droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة10 (منتديات سعيد عبيد) الثلاثاء 10 أبريل 2012, 3:06 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] April 10th, 2012 عندما عدت إلى المكتب من راحة بعد الظهيرة استدعانى العميد القطان الذى أصبح الآن يعمل فى السكرتارية الخاصة وجدته ثائرا ووجهه أكثر حمرة من أى وقت رأيته فيه انفجر فىّ حين رآنى كنت خارجا من المكتب بعد يوم عمل طويل متوجها إلى المنزل، ومع أن منزلنا يقع على بعد خمسمئة متر من المكتب فإنى كنت أتنقل بينهما فى سيارتى الصغيرة، لا تسألنى لِمَ. خرجتُ من المكتب إلى شارع الخليفة المأمون وكانت الساعة تشارف على التاسعة حين لمحتها واقفة على الجانب الآخر من الطريق. اضطربتُ حين رأيتها: لم أكن أعرف ماهية مشاعرى إزاء عفاف؛ ليست حبا، ليست مثل مشاعرى أيام داو مينج، بل شىء آخر لم يتحدد بعد. أريد القرب منها، والبقاء معها، ولو لم نقُل شيئا. حين تظهر تملك علىّ حواسّى كلها: تسيطر حركتها على انتباهى، ووقفتها، وجلستها، ومشيتها. كل شىء يتعلق بها يهزّنى. ليس حبا، بعد، لكن سَمِّهِ افتتانا. لم يحدث لى أن فُتنت بامرأة بهذه الطريقة من قبل، ولم أدرِ ماذا أفعل. لكنى حين أراها أقع تحت تأثير اللحظة وأصبح أكثر قابلية للمغامرة، وهذا أيضا جديد علىّ. عبرت بسيارتى ناحيتها وتوقفت أمامها مدعيا أنى -لمحاسن الصدف- ذاهب لزيارة أصدقاء لى فى ميدان الجيزة، وعرضت توصيلها. ابتسمت وركبَت، وأصابنى شىء بمجرد جلوسها بالسيارة بجواري، كأن وهجا يصدر منها. كان الطريق طويلا ولا أعرفه جيدا، فأنا لا أذهب إلى هذه المناطق مطلقا، ولا أحسبنى عبرت شارع السودان من قبل. وبين اضطرابى من القيادة فى طرق مجهولة وشعورى بوهج يلفحنى من هذا الوجود الطاغى بجوارى دخلت فى حالة من الاضطراب العامّ المصحوب بجرأة غير محسوبة. كأنى ثمل قليلا. تَولّت دفة الحديث فتجاوزتُ ترددى التقليدي، سألتنى عن أسرتى ومن أين أتيت وأين تعلمت وما إلى ذلك، وراعنى إلى أى مدى كانت قصتى قصيرة وغير مثيرة! سألَتنى عن البنات فى الصين فلم أقل شيئا، وأظن أنّ وجنتى احمرّت؛ على الأقل هذا ما اتهمَتنى به. ثم بدأت هى تحكى قصتها دون سؤال منى، ثم تتوقف لتسألنى إن كانت تُضجِرنى. لم تُضجِرنى البتة، بل أذهلتنى بعالمها الذى لم أكن أعرف عنه شيئا، تقريبا. عفاف تعيش مع أمها وأخيها وأختها فى شقة صغيرة ببيت متواضع من ثلاثة أدوار فى أرض اللواء. أبوها المتوفَّى كان صولا فى الجيش، وعمل سائقا لأحد القادة حتى بلوغه سن المعاش، ومن خلال هذا القائد وجد لها وظيفتها فى الرئاسة عندما تخرجت فى المعهد التجارى. ضحكت وقالت إنها أكثر أفراد العائلة نجاحا. فأخوها حسن الذى أنهى دراسته بأحد المعاهد عاطل عن العمل منذ ثلاث سنوات، وأختها ميرفت ما زالت فى المدرسة الثانوية وتشقُّ طريقها بخطًى أكيدة نحو الانحراف. جفلْتُ، ولاحظَت انزعاجى فأردفت ضاحكة أنها تمزح، فالبنت ما زالت فى الرابعة عشرة، لكنها لا ترى عليها اهتماما بشىء غير الأولاد وجمالها، وتكاد ترسب كل عام لولا تدخُّلات الأسرة بالهدايا والرشوة المقنعة فى صورة دروس. سألتها عن أمها فقالت إنها ست بيت، لكنها اضطُرت إلى العمل بعد تقاعد أبيها لأن المعاش لم يكن من الممكن أن يوفى باحتياجاتهم، ولأنها ست بيت بلا أى مؤهلات فقد عملت بعض الوقت فى تنظيف البيوت وأيضا فى عمل الجبن والزبادى وبيعهما. مالت علىّ ضاحكة وهى تتصنع الجدية وقالت إنها قد باحت لتوّها بسر الأسرة الكبير، فقد ظلّت أمها تُخفِى موضوع التنظيف بالبيوت هذا عن الكل، خصوصا الجيران، بل إن حسن نفسه لم يعرف به إلا متأخرا فى خناقة مع أمه بسبب النقود. أما الزبادى والجبن فقد كانت الأم تبيعهما فى الشارع لكن الفتوات الذين يسيطرون على الحى طردوها بعد أن رفضت زيادة «الأرضية» التى تدفعها لهم كل شهر. وانتهى بها الأمر إلى أن تعمل لحساب أحد محلات الألبان من الباطن. لم يعِش الأب طويلا بعد تقاعده، وبعد وفاته كان مرتب عفاف قد تَحسَّن، فتوقفت الأم عن العمل فى البيوت كى تعتنى بحسن وميرفت، وإن استمرت فى بيع الجبن والزبادى من خلال محل الألبان المجاور. لم أعرف ماذا أقول ولا كيف أردّ. لِمَ تحكِ لى كل هذه الأمور الشخصية؟ وكيف تحكيها بهذه البساطة؟ لم يبدُ عليها أنها متأثرة أو تشعر بأن هذه الحياة معاناة من نوع خاص، بل على العكس، كانت تضحك وسط القصة، على نفسها وأهلها وأحوالهم. أما أنا فلم أعرف أحدا مثلها من قبل. لم أعرف أحدا رسب فى المدرسة، أو ذهب إلى مدرسة فنية أصلا. وعمرى ما أخذت درسا خاصا، أو ورد بخاطرى أن المدرس أو الناظر يمكن رشوته. كان لى زملاء فقراء فى المدرسة وفى أولى سنوات الجامعة، لكن لا شىء مثل هذا الذى تحكيه. كما أن اختلاطى بالآخرين -فقراء كانوا أم أغنياء- كان محدودا. عشت فى بيتنا بالمنصورة ثم بمدينة نصر ثم بكين ثم روكسى دون التوغل فى حياة الناس الأبعد عن دائرتى المباشرة، وفى دائرتى المباشرة لم يكن هناك شىء كهذا. يتبـــــــــــع | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| |
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة10 (منتديات سعيد عبيد) الإثنين 16 أبريل 2012, 6:41 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|