droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة4 (منتديات سعيد عبيد) الخميس 05 أبريل 2012, 2:20 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عندها فهمَت داو مينج أن أمرا يجرى وأنى أخفيه عنها.. ظلت تحدق إلىّ بعينيها الضيقتين مرتابة لكنى صمدت ولم أفصح عن شىء عن صواريخى ولا عن مشروع تحويلى إلى مترجم رئاسى فى القاهرة أحيانا أفكر أنى لو كنت ذهبت مع داو مينج إلى السينما مثلما اقترحت علىّ فى ذلك المساء لعدت إلى منزلى فى الثانية عشرة وما التقيت ضيوف أبى العسكريين ولا جرى أى مما جرى بعد ذلك. وأحيانا أظن أن كل ما جرى كان لا بد أن يحدث، سواء قابلت أحمد القطان هذا المساء فى صالون أبى أو قابلته فى مصر بعدها بشهر أو بسنة. فى كل الأحوال، تقدمت على السجادة السميكة وأنا أحاول السير بخطى ثابتة وسلمت على الضباط المصريين الزائرين ثم على الضباط الصينيين. قال أبى شيئا عن إتقانى اللغة الصينية فأبدى الجميع اهتماما زائفا من باب المجاملة كأنهم لا يصدِّقون. شعرت بالإهانة، ولما تَكلّم المترجم الصينى بالعربية ليترجم للزوار شيئا قاله رئيس الوفد الصينى صححت له ترجمته. نظر إلىّ وهزّ رأسه بشدة فشرحت له بالصينية أين أخطأ. وكان هذا كافيا للفت انتباه المسؤول الصينى الذى سألنى -بالصينية- إن كنت أتحدث الصينية، ثم بدأ يتوغل معى فى الحديث تدريجيا. استغرقت المحادثة خمس دقائق كاملة صمت فيها الجالسون فى الصالون جميعا. أنهى المسؤول حديثه معى والانبهار يشع من عينيه، ثم قام واقفا وانحنى وسلم علىّ بيديه الاثنتين بحرارة شديدة. شكرته، والتفتُّ إلى أبى الذى كانت أوداجه قد انتفخت من الفخر والتأثر، ولمحت بطرف عينى نظرات الاهتمام لدى الضيوف الزائرين، فحييت الجميع برأسى وانسحبت بهدوء إلى غرفتى. قرب منتصف الليل سمعت أصواتَ آخِر الضيوف وهم يغادرون، ثم جاء أبى بنفسه إلى غرفتى. دخل وسار حتى مقعدى، وقبَّلنى على رأسى، ثم طلب منى الاستيقاظ مبكرا للذهاب معه إلى المكتب وحضور جلسة مفاوضات هامَّة مع الوفد الزائر، لأنهم يريدون أن يتأكدوا من دقة ما ينقله إليهم المترجم الصينى. وهكذا، بدأت سلسلة الأحداث التى ستقودنى حتى قمرة السفينة التى أكتب لك منها هذه الرسالة. حدث كل شىء بسرعة بعد ذلك. حضرت فعلا مع أبى والوفد الزائر جلسات المفاوضات التى اتضح أنها لشراء صواريخ صينية. وكنت مبهورا بما يحدث حولى وبأنى أشارك فى ما اعتقدت وقتها أنه عمل حساس وخطير. نبه علىّ نائب رئيس الوفد، العميد أحمد القطان، أن لا أذكر حرفا مما سمعته لأحد، ولم يكن به حاجة إلى ذلك، فقد كنت من فرط انبهارى مستعدا لاعتبار كل ما دار سرّيّا، حتى حين سألتنى أمى فى المساء إن كنت قد أكلت شيئا طوال اليوم لم أردّ، ونظرت إلى أبى فى انتظار التعليمات. حضرت معهم هذه المناقشات لمدة أربعة أيام، لم أذهب فيها إلى لجامعة ولم أرَ داو مينج. وبعد رحيل الوفد قال لى أبى إن العميد القطان يعمل فى حرس الرئيس، وإنه قد وعده بتعيينى مترجما فى الرئاسة حين نعود إلى مصر وأتخرج من الجامعة فى العام التالى. انتابتنى مشاعر متناقضة، فأنا لم أفكر يوما فى العمل بمكان فى مكانة وخطورة رئاسة الجمهورية، وبالقطع لم أكن أنوى العمل مترجما. كل ما أردته هو دراسة الفلسفة لأطول فترة ممكنة، ثم تدريسها بعد ذلك فى إحدى الثانويات. وكانت فكرة البقاء فى الصين تساورنى منذ شهور، وحدثتنى داو مينج عن منح دراسية للأجانب يمكننى الحصول على إحداها إن تحمس لى أى من أساتذة القسم الكبار. وبدا ذلك الحلم فى متناوَل اليد، خصوصا مع تمكُّنى الباهر من اللغة، أظل فى بكين، مع داو مينج، وأدرس الفلسفة الصينية. لكن تجربة الصواريخ التى مررت بها لتوِّى، وشعورى بأنى جزء من شىء خطير وشديد الأهمية، والتبجيل الذى أحاطتنى به صفية وأمى، وتعامل أبى معى كأنى زميل له، والاحترام الذى أظهره كل هؤلاء الضباط ببزّاتهم العسكرية المهيبة، وتخيُّل القصر الرئاسى والجلوس بالقرب من الرئيس -عند أذنه بالضبط-… كل ذلك كان له مفعول السحر. حين التقيت داو مينج فى صباح اليوم التالى جرَت ناحيتى واحتضنتنى بشدة. قلقَت لغيابى طوال الأيام الأربعة الماضية، لم يكن لديها تليفون فلم أستطع إخبارها. قلت لها إنى انشغلت فى ترجمة أشياء لأبى فى المكتب. لم أحب أن أكذب عليها ولكنى لم أكن لأفشى سر الصواريخ. غضبَت لاختفائى غير المبرر ولقلقها دون داعٍ علىّ، لكن غضبها تلاشى سريعا. أنا الذى ظللت مشتَّتا، وحتى زيارتنا للمدينة المحرمة لم تفلح فى القضاء على تشتتى. عندها فهمَت داو مينج أن أمرا يجرى، وأنى أخفيه عنها. ظلت تحدق إلىّ بعينيها الضيقتين مرتابة، لكنى صمدت ولم أفصح عن شىء عن صواريخى، ولا عن مشروع تحويلى إلى مترجم رئاسى فى القاهرة. لكن كل ذلك تلاشى بعد عدة أسابيع من رحيل الوفد وعودتى إلى روتين الجامعة والمدينة المحرمة. وذات يوم جاءت داو مينج وهى متوهجة من السعادة وأخبرتنى بين أنفاسها المتقطعة من الركض أن رئيس القسم شخصيا سألها عنى وأشار إلى ضرورة استمرارى فى الدراسة ما دمت محبا للفلسفة الصينية إلى حد المواظبة على دروسها عامين دون أن أكون مضطرا إلى ذلك. ابتسمتُ مجاملا ومتسائلا عن أهمية هذا الكلام، فهزت رأسها فى لوم مؤكدة أن ذلك معناه منحة دراسية من التى حدثتنى عنها، وحثَّتنى على طلب موعد معه ومفاتحته فى الأمر. لكنى قبل أن أفاتحه هو فاتحت أمى، فشحب وجهها فورا وصمتت. صفية أعجبتها الفكرة، لكنها استبعدت موافقة الأب عليها، خصوصا فى ضوء الوظيفة التى تنتظرنى فى القاهرة. ظللت أسابيع مترددا فى مفاتحته فى الأمر، ورد فعل أمى ىءينبئ عمَّا يمكن أن يقوله أبى. كتبت لعز الدين عن المعضلة، وجاء رده سريعا، يزن كل اختيار بمميزاته وعيوبه ويحاول الجمع بينهما، مقترحا أن أبدأ بوظيفة القاهرة وأؤجل المنحة عاما، وإن لم تعجبنى الوظيفة فى القصر الرئاسى أتركها وأعود إلى بكين. ماذا عن داو مينج؟ لم يقل شيئا. ذهبت لمقابلة البروفيسور للتأكد مما قالته داو مينج، وفعلا أكد لى إمكانية توفير هذه المنحة -التى يُشرِف بنفسه على اختيار الحاصلين عليها- إن نجحت فى بعض اختبارات اللغة والفلسفة وحصلت على شهادة الليسانس من جامعتى هذا العام. يتبــــــــــــع | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| |
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة4 (منتديات سعيد عبيد) السبت 07 أبريل 2012, 6:36 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة4 (منتديات سعيد عبيد) الأحد 10 يونيو 2012, 5:46 pm | |
| | |
|