"الفقر.. التلوث.. الاحتباس الحرارى" ثلاث مشكلات رئيسية هى ما تدور حولها الفكرة الجديدة
التى قام بابتكارها مجموعة من الشباب "بشجرة فوق سطح بيتك"، حيث إنهم قاموا بتطوير الفكرة
ووضعوا لها الخطوط الرئيسية لمشروعهم النهائى وهو "شجرة فى المدرسة"،
وهى المشروع الذى قرر من خلاله فريق "شجرة" تغيير شكل مدارس مصر واستغلال الأسطح غير المستغلة
لحل المشكلات الاقتصادية ومواجهة التلوث وتغييرات المناخ وتجميل المدارس، لتبقى المشكلة الأخيرة
التى وقفت عائقاً أمام مشروعهم ولم تتضمن خطتهم حلها وهى "الروتين والبيروقراطية"
التى وضعت مشروع "شجرة فى المدرسة" تحت قائمة الانتظار إلى ما لا نهاية.
"شجرة" هى الفكرة التى بدأ العمل بها "محمد عبد الصمد" 24 عاماً، بعد عودته من عمله بالخارج،
فى محاولة لتحسين المناخ والتصدى للتلوث ومحاربة الفقر، من خلال زراعة أسطح المنازل بأشجار مثمرة
تعود بالنفع على أصحاب البنايات، من خلال دخل بيع الخضروات والفواكه، عن طريق استغلال مساحات مهملة
وهى أسطح المنازل فى زراعة هذه النباتات التى تتصدى فى الوقت نفسه لمشكلات الاحتباس الحرارى
وتحارب التلوث، وكانت فئة "فراشين المدارس" هى الطبقة التى بدأ بها "محمد" مع باقى فريق "شجرة"،
بعد أن وجه المشروع إلى أسطح المدارس الحكومية،
لزراعتها بالأشجار المثمرة التى يعود محصولها بالنفع على المدرسة.
وفريق العمل الذى يستهدفه المشروع من "الفراشين" والمهندس الزراعى بالمدرسة، بالإضافة إلى تفعيل حصص الزراعة والأنشطة المهملة بالمدارس."محمد" تحدث لـ"اليوم السابع" عن فكرة المشروع قائلاً: "الفكرة تستهدف أسطح المدارس الحكومية
لتحقيق مجموعة من الأهداف أولها التصدى لمشكلة التلوث والاحتباس الحرارى، وهى المشكلات التى يمكن تغييرها
بزراعة أسطح جميع المدارس الحكومية فى مصر، أما الهدف الثالث من المشروع فهو محاربة الفقر من خلال زراعة أشجار مثمر
ة تعود بالنفع على فراشين المدارس الذين سيقومون بتولى الاهتمام بزراعة الأسطح،
ويعود الجزء الباقى من أرباح بيع المحاصيل إلى تطوير المدرسة".
أما عن خطوات تنفيذ المشروع يقول "محمد": بعد الانتهاء من وضع دراسة المشروع بدأت مرحلة التنفيذ
وهى المرحلة التى توقفت بعد عدة أشهر من المحاولات لاستخراج التصريحات اللازمة، بحكم الروتين
المسيطر على جميع الهيئات الحكومية فى مصر، بداية من الحصول على موافقة المدارس وحتى وزارة التربية والتعليم،
وصولاً إلى محاولة الحصول على موافقة هيئة الأبنية التعليمية، وهى الموافقة التى تطلبت انتظارا طويلا لم ينته،
حتى الآن بالرغم من أهمية المشروع، الذى من شأنه حل العديد من المشكلات أولها تحسين مستوى الدخل للقائمين
على الزراعة من خلال الانتفاع بعائد المحاصيل، إلى جانب المساهمة فى تحقيق الأمن الغذائى واستخدام الأشجار
فى حل مشكلات التلوث، بالإضافة إلى الأشجار التى سنقوم بزراعتها فى محيط المدرسة بهدف التجميل.
فريق "شجرة" الذى يحاول تطبيق مشروع زراعة الأسطح فى مصر نجح بالفعل فى البدء فى زراعة
مجموعة من أسطح المنازل والمطاعم التى تحمست للفكرة، فى انتظار أن يبدأ تنفيذها فى المدارس الحكومية،
بعد أن اقتنع جميع أعضاء الفريق أن مواجهة مشاكل التلوث أسهل كثيراً من حل مشاكل "الروتين فى مصر".
"نفسى المشروع يبدأ فى التنفيذ من غير روتين وورق ومشاكل ملهاش لزمة.. ومش كل ما يكون فى حد عنده فكرة
لمصر يبقى مضطر يجيب واسطة" هكذا أنهى "محمد عبد الصمد" حديثه لليوم السابع
حاملاً أوراق مشروع "شجرة فى المدرسة" الذى ينتظر التنفيذ.