وفق كثير من الآراء التى جمعتها من مراقبين ومحللين ومحبين للإخوان، وحتى كارهين لهم،
من خلال أسفارى ولقاءاتى خلال الأسابيع الماضية أستطيع أن أجمل مجموع ما ذكره هؤلاء
من مطالب للإخوان فى هذه المرحلة التاريخية بإيجاز على النحو التالى:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أولا: يجب على الإخوان أولا أن يتصالحوا مع أنفسهم ومع صفهم الداخلى
وأن يعيدوا كل من تم فصله من شباب الإخوان أو شيوخهم ممن تم الخلاف معهم بعد الثورة على وجه الخصوص،
وأن يرجع كل بدرجته ومسئولياته التى كان عليها دون إبطاء،
فمنهج حسن البنا هو التجميع والاستيعاب وليس الإقصاء والإبعاد.
ثانيا: يجب أن يقوم مجلس الشورى ومكتب الإرشاد بإعادة صياغة مواد قانون الانتخابات داخل الجماعة
بحيث تنص، مثل النقابات والمؤسسات وكثير من الأحزاب فى الخارج، على أن نسبة 50%
لمن هم دون سن الأربعين، لا سيما أن شباب الإخوان شابوا وهم ما زالوا بعيدين عن القيادة.
ثالثا: لأننا على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة على القيادة الحالية تقديم كشف حساب
عما أنجزته خلال الفترة الماضية ثم تتقدم باستقالتها، وتعلن عن انتخابات جديدة فى مدة لا تزيد عن ستين يوما،
يكون للشباب دون الأربعين فيها نصف مقاعد الشورى ونصف مقاعد مكتب الإرشاد.
رابعا: من يرد العمل السياسى فعليه العمل فى الحزب، ومن يرد العمل الدعوى والتربوى والأخلاقى والإصلاحى
فعليه أن يعمل فى الجماعة ولا يتولى المسئولية إلا المؤهلون فى كل منصب
عبر وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب.
خامسا: لا بد من وضع أسس للمصارحة والمحاسبة داخل الجماعة لكل قياداتها وانتهاء مقولة: «هذا أخ كبير»،
و«هذا صاحب محنة»، فالله يجزى هؤلاء عن عملهم،
لكن المبدأ فى المسئولية يجب أن يقوم على قاعدة «القوى الأمين».
سادسا: لا بد من جمع القوى الوطنية كلها تحت سقف واحد وأن يتربى الإخوان ويتعلموا قبول الآخر
واستيعاب الناس على ما هم عليه وأن يدركوا أن تحقيق الأهداف يقتضى الصبر والتدرج وما لا يدرك كله لا يترك كله،
وأن يستوعبوا المرحلة والأوضاع الداخلية والخارجية للبلاد
وأن يخرجوا من عصبية الجماعة إلى رحابة الدولة ومن واجبات الأسرة إلى مسئوليات الأمة.
سابعا: أن يدرك الذين يمارسون العمل السياسى من الإخوان أن أخطاءهم تعلق على الجماعة وليس على الحزب
من ثم يجب أن يتم انتقاء المسئولين بعيدا عن العشائرية والعلاقات العائلية والمنافع الشخصية
وأن يتقوا الله فى بلادهم وأن يدركوا أنهم على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة.
ثامنا: أن يدرك جميع الإخوان الآن أن هذه الجماعة بتاريخها وتضحيات أجيالها وأدبياتها ودماء أعضائها
الذين علقوا على أعواد المشانق فى مصر وغيرها طوال الثمانين عاما الماضية، ليست ملكا لهذا الجيل أو لهؤلاء المسئولين،
وإنما هى ملك لأجيال ضحت على مدى ثمانين عاما وشهداء بذلوا دماءهم حتى يحققوا مبادئهم وأهدافهم،
من ثم فإن من يجنى ثمار النصر الآن يجب أن يدرك أن حسابه عسير أمام الناس ثم أمام الله والتاريخ.
تاسعا: يجب تفعيل مبدأ المحاسبة داخل الجماعة والحزب، وكل من يتولى منصبا داخل الجماعة أو الحزب
عليه أن يقدم تصورا يناقش فيه وتدرس أهليته ثم يحاسب عما أنجزه ويتم إقصاؤه إذا فشل حتى لا تتكرر مأساة النظام السابق
ونكتشف فى النهاية أننا استبدلنا الحزب الوطنى بالحرية والعدالة وحسنى مبارك بمحمد مرسى.
عاشرا وأخيرا: على الإخوان أن يدركوا أنهم بشر يخطئون كما يخطئ الناس ويصيبون كما يصيبون
وأن المناصب لا تستثنى أحدا من بهرجتها وفتنتها، فمن كان فى نفسه ضعف فليتعفف
ومن كان فى نفسه القوة فليكن أمينا على ما يتولى وأن يدرك أن ما يفوت على البشر لا يفوت على الله.
فهل يدرك الإخوان مسئوليتهم ويأخذون بهذه المطالب، أم أنهم يطالبون بالتغيير والثورة فى الخارج
فيما يبقى بعض أعضاء المكتب عشرين وثلاثين عاما فى مناصبهم بدعوى الحفاظ على الجماعة
فيما هم يقوضونها ويدمرون مصداقيتها؟
أكرر أن ما ذكرته هو خلاصة ما جمعته من عدد كبير من الخبراء والمراقبين
من بلاد شتى أنقله للأمانة و«إن فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب».