اللعب بالاحتياطى .. وتحليل للمرشحين

April 10th, 2012

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
د. عماد جاد



قبيل إغلاق باب الترشح على منصب رئيس الجمهورية بساعات قليلة تقدم أربعة مرشحين، أبرزهم جميعا اللواء عمر سليمان،

ورئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسى، والدكتور صفوت حجازى الداعية الإسلامى المنتمى إلى التيار السلفى.

وراء كل مرشح من هؤلاء قصة، والقصص الثلاث بينها خيوط وروابط، وحلفاء الأمس بدؤوا فى اللعب على المكشوف

بعد أن تضخمت الخلافات إلى درجة تجاوزت أى قدرة على الضبط، كثيرة هى المؤشرات الدالة على وجود صفقة بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين،

والتيار السلفى مكون طبيعى فى صفقات من هذا النوع، هذه الصفقة عبارة عن تبادل منافع ومصالح تساعد قوى الإسلام السياسى العسكر

فى تمرير المرحلة الانتقالية، ضبط إيقاعها، مواجهة القوى الثورية، مقابل الحصول على أحزاب مرخص لها بأساس دينى وإطلاق يد هذه الأحزاب فى العمل،

ومنها تلقى الأموال من الخارج دون جلبة أو ضوضاء، ناهيك بتنحية القانون جانبا فى هذه القضية وغيرها من القضايا المرتبطة بقوى الإسلام السياسى.

وبدا واضحا أن المكون الثانى للصفقة يمنح المجلس العسكرى حق تسمية المرشح الرئاسى الذى تصوت له قوى الإسلام السياسى

فيصير مرشحا توافقيا. سارت الصفقة وفق ما هو مقدر لها، إلى أن دخل الشيطان طرفا ثالثا فى العلاقة بين المجلس والجماعة،

فبدأت الأخيرة تشك بقوة فى مخطط المجلس العسكرى باستخدام الحكومة لعرقلة أى إنجاز لمجلس الشعب. ثار الإخوان

وقرروا الإطاحة بحكومة الجنزورى وأن يتولوا تشكيل الحكومة، وهو ما رفضه المجلس العسكرى، مذكرا الجماعة بالإعلان الدستورى

الذى سبق وقادت حملة ضخمة لإقناع بسطاء المصريين بأن قول «نعم» يعنى الحفاظ على المادة الثانية من الدستور،

وذلك فى أكبر عملية خداع تعرض لها المصريون بعد خداع السادات لهم عام ١٩٨٠، مستخدما نفس المادة لفتح دورات تولى رئاسة الدولة

بعد أن كانت محددة بدورتين فقط. عندما وقع الصدام بدأ اللعب على المكشوف، سحب الإخوان وعدهم بدعم المرشح الرئاسى التوافقى،

وعندما تصاعد الخلاف وصل إلى تبادل التهديدات الصريحة (مصير مبارك والقذافى مقابل التذكير بتجربة ١٩٥٤)

هنا لوح المجلس العسكرى بإمكانية حل مجلس الشعب، فخشى الإخوان أن يصبحوا فجأة دون سلطة، فالمجلس قد يُحل،

والحكومة بدأت تتحدى المجلس وتؤكد أنها باقية فى مواقعها، وهنا جاء قرار الإخوان بالترشح على منصب الرئيس،

ويبدو أن المجلس العسكرى عمل على تيسير المهمة للجماعة، فقرر رفع القيود القانونية التى تحول دون ترشح الشاطر،

فترشح الرجل فى وقت استمر فيه غموض موقف الجنرال سليمان. تدريجيا بدأت الأوراق تتكشف، فمرشح التيار السلفى القوى حازم أبو إسماعيل

تأكد أنه فاقد لأحد أبرز شروط الترشح وهو جنسية الوالدين المصريين، فالسيدة والدة مرشح التيار السلفى حصلت على الجنسية الأمريكية عام ٢٠٠٦.


يتبــــــــــــــع