أتيتك طالباً والوصل سؤلي .. أتيتك عازماً والقلبُ خالي

أتيتُك راجياً .. اتيتكُ باكياً .. أتيتك خائفاًً .. فغيرُك مالي

الخوف هذبني .. والذنب أرهبني .. والشوقُ غالبني .. والوصل عالي


إلهي سيدي من لي بوصلٍ .. يذيبُ من قلبي صدى الأغلالِ

أتيتك ظامئاً والوصل ريي .. أتيتكَ جائعاً إلى الآماليِ

سألتُك خالقي .. رجوتك مالكي .. نظراً لحالي

فُأنسي في الطريقِ إلى رضاكَ .. تجردي من أهلٍ ومالي

وقلبي في الوصول إلى حماكَ .. يذوب جميعه من شوقٍ حلالِ

رأيتُك خالقي في كل وصلٍ .. به تسمو النفوسُ بالأفضالِ

رأيتُك في قلوبٍ قد تفانت .. تدعوك سراً .. أياذا الجلالِِ

وجدتُك في سماء القلب تعلو .. سمواً وارتقاءً للمجالِ

عنِ الأشباه والأندادِ تسمو.. عن الأوصافِ والفِكر المُغالي

فيامن قد تنادى الكون جمعاً .. بإسمك قد علا مني مقالي

تهادى القلبُ في ذاتِ العلا .. وذاب حشايَ من وصف الجمالِ

فذكرك في خلايا القلب باتت .. تناديهِ الأباطحُ في ابتهالي

لخوفي من سكون هوى الليالي .. ينادى القلبُ روحي أي تعالي

من الأضغان والأحقاد صوني .. وصوني بالهدى أتقى الوصالي

وكوني في الأمورِ الجِدِ دوماً .. وخيرُ الجِد من خير الفِعالِ

سكونٌ قد بدا في القلب يسري .. يناجي الربُ في ظُلَمِ الليالي

رجوتكَ خالقي فوضتُ أمري .. يئِنُ القلبُ من داءٍ عُضالِ

إذا فكرتُ في بعدي وهجري ... رأيتُ الشوق كالماءِ الزُلالِ

يسيل على الإحساس يسري .. كماء النهر يسقطُ من تلالِ

فأرضُ القلبِ يكسوها نباتي .. وتحت النبتِ تصفرُ الرمالِ

فجوفُ الأرض يسكنه شعوري .. ويأنسُ بالبقاء مع انتقالي

إلى ملكوتِ ذكرٍ وابتهالٍ .. بخوف منكَ أرجو الإمتثالِ