من المفكره : برما وفن قراءة المقال

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

July 4th, 2012
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عمر طاهر

دار بيننا حوار طويل عبر الهاتف فى نهايته

قلت لبرما: سأرسل إليك مقالا ويهمنى أن تقرأه وأن أعرف رأيك،

فقال لي: هل توصينى بشيء معين؟، قلت له: سأوصيك بعشرة أشياء يمكنك أن تضعها تحت عنوان عريض

اسمه (فن قراءة المقال) فلدينا أزمة فى هذا الفن بالذات،

فقال: اتفضل..

أولا: لا تتقول على كاتب المقال.. أو بالبلدى (ماتقوّلهوش) ما لم يقله، هناك أساتذة فى هذا الموضوع

لديهم القدرة على التحوير، يتعاملون مع المقال على أنه أحد ألعاب الخداع البصرى

التى تنطوى على بُعد آخر لا يشبه ما تراه مباشرة.

ثانيا: لا تجعل حرصك على قراءة الكاتب يشغلك عن قراءة المقال أصلا.

ثالثا: لا تتوقع من الكاتب دائما أن يطرح حلولا للمشكلة التى يناقشها، مهمة الكاتب الأساسية أن يشخِّص المرض،

والتشخيص نصف العلاج، أما صرف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية فهو مهمة المتخصصين.

رابعا: لا تتوقع الكاتب، فإذا كنت أنت قارئا نمطيا فلا تحوله إلى كاتب نمطى،

كلما اجتهدت فى تصنيف الكاتب والإبقاء عليه فى حدود زاوية ما لا يجب أن يغادرها فأنت تخسره بالتدريج،

امنحه دائما خط رجعة فإذا ما تبين له خطأ ما فى آرائه تراجع عنها دون مشقة أو خوف من المزايدة،

وإذا ما كان الحق لا يشبه ما ينادى به دائما لا يتردد فى أن ينتصر له دون أن يسأل نفسه «الناس هتقول عليّ إيه؟»،

أقصى ما يمكن أن تتوقعه منه أن يكون أمينا مع نفسه وبالتالى معك.

خامسا: لا تأخذ الأمور على محمل شخصى، قد يكون لديك ثوابتك التى تعتز بها لكنها ليست فرضا على الجميع،

فإذا ما اقترب الكاتب من ثوابتك ممسكا أزميل التأمل وكشاف الفحص فلا تعتبرها إهانة لك.

سادسا: النفاق ليس كما يبدو لك دائما.. الثورية أيضا ليست كما تبدو لك دائما، أقول لك على حاجة؟

الكلام نفسه ينطبق على مناقشة أمور الدين.. وحتى تريح نفسك لا تقرأ مقالا واحدا لكاتب بمعزل عن تاريخه كله

حتى تتبين بصدق ودون تسرع أين يقف فى هذه اللحظة.

سابعا: لا تبحث عند الكاتب دائما عن إجابات نهائية لمسألة ما، مهمة الكاتب الأولى أن يفكك الأفكار المتشابكة والمحيرة

فتصبح أكثر وضوحا، الكاتب يفكر معك بصوت عال ويحدِث ما يشبه العصف الذهنى الذى يفيد الطرفين،

الإجابة النهائية لمثل «هتنتخب مين فى الرئاسة؟ مثلا» تبدو فى غير محلها إذا لم يحن وقتها المناسب

وستكون الإجابة النهائية قبل ذلك الوقت مربكة.

ثامنا: لا تعامل المقال معاملة «تصحيح الواجب».. يقول الشاعر:

قلت له هناك سمك يُخرِج نارا
فقال كاذب فالماء يطفيه
قلت له هذا كلامى فَخُذْه أو خلّيه.

تاسعا: لا تقتطع من سياق المقال لتحكم على الكاتب وتدينه عن عمد هو وما يقوله، السياق هو المقال كله أو الكاتب كله،

واجتهد أن تكون الدقائق التى ستقرأ فيها المقال مناسبة للتخلص المؤقت من عدوانية ما قد تليق بك

إذا كنت تشترى صينية كنافة من محل حلويات ونسى البائع نفسه لكنها لا تليق بك وأنت تتعامل مع الأفكار.

عاشرا: عليك دائما أن تكمل ما بين السطور،

هناك فراغات لا بد من وجودها عن احترام لعقلك لا عن عجز مهنى.

كان برما منصتا باهتمام وما إن أنهيت كلامى حتى قال: أخشى أنك بهذا الكلام «تتشرط» على القارئ،

فقلت له: أتلقى طوال الوقت من القارئ ما يفيدنى فى عملى من توجيهات وتصويبات ولفت نظر

فما المانع فى أن نتبادل الأدوار قليلا ربما يكون ذلك مفيدا له، ثم إن القارئ أيضا «يتشرط» على الكاتب

ويتوقع أن يضع إصبعه فى أذن الكاتب فيصفق وهو يلف حول نفسه

قائلا «بابا.. ماما»، لكننى فى هذه الحالة بالفعل لا أتشرط.

قال برما: أنا لا أحب أن أقرأ شيئا تحت سطوة كتالوج للقراءة،

فقلت له: هذا كتالوجى الذى أقرأ به أنا شخصيا «فَخُذْه أو خلّيه».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

اقتباس :: قلت له هناك سمك يُخرِج نارا
فقال كاذب فالماء يطفيه
قلت له هذا كلامى فَخُذْه أو خلّيه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

منتديات هنا جلال التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة
ماما هنا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]