سعيد عبيد
سعيد عبيد
سعيد عبيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمي ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةبوابة سعيد*المنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الكنج
المدير العام
المدير العام
الكنج


علم بلدك : مصر
ذكر

في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة   في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Emptyالأربعاء 06 أكتوبر 2010, 11:25 pm

في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة
أتساءل، أحياناً، ألا تتعب هذه المخلوقة؟ ألا تفتر همتها؟ ألا يتسلل اليأس إلى تلافيف عقلها؟ ألا تشعر بأنّها تدور في طاحونة لا تنال منها سوى الجعجعة؟ أقول لها: "يا باسمة... يا حبيبتي.. ألا يكفيك هؤلاء الأبناء الثلاثة الرائعون وهذا البيت الجميل.. فلماذا لا تهدئين في هذه الجنة وتتفرغين لها؟". لكن زوجتي لا تعرف معنى الهدوء، وهي جاهزة دائماً لأي استنفار وكأنّها ولدت من صلب محاربين لا يعرفون التراجع.
الغريب أنّني كنت مثلها تماماً. بل إنّ ما جذبني إليها، ونحن على مقاعد الجامعة، كان حيويتها والتزامها السياسي ودورانها علينا لجمع التواقيع أو لمساعدتها على كتابة اللافتات وللسير في التظاهرات الطلابية الصاخبة. كم مرّة، وضعت كفي في كفها ونحن نشكل مع الرفاق سلسلة بشرية تتقدم صارخة "يعيش.. يعيش... يسقط... يسقط" كم مرّة تحدينا الحواجز وعبرنا فوق الموانع وجابهنا قوات الأمن وعدنا إلى بيوتنا والعرق يغرق وجوهنا؟
لكن تلك الأيّام مضت مع قضاياها "المصيرية". فقد كان كل شيء في مفهومنا مصيرياً: الدراسة والعمل والغناء والسهر ومستقبل الأُمّة. كان الواحد منّا يملك محركاً قوته 200 حصان في داخله. ولم نكن نعرف معنى التعب، بل يرفع الطالب منّا صوته في الهتاف حتى تبح حنجرته لكي يفوز بنظرات الإعجاب من الزميلات وحبيبة القلب. الحبيبة ذاتها التي صارت زوجة وأُمّاً للأولاد، لكنها لم تعرف كيف تضع فاصلاً مع الماضي.
أخذتني أعمالي ونسيت "الهتَّاف" الذي كنت. كبرت وتسلل الشيب إلى فودي واستدار كرشي ولم أعد أصلح للمسيرات والتظاهرات. وأتت السجائر على الحنجرة التي كانت تغني فتطرب وتهتف فيشتعل التصفيق. ألا تلاحظ باسمة كيف يتكيف زوجها مع كل زمن ومرحلة من العمر؟ ألا تفهم أننا لم نعد صغاراً ولا مراهقين وأنّ القضايا "المصيرية" لا تُحل بالصراخ؟ مازالت زوجتي تتطوع في أوّل كل تجمع، ومازالت تجمع التواقيع على بيانات الشجب، ومازالت تحتفظ في جارور ثيابها بعلم مطوٍ جيِّداً، يخرج من مكمنه عند الحاجة. أما أنا فلم أعد أطيق أن أكون زوجاً لمناضلة في زمن اللاقضايا، وزوجة تدخل مع ضيوفنا في جدالات سياسية عقيمة بدل أن تتكلّم معهم في الموسيقى أو في برامج التلفزيون. وعندما أقول لها رأيي وأعبر عن أنزعاجي من حماستها، ترد وهي ترفع حاجبيها تعجباً: "هل تريد تحويلي إلى جثة لا تشعر بما حولها؟".
- وضع المبادئ على الرف:
في لحظات الصفاء، اعتدت أن أسأل حسين: "هل تذكر أوّل مرّة رأيتني فيها؟". وكان يهب واقفاً، في حركة كوميدية، ويرفع يده راسماً علامة النصر، فأضحك من قلبي وأرفع اليدين، معاً، بعلامة النصر. إنّه النصر الذي مازلت أؤمن به وأنتظره ولن أتهاون فيه يوماً. لقد رآني زوجي، أوّل ما رآني، في تجمع للطلبة أمام بوابة الجامعة، يوم خرجنا نتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية وننتصر لنضال أهلنا في الأرض المحتلة. وكنت يومها محمولة على الأكتاف، فلم يلاحظ أنني أقصر منه ولا أبلغ مستوى كتفيه العريضتين القويتين. كنت حديثة العهد بالدراسة الجامعية. أما هو فقد كان في السنة النهائية، عملاقاً ذا صوت جهوري جعل منه رئيس فريق الهتافين في التظاهرات. هكذا أحببته وهكذا أحبني، في صفوف العمل الوطني وفي عز حماسة أيام الشباب الأوّل.. فكيف تفتر حماسته ولماذا مازالت الشعلة تتوقد في صدري؟
أعرف أنّ الشعارات لا تبني البيوت ولا تكسو الأبدان ولا تطعم الأطفال. وكان لابدّ لحسين من أن يلتفت إلى عمله ويبني حياتنا المشتركة حجراً حجراً. لكنني لم أتصور أن يصبح العمل قضيته الأولى، والفلوس همه الأكبر، وأن تتراجع الهموم الوطنية لكي تتحول إلى مادة للسخرية ومرادفاً لقلة العقل. إن زوجي لا يحب اندفاعي السياسي، ويريد مني أن أركن إلى الحياة المرفهة وكأن فلسطين قد تحررت، والأميركيين قد خرجوا من العراق، وزالت الحدود بين أوطان الأُمّة. هل هذا من حقه عليَّ كزوج؟ أنا لم أقصر في واجبات بيتي وأولادي، ولم أهمل احتياجات زوجي ورغباته، لكن الأنثى التي في داخلي هي إنسانة تنفعل مع ما يجري حولها ولا تستطيع أن تعيش عمياء في أُمّة تحتاج إلى كل عينين وكل ساعدين وكل عقل مفكر.
يتمنّى حسين لو أنني أذهب إلى حفلات عروض الأزياء، مثلاً، بدل أن أسهم في جمعية نسائية تجمع التبرعات لأهل غزة. إنّه يريد مني أن أطوي أحاسيسي الوطنية وأضعها في الثلاجة، وأن "أتركها لأولادنا" كما يقول، لأنّنا "كبرنا على الشعارات والهتافات والنضال"، وهو لا يدري كم يؤلمني بهذه العبارات، وكم يتضاءل ذلك العملاق الشاب أمامي فجأة، ويصبح أخطبوطاً يمد أذرعه لإلتقاط المكاسب والصفقات.
لقد أحببته عملاقاً في حماسته، وأحبني رافعة إشارة النصر. فهل يفرح إذا نكست أصابعي وصرت دمية بلهاء تتحفظ على أحاديث السياسة، لأنّها "لا تليق بسيدات المجتمع"، ولا تناسب الأُمّهات الوقورات؟
إنّ زوجي وضع مبادئه على الرف يوم أصبح رجل أعمال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://saiedepied.yoo7.com
سعيد بدوى
المراقب العام(مدير قسم الضرائب العقاريه)
المراقب العام(مدير قسم الضرائب العقاريه)
سعيد بدوى


علم بلدك : مصر
لونك المفضل : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Bvvnbv%20%2827%29
في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة 13197183651
ذكر

في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة   في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Emptyالجمعة 08 أكتوبر 2010, 9:27 pm

شكرررررررررررررا
موضوع ممتاز

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
droos
نائب المدير
نائب المدير
droos


علم بلدك : مصر
شخصية مفضله : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Ooouus10
دعاء : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Iuca_410
حيوان أو طائر تفضله : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Cat89110
لونك المفضل : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Supermamy-9ceb8af51e
في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة B7n54318
المزاج : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Image_134679825_8524
انثى
الموقع : منتديات صحبه دراسيه

في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة   في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2011, 1:30 pm

اقتباس :


الحاجة. أما أنا فلم أعد أطيق أن أكون زوجاً لمناضلة في زمن اللاقضايا، وزوجة تدخل مع ضيوفنا في جدالات سياسية عقيمة بدل أن تتكلّم معهم في الموسيقى أو في برامج التلفزيون. وعندما أقول لها رأيي وأعبر عن أنزعاجي من حماستها، ترد وهي ترفع حاجبيها تعجباً: "هل تريد تحويلي إلى جثة لا تشعر بما حولها؟".



لا أجد ما يضير فى هذا الحماس...ما دامت هذه هى...شخصيتها

وما دامت لا تتعارض ..كما ورد..مع إلتزاماتها

وما ضير التحدث مع الضيوف فى القضايا والمشكلات...اللهم إلا الغيره!!!1


اقتباس :



يتمنّى حسين لو أنني أذهب إلى حفلات عروض الأزياء، مثلاً، بدل أن أسهم في جمعية نسائية تجمع التبرعات لأهل غزة. إنّه يريد مني أن أطوي أحاسيسي الوطنية وأضعها في الثلاجة، وأن "أتركها لأولادنا" كما يقول، لأنّنا "كبرنا على الشعارات والهتافات والنضال"، وهو لا يدري كم يؤلمني بهذه العبارات، وكم يتضاءل ذلك العملاق الشاب أمامي فجأة، ويصبح أخطبوطاً يمد أذرعه لإلتقاط المكاسب والصفقات.
لقد أحببته عملاقاً في حماسته، وأحبني رافعة إشارة النصر. فهل يفرح إذا نكست أصابعي وصرت دمية بلهاء تتحفظ على أحاديث السياسة، لأنّها "لا تليق بسيدات المجتمع"، ولا تناسب الأُمّهات الوقورات؟




طبعا من حق كل زوج أن يتمتع بالحياة مع شريكة عمره (يدلع شويه ) وتدلع معاه

وهذا لا يتنافى مع ذاك...لوجود النشاط والحميه فيها





كل إنسان له هوايات وطبيعه متفرده

يجب على الشريك إن لم يساهم فيها ..على الأقل أن يحترمها

ومهم جدا وجود مساحه ذاتيه لكل منهما..وسط التعاون و الإرتباطات






قصه رااااااااااااائعه و ذات مغزى وهدف جميييييييييل

ويطول فيها النقاش




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sohba.ahladalil.com/
هنا جلال
مدير إدارى المنتدى
مدير إدارى المنتدى
هنا جلال


علم بلدك : مصر
شخصية مفضله : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة 1342907773303
دعاء : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة 1342907773642
في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة 133271191531
المزاج : في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة 1342907773271
انثى
الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية

في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة   في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة Emptyالثلاثاء 12 أبريل 2011, 9:19 pm

هذه مشكلة وظاهرة منتشرة فى مجتمعنا

اقتباس :
إن زوجي لا يحب اندفاعي السياسي، ويريد مني أن أركن إلى الحياة المرفهة
وكأن فلسطين قد تحررت، والأميركيين قد خرجوا من العراق، وزالت الحدود بين
أوطان الأُمّة. هل هذا من حقه عليَّ كزوج؟


نعم من حقه .. يجب أن تهتم الزوجة ببيتها واولادها والاهم زوجها .. هل تستطيع الزوجة أن تجمع بين كل هذه الاهتمامات دون التقصير فى أهم واولويات عملها .. لا أعتقد

يستطيع الزوج ان يظل خارج البيت طوال اليوم دون الاخلال بنظام البيت والاسرة ولكن هل تستطيع الزوجة البقاء لفترة طويلة وتسير الامور كما يراد طبعاً محال

نقطة اخرى

يرفض دائما الزوج أن تكون الزوجة مهيمنة على اي مجلس يجمعهم وهي نوع من الغيرة الطبيعية فهو لا يحب أن يسمع وبيشاهد أى اهتمام بزوجته خاصة من الجنس الاخر

أنا أرى إذا كانت الزوجة تريد حياة هادئة عليها أن تسير حسب مافرضه علينا الاسلام ومراعاة طبيعة الزوج

قصة ممتازة لانها من واقع حياتنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



منتديات هنا جلال التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي  إلى الثانوية العامة
ماما هنا

                    
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في بيتنا مناضلة/ قصة قصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد عبيد :: المنتديات الأدبية والثقافية :: قصص وروايات من الحياة-
انتقل الى: