droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة16 (منتديات سعيد عبيد) الإثنين 16 أبريل 2012, 7:23 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ذهبتُ فى اليومين التاليين إلى الميدان أستيقظ فى الصباح وآخذ بعض الماء والطعام وأشدّ الرحال حتى هناك وأظل مع المتظاهرين حتى الرابعة بعد الظهر قضيت الثلاثة عشر يوما التالية بين مصر الجديدة والتحرير. صمّم اللواء القطان أن أظل بعيدا عن القصر -خلال هذه الفترة- التى لم نكن نعرف إلى متى ستستمر. حصل لى على إجازة مفتوحة بذريعة العناية بأمور العائلة بعد وفاة أمى، وطبعا لم يكن أحد فى الرئاسة ليهتمّ فى ذلك الوقت بمن جاء ومن غاب. قصصت على ندا ما رأيته فى الميدان، واستقبلَت ما قلتُه باهتمام لكن دون حماس. سألَت بعض الأسئلة عن الإخوان المسلمين وما إن كنتُ لاحظت وجودا ملموسا لهم فى الميدان، وكيف يأكل المتظاهرون ومن أين يأتون بالمال. هذا النوع من الأسئلة المرتابة، لكن دون اتهام محدَّد. دعوتها للمجىء معى فى اليوم التالى فاستبعدَت الفكرة، مفضِّلة البقاء فى المنزل للعناية بك، ولأن المنطقة كانت تحت حراسة شديدة ولم تُرِد المخاطرة بالخروج منها وتعريضك أو تعريض نفسها لأى من المخاطر التى تسمع عنها فى وسائل الإعلام. ذهبتُ فى اليومين التاليين إلى الميدان، أستيقظ فى الصباح وآخذ بعض الماء والطعام وأشدّ الرحال حتى هناك، وأظل مع المتظاهرين حتى الرابعة بعد الظهر، موعد حظر التجوُّل، فأعود إلى البيت. لم يكن أحد يحاول فرض حظر التجوُّل، واستمرت السيارات والناس فى التجوال بعد هذا الوقت، لكن أمك كانت قلقة لدرجة لا تسمح لى بالبقاء خارج البيت بعد هبوط الظلام. يوم 31 يناير قال لى اللواء القطان إن هناك أصواتًا تنادى باستخدام القوة لفضّ المظاهرات والقبض على أكبر عدد من المحرِّضين عليها ومنظِّميها، إلا أنه شخصيًّا، وآخرين، مقتنعون بعدم جدوى استخدام العنف وبضرورة التوصُّل إلى حلّ سياسى، لكن المشكلة فى من يمثّل المتظاهرين. واقترح علىّ الحديث إلى عزالدين ومحمود و«أصدقائى» فى الميدان لمعرفة ما إذا كان هناك استعداد لتفويض أحد أو مجموعة للتفاوض باسم المتظاهرين. وافق عزالدين فى حين استبعد محمود الفكرة تماما. قضينا النهار نتنقل من خيمة إلى أخرى داخل الميدان. الخيمة التى تتّسع لشخصين تضمّ سبعة. اختار محمود وعزالدين عددا محدودا من الشباب يثقون بهم، وقدمونى لهم. تَصلّبوا فور سماعهم بجهة عملى وبدوا غير راغبين فى الحديث. لكنهم ضغطوا على أنفسهم ربما بسبب وجود محمود الذى يعرف الناس كلهم فى الميدان ويعرفونه. نتحدث همسا كيلا يسمعنا مَن فى الخيام الملاصقة. نتناقش مطولا، ثم ننتقل إلى مجموعة مختلفة، وفى كل مرة نسمع نفس الكلام، هناك مقترحات كثيرة، بعضها جنونى، لكن معظمها معقول ومقبول للشباب وللمتظاهرين. وظلت المشكلة أن لا أحد يملك التفاوض باسم الميدان؛ لا يمكن. ومحمود يهزّ رأسه ولسان حاله يردّد: ألم أقل لكما ؟ حاولنا طوال النهار، وفى حين وجدت نفسى ألوذ بالصمت فور رفض الشباب للفكرة، فإن عزالدين واصل محاولة إقناعهم. وهم يردون بعدم رغبتهم فى التفاوض: يرحل. يقول لهم غير الرحيل هناك كثير مما يحتاج إلى التفاوض، لكن الشباب يرفض. لا أحد يتحدث باسم أحد هنا. والحل؟ سألت، فأجابوا، فى كل مرة، مطالبنا واضحة، ولن نرحل قبل أن يرحل النظام. شرح محمود لنا الوضع كما يراه: مجموعات كثيرة من الشباب وغير الشباب تنتمى إلى توجُّهات سياسية وفكرية متباينة، وكثير منها غير مسيَّس أصلا، ولا شىء يجمعهم سوى المطالب السلبية: رحيل رأس النظام، إلغاء مباحث أمن الدولة، إلغاء الحرس الجامعى، أشياء مثل هذه. كذلك هم لا يثقون بأحد، ولا يمكنهم أن يفوِّضوا أحدا. سألته عن الحل فردّ بأنه ليس هناك مشكلة تقتضى الحل؛ هذه ثورة، وهكذا تكون الثورات. لكن عزالدين لم يعجبه هذا الحديث، ففى نظره الشباب يخاف من الإخوان المسلمين، الذين يمنعون أى محاولة لبناء توافق على فكرة أو مطلب داخل الميدان، لأنهم يريدون الميدان كما هو، مجرد أداة للضغط، فى حين تأتى الرؤية من عندهم هم، جاهزة، ويكون التفاوض معهم هم. وهذه مشكلة، وتحتاج إلى حل. وما الحل؟ بناء توافق من خلال التفاوض. وهكذا، أخذ عزالدين على عاتقه هذه المهمة. وظللنا يومًا آخر نتنقل من خيمة إلى خيمة، ومن اجتماع فى بيت غريب بوسط البلد إلى اجتماع آخر فى بيت غرباء أُخَر، ندخل ونُلقِى التحية فنجد ثُلَلا من البشر الذين لا أعرف منهم أحدا، طبعا، ويعرف عزالدين بعضهم فقط، ثم ننزوى مع شخص أو اثنين فى غرفة، أو شرفة، ونبدأ الحديث. أصعب أنواع التفاوض ذلك الذى يتم مع عدد لا نهائى من الأطراف: تجلس مع أربعة، وبعد نقاش مجهد تتوصلون إلى اتفاق، لكن هؤلاء الأربعة لا يمثلون سوى جزء من المشهد، ومن ثم فعليك أن تجد الآخرين، مجموعة مجموعة، حتى تصل إلى اتفاق أو شبه اتفاق. يبدو الأمر عبثيًّا، لكنه الطريقة الوحيدة لخلق إجماع بين مجموعات متناثرة. ثم توصلنا إلى ملامح عامة لاتفاق، وأبلغتها للقطان فى المساء. وفى اليوم التالى بدا أن بعض بنود هذا الاتفاق بدأ يجد طريقه للتنفيذ. لكن اليوم التالى لذلك شهد هجوم الجِمال على الميدان ومَن فيه. لم أكن فى الميدان حين حدث الهجوم، وعلى الفور اتصلت باللواء القطان فوجدته مُحبَطا مما حدث، وقال إنه ترك مكتبه فى الرئاسة وعاد إلى البيت احتجاجا. لكنه عاود الاتصال فى الصباح التالى وقال إن ما حدث محاولة ممن يحبّذون استخدام القوة لوقف إدخال أى إصلاحات جذرية لأنها ستضرّ بهم وبخططهم للمستقبل، هؤلاء هم منظمو حملة الجِمال. ثم طلب منى العودة إلى الميدان للمحاولة مرة أخرى، مؤكدا أن أنصار استخدام العنف داخل النظام قد تمّ تهميشهم بعد فشل هجوم الجِمال المزرى. يتبـــــــــــع | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| |
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة16 (منتديات سعيد عبيد) الجمعة 20 أبريل 2012, 1:11 am | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|