droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة3 (منتديات سعيد عبيد) الخميس 05 أبريل 2012, 2:06 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سألتك مرتين أو ثلاثا إن كنت قد صادقت فتاة أو أحببت، واعتراك خجل وغمغمت بالنفى. غير أنك حدثتنى بعد ذلك عن فتيات أحببتهن وأنت أصغر سنا كان اسمها داو مينج. وحين قبَّلَتنى أول مرة شعرت وكأن الجنة قد هبطت علىّ. ظللت بعدها جالسا دون حراك، ساهما أنظر إلى وجهها القريب من وجهى. لم تضحك ساعتها أو تُشِح بوجهها، ولم تغطِّ فمها بيدها. فقبَّلتُها ثانية مطولا، أنا الذى لم أكن أعرف عن القبل غير ما رأيته فى الأفلام. بالكاد ثمانية عشر عاما، أى أصغر منك الآن بعامين. ماذا عنك أنت؟ سألتك مرتين أو ثلاثا إن كنت قد صادقت فتاة أو أحببت، واعتراك خجل وغمغمت بالنفى. غير أنك حدثتنى بعد ذلك عن فتيات أحببتهن وأنت أصغر سنا. حين كنت فى السادسة عشرة حدثتنى عن تلك التى أحببتها فى المدرسة الإعدادية، وذكرت لى منذ شهور شيئا عن تلك التى أحببتها فى المرحلة الثانوية. لم تواتِك الجرأة قَطّ أن تحدثنى عن حبٍّ حالَ وقوعِه. حاولت أن أعطيك بعض النصائح، وأذكر أنك استمعت إلى متظاهرا بعدم الاهتمام. لم تردّ، فقط استمعت، ولم أضغط عليك، لكنى أريد أن أقول لك الآن: حين تقع فى غرام فتاة قبِّلها على الفور ولا تنتظر. لا شىء يدعو إلى الانتظار، ولا تخش شيئا، فسأدافع عنك من علٍ. واعلم أن كل الناس مثلك، تحب وترغب فى وصال من تحبه. لا تتوارَ، فكلنا يا صديقى نمر من هذا الباب. أظن أن أبى كان يعرف بأمر داو مينج، وربما أمى. لكن لم يقُل أيهما شيئا عن الموضوع. كان سلوكى عاقلا بشكل عامّ: لا تأخير مبالَغ فيه خارج البيت، ولا مغامرات أو مشكلات. لم أدخن أو أكذب أو أسرق أو أتشاجر مع أقرانى، وكنت متفوقا فى دراستى بالجامعة بمصر. لكن موجات السعادة العارمة والبؤس الشديد لا بد أنها قد فضحت أمرى وتسببت فى ابتسامات غامضة من جانب أمى وهزّات رأس متبرمة من جانب أبى. وعلى كل حال، فقد كان لداو مينج أثر إيجابى لا يمكن لهم إنكاره، فقد تحول إتقانى المتزايد اللغة الصينية إلى مفتاح سحرى لأبواب بكين المغلقة عادة أمام الغرباء. تدريجيا بدأت آخذ أمى وصفية أختى إلى أسواق ومحالَّ تبيع كنوزا بأسعار لم تصدقاها، وانبهرتا بحواراتى مع الباعة، وانبهر الباعة أكثر بهذا الأسمر النحيل الطويل الذى يتحدث مثلهم. كل هذا من صنع داو مينج، دليلى وملاكى الحارس. استدعانى أبى ذات مرة إلى مكتبه وسألنى بتردُّد إن كنت أستطيع مساعدتهم فى إجراء بعض المعاملات الإدارية والمالية مع مقاولين ومع السلطات المحلية. وقد كان، وتحولت إلى بطل شعبى صغير للمكتب العسكرى. ثم قدمنى أبى للسفير وهو يتعشى عندنا فاهتمّ بى اهتماما كبيرا وقال إنه سمع أنى آتى بمعجزات، ثم حذّرنى من نية أبى إلحاقى بكلية عسكرية بعد تخرُّجى. مال علىّ مبتسما -وأنا أتلعثم فى خجلي- واقترح علىّ تحضير نفسى بدلا من ذلك لاختبار القَبول بوزارة الخارجية. لكِ لله ياداو مينج: هل كانت تعلم أنها تحفر بيدها حفرة ستبتلعنا نحن الاثنين؟ لم يكن لدىّ من أحكى له عن داو مينج سوى صديقى عز الدين فكرى. نعم، هو هو عز الدين فكرى الذى تعرفه. سأخبرك بكل شىء فى حينه. زاملت عز الدين فى مدرسة «ابن لقمان» الإعدادية بالمنصورة، وتصادقنا من أول يوم، وظللنا نتقاسم المقعد الخشبى العريض وأوقات الفسح والمؤامرات والمعارك واللعب والكلام طوال أعوامنا الثلاثة بالمدرسة. ثم انتقلنا معا إلى الثانوية العسكرية الواقعة فى نفس الشارع، وقضينا سنوات تكويننا الأساسية معا، صباحا ومساء. كان عز الدين يتيما يعيش مع خالته، وهى نفسها بلا أهل فى المنصورة، هاجرت من الإسماعيلية أيام الحرب ولم تعُد إلى بلدها. حين أتى إلى بيتنا أول مرة أحبَّته أمى على الفور، وعاملته -هى وصفية أختي- باعتباره فردا من العائلة. عمك عمر، الذى كان يعاملنى باعتبارى «الأخ الصغير»، بدا عليه بعض الضيق من هذا الوافد الغريب، أعتقد أنه غار من صداقتنا القوية ومن اهتمام أمى به. وكان أبى فى تلك الفترة يغيب أياما طويلة فى الجيش (لم أكن أعلم أين هو، كلما سألته أو سألت أمى أين هو قالا: فى الجيش). أيا كان الأمر، بين المدرسة فى النهار والجلوس فى بيتنا أو التسكع على النيل فى المساء، تَفتَّحنا على العالم معا، وفتح كلانا قلبه للآخر وصرنا كأننا أخوان توأمان: على شكرى وعز الدين فكرى. كان حالما وهادئا مثلى، مشغولا بالأفكار والكتب وحال العالم أكثر مما هو مشغول بالأشياء التى يهتمّ بها المراهقون فى سننا، أو هكذا قررنا. ولكنه كان أكثر إقداما منى وأكثر قدرة على الصد والرد والمُحاجَّة مع الكبار خصوصا المدرسين. ومن ثم تقاسمنا الأدوار: أنا أوفِّر الملجأ المسائى ببيتنا، بطعامه ورعاية أمى وكتب أبى الغائب، وعز الدين يتولى الدفاع عنا والمناقشات مع المدرسين، وأحيانا مع أمى حين نتأخر أو نتغيب. وفى كل هذا صرنا لا يُرَى واحد منَّا دون الآخر، ولا نفترق إلا على موعد للقاء. يعرف كل منا ما يدور فى عقل وقلب الآخر دون أن يتكلم، ويجرى كل منا إلى الآخر كى يخبره إن جد عليه شىء. وحين رحلت مع عائلتى إلى القاهرة بعد الثانوية العامة، التحق عز الدين بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وانتقل للإقامة بالمدينة الجامعية. حاولت إقناع أبى بأن يسمح له بالإقامة معنا بشقتنا الجديدة بمدينة نصر، إلا أنه رفض بدهشة وحزم. لم أجد مبررا أسوقه سوى أنى أعتبره أخى. ربت أبى على كتفى صامتا فصمتّ، وابتسمَت لى أمى معزّية. لكننا قضينا السنة الأولى نتسكع فى طرقات الجامعة معا، ونتسامر فى المساء مع طلبة الأقاليم المقيمين فى المدينة الجامعية مع عز الدين. ومن وقت إلى آخر كانت أمى تدعوه إلى عشاء أو غداء بالبيت عندنا، وأحيانا ترسل إليه طعاما معى نقتسمه بغرفته بالمدينة الجامعية. لم تطُل هذه الفترة الذهبية حيث انتقلت مع عائلتى بنهاية صيف العام الأول إلى بكين. ولم يعد بيننا سوى خطابات نتبادلها كل عدة أسابيع (لم تكن الإنترنت قد ظهرت بعد، إن كان يمكنك تصوُّر هذا الأمر). وصارت هذه الخطابات وسيلتى الوحيدة للتنفيس عما يعتمل بصدرى من مشاعر ومخاوف لصديقى الوحيد، أرسلت إليه صورا لى مع داو مينج، وكتبَت هى مرة له فقرة بالإنجليزية تحىّيه، ورد علينا معا بخطاب طويل وعاطفى. وافتقدته كثيرا حين أتى وقت القرارات الصعبة ولم تسعفنا الخطابات. يتبـــــــــــــع | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| |
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة3 (منتديات سعيد عبيد) السبت 07 أبريل 2012, 6:35 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
droos نائب المدير
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : حيوان أو طائر تفضله : لونك المفضل : المزاج : الموقع : منتديات صحبه دراسيه
| موضوع: رد: رواية «باب الخروج» لعز الدين شكري فشير..الحلقة3 (منتديات سعيد عبيد) الأحد 10 يونيو 2012, 5:46 pm | |
| | |
|