خلاف بين خبراء السياسة والأمن حول صفقة
"جرابيل".. سيف اليزل: الصفقة بها بنود سرية لا يمكن الإفصاح عنها.. "يس"
يطالب بتأخيرها لضمان تسليم باقى الرهائن الفلسطينيين.. ويسرى: هدفها إرضاء
أمريكا الأربعاء، 26 أكتوبر 2011 - 15:01
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اللواء سامح سيف اليزل
كتبت مروة الغول
اختلف خبراء أمنيون وسياسيون، حول صفقة مبادلة الجاسوس الأمريكى
الإسرائيلى إيلان جرابيل، بعدد من السجناء المصريين فى السجون الإسرائيلية
لا يتخطى عددهم 28 سجينا فى جرائم جنائية وليست سياسية.
إذ قال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى، إن عدد المصريين فى السجون
الإسرائيلية حوالى 25 سجينا من بينهم 3 أطفال، موضحا أن صفقة تبادل الجاسوس
الإسرائيلى إيلان جرابيل، الذى يحمل الجنسية الأمريكية والمحبوس لدى مصر
بتهمة التجسس لصالح جهاز الموساد، تحوى بنودا سرية لا يمكن الإفصاح عنها،
لأنها تخص الأمن القومى المصرى، لكن سوف يتم الإعلان عن أسماء السجناء
المصريين والمعلومات الشخصية الخاصة بهم، حيث يتم إعادتهم قبل عيد الأضحى
إلى أسرهم، وأشار سيف اليزل إلى أنه لا يوجد أسرى أو رهائن أو عسكريون
مصريون بالمعتقلات الإسرائيلية، مؤكدا أن مصر لن تقبل أبداً بمعونات
اقتصادية مقابل تسليم الجاسوس.
فيما قال عبد القادر يس، المحلل السياسى الفلسطينى، إنه كان يتمنى تأخير
تسليم الجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل كضمان لتسليم باقى الرهائن
الفلسطينيين، مضيفا أن السجناء المصريين بالسجون الإسرائيلية، تم إهمالهم
طوال فترة حكم الرئيس السابق مبارك، حيث إن وزير الخارجية السابق أحمد أبو
الغيط لم يكن يريد أن يعكر صفو العلاقات المصرية الإسرائيلية، بالمطالبة
بتسليم هؤلاء السجناء، وأن تتم محاكمتهم داخل مصر ولم يكن يريد أبو الغيط
ضرب العلاقات بين البلدين بهذه القضية.
من جانبه قال طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هذه
الصفقة المصرية تدور حول 81 سجينًا أغلبهم متهمون فى قضايا جنائية ومحتجزون
وفقا للقانون الإسرائيلى، مشيرا إلى أن هذه الصفقة لابد أن ترتبط بأوراق
ضغط مصرية تجاه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه لابد أن تتم هذه الصفقة
خلال أسابيع وليست أيامًا، وذلك حتى تكون أكبر ضامن للجانب الفلسطينى لعودة
باقى الرهائن، وكذلك استخدامها للتلويح بضرورة فتح ملف الأسرى من رموز
النضال الفلسطينى مثل مروان البرغوثى.
وأوضح فهمى أن مصر تمتلك أوراق ضغط عديدة تستطيع أن تستخدمها للضغط على
الإدارة الأمريكية للاستجابة لبعض المطالب المصرية، ومنها تصويب مسار
المعونة الأمريكية، وعدم تسييسها بالصورة التى تريدها الولايات المتحدة،
وأيضا التلويح بإقامة المنطقة الحرة وأن يكون هناك ارتباط فى أى صفقات بين
الجانب االفلسطينى والإسرائيلى.
فى المقابل يقول السفير إبراهيم يسرى، إن هذه الصفقة وهمية، والمقصود بها
الخضوع للضغط الأمريكى، ومحاولة لإقناع الرأى العام بأهميتها على غير
الواقع لأنه لا يمكن مبادلة جاسوس إسرائيلى متهم بالتجسس لصالح جهاز
الموساد بمصريين عاديين محكوم عليهم بأحكام جنائية، مضيفا أنه كان يتوجب
على الحكومة التمسك بضرورة محاكمة جرابيل بتهمة التجسس لصالح الموساد
الإسرائيلى، مشيرا إلى أنه حال قيام مصر بهذه الصفقة، فعليها أن تستبدله
بمصرى ليس محكومًا عليه بحكم جنائى.
وتابع يسرى: لابد أن يكمل السجناء المصريون مدة عقابهم فى السجون
الإسرائيلية، ويعودوا بعد انتهاء المدة، مشيرا إلى أنه فى حالة إكمال
الصفقة بهذا الشكل فلابد من إيداع هؤلاء بالسجون المصرية، فلماذا لا تنظر
الحكومة بهذه النظرة لباقى السجناء المصريين فى سجون العالم؟
أما اللواء محمود منصور الخبير فى ملف الأسرى والشئون الإسرائيلية، فيرى أن
هذه الصفقة ترضية لأهالى سيناء ولإثبات حرص الدولة المصرية على أبنائها،
وتحسين العلاقة التى كانت متوترة فترة النظام السابق لأن معظم السجناء
الداخلين فى الصفقة من أهل سيناء والعريش، وجرائمهم تهريب بضائع أو تهريب
مخدرات، وعليهم أحكام جنائية، مشيرا إلى أنه لا يوجد أسير مصرى واحد داخل
إسرائيل.
وأوضح منصور أن هذه الفترة فى تاريخ العلاقات المصرية الإسرائيلية رمادية
غير واضحة المعالم وتنطبق أيضا على الفترة القادمة، لأن العلاقة إن لم تكن
رمادية ستتوتر، وإن توترت العلاقة ستؤدى إلى حالة الحرب.