الجملة مثبتة ، أم منفية . امتناع مجيء الواو كرابط ، وتعيين الضمير بدلا منها في عدة مواضع : 1 ـ إذا كانت جملة الحال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها ، نحو : الحق لا شك فيه ، 126 ـ ومنه قوله تعالى : { ذلك الكتاب لا ريب فيه } . 2 ـ أن تقع الجملة الحالية بعد عطف ، ـ كقوله تعالى { فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون. 3 ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي ، وواقعة بعد إلاّ ، نحو : ما تكلم إلاّ ضحِكَ ، وما سار على قدميه ألاّ ترنَّحَ ، ـ ومنه قوله تعالى { إلاَ كانوا به يستهزئون }. ـ إذا كانت الجملة الحالية دالة على الزمن الماضي متلوة بـ " أو " . نحو : لأقاطعنه عاش أم مات ، لا أكلمنه غاب أو حضر ،
ومنه قول الشاعر : كن للخليل نصيرا جار أو عدلا ولا تشح عليه جاد أو بخلا 5 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة مثبتة ، غير مقترنة بقد ، نحو : قدم المسافر تذبح الذبائح لمقدمه ، وصل التلميذ يحمل حقيبته في يده ، ـ ومنه قوله تعالى { ولا تمنن تستكثر }4 . 6 ـ إذا كانت الجملة الحالية مضارعة منفية بلا ، ـ كقوله تعالى { وما لنا لا نؤمن بالله }، وقوله تعالى { مالي لا أرى الهدهد } . ومنه قول الشاعر : أقادوا من دمي وتوعدوني وكنت ولا ينهنهني الوعيد 7ـ إذا كانت مضارعة منفية بما ، نحو : زحف الجنود ما يهابون الأعداء ، ـ ومنه قول الشاعر : عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة فما لك بعد الشيب صباً متيما حذف عامل الحال : * قد يحذف عامل الحال إذا دل عليه دليل ، نحو قولهم : راشدا . للقاصد سفرا ، ومأجوراً . للقادم من الحج . يحذف عامل الحال وجوبا في المواضع التالية : 1 ـ أن يقصد بالحال تبيان الزيادة أو النقصان بالتدريج ، نحو : تصدق بريال فصاعداً . والتقدير : ذهب التصدق صاعدا أو فأكثر ، ومنه اشتريت القميص بجنيه فنازلا . 2 ـ أن يقصد بالحال التوبيخ ، نحو : أمتوانياً عن الصلاة وقد صلى الناس ؟ وأجالسا وقد وقف الحاضرون ؟ 3 ـ أن تكون الحال مؤكدة لمضمون الجملة ، نحو : أنت صديقي مواسياً ، ومحمد أبوك عطوفاً ، والتقدير : أعرفك مواسيا ، وأعرفه عطوفا . 4 ـ أن تسد مسد الخبر ، نحو : ضربي التلميذ مهملاً ، والتقدير : ضربي إياه واقع إذا وجد مهملا . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: الجزء الثاني من منهج النحو 2 ثانوي أزهر الإثنين 03 ديسمبر 2012, 11:32 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
الجبالى عضو ذهبى
علم بلدك :
| موضوع: رد: الجزء الثاني من منهج النحو 2 ثانوي أزهر الجمعة 07 ديسمبر 2012, 9:55 am | |
| | |
|