هذا الشاب رفض رشوة 15 مليون دولار !
| أخر تحديث: 17/01/2011 05:15 م
خبر
صغير لكنه لفت أنظار الجميع فى صحف اليوم ..ضابط شرطة يرفض رشوة قيمتها 15
مليون دولار مقابل تهريب آثار، الضابط هو النقيب محمد عبد الرحيم رئيس
مباحث مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، عمره 28 عاما، عرض عليه تجار اثار
رشوة ضخمة لتمكينهم من سرقة مسلة فرعونية ..
كتبت : هاجر إسماعيل
قيمة المسلة تزيد عن 150 ?مليون دولار في منطقة ابوعمران عن طريق امين
شرطة لعب دور الوسيط .. تظاهر الضابط بالموافقة وتم تسجيل اللقاءات بالصوت
والصورة وتم ضبط امين الشرطة واحد التجار الثلاثة واحيلا للنيابة التي قررت
حبسهما وسرعة ضبط التاجرين الاخرين? .. لكن وراء كل هذه التفاصيل قصة
إنسانية سنتعرف عليها في الحوار التالي .
كيف عرضت عليك هذه الرشوة ؟ هذه أول مرة تعرض عليّ رشوة كبيرة بهذا الشكل، ولكن المسألة معي لا تفرق
كثيرا فألف مثل مليون، ولكن المختلف في هذه القضية أن كل شيء كان مرتبا،
وكان هناك تشكيل عصابي حاول ابتزازي بهذا المبلغ الكبير، والحكاية بدأت من
طبيعة عملي التي تتطلب أن أكون متواجدا باستمرار في دوريات للحفاظ علي
الأمن في المنطقة وخاصة في المناطق الأثرية التي توجد فيها حتي الآن دوريات
استكشافية للأثار، مثل منطقة تل بسطة، والتي قمت فيها بالقبض علي تاجر
آثار يوم 30 ديسمبر وهو يقوم بحفر نفق أسفل منزله بحثا عن الآثار، ثم حررت
محضرا بالواقعة.
وماذا حدث بعد ذلك؟ هذا الشخص الذي قمت بالقبض عليه هو مجرد فرد يعمل لصالح عصابة إتجار
بالآثار، وبعد القبض عليه شعروا بأن مصالحهم مهددة، فحاولوا عرض الرشوة
عليّ عن طريق أمين شرطة اسمه السيد ثابت، والذي يعتبر الوسيط في العملية،
وفوجئت به يزورني في منزلي ويطلب مني أن أقابل بعض التجار وأنهم مستعدون
لدفع أي مبلغ أطلبه لتأمين مستقبلي خاصة أنني ما زلت في مقتبل العمر، وقال
لي أن قيمة الرشوة 15 مليون دولار، فقمت بمجاراته لأعرف منه معلومات أخرى،
وقلت له أنني سأفكر وسأرد عليه، ثم قمت بإبلاغ السيد مدير المباحث اللواء
عبد الرؤوف الصيرفي، وقمنا بعمل محضر في مباحث الأموال العامة وعرض علي
النيابة، وقمنا بالتنسيق مع المساعدات الفنية في الوزارة لمقابلتهم وتسجيل
المقابلة بالصوت والصورة، وحضرت العصابة المكونة من 3 مصريين يعمل أحدهم في
هولندا وأخر في الكويت والثالث صاحب مكتب في الشرقية، وبالفعل طلبت
النيابة سرعة ضبطهم وإحضارهم والحمد لله ضبطنا واحداً وجاري البحث عن
الاثنين الهاربين.
وما هو المطلوب منك مقابل حصولك على الرشوة؟ كان المطلوب أن أتركهم ينزلون إلي المسلة الأثرية التي تبلغ قيمتها 150
مليون دولار ، وطولها حوالي 9 أمتار ووزنها حوالي 40 طن حتي يلتقطوا لها
بعض الصور الفوتوغرافية، مع العلم أنه كانت هناك بعثة من الأثار قادمة بعد
هذا الاتفاق بيومين لاستخراج المسلة ..فكانوا يريدون أن يثبتوا لمن يرغب في
شرائها أنها موجودة ويوضحون بالصور تفاصيلها بالكامل ، وأنا كان دوري كله
أن أتركهم ينزلون إلي المسلة في يوم إجازتي لكي أكون بعيدا عن أي شبهة، بل
وصل الأمر إلي أنهم قالوا لي أنهم مسندون من ناس مهمين في البلد، وأخبروني
بأن الـ15 مليون دولار مقابل تصوير المسلة فقط، أما تهريبها فله سعر آخر،
وعلي فكرة هم استغربوا لأنني لم أفاصل معهم في المبلغ لأنهم كانوا يتوقعون
أن أطلب مبلغاً أكبر من ذلك، كما أنهم قالوا لي أنهم سيعطونني الفلوس بأي
طريقة أريدها حتى لا ألفت الأنظار إليّ.
وما هو الشيء الذي فكرت فيه عندما عرضوا عليك هذا المبلغ ؟ أول شيء فكرت فيه هو أن هذه الفلوس حرام، وهداني قلبي وإيماني إلى أن
الحلال بين والحرام مابين وهذا الفعل حرمه الدين، ثم فكرت في إبني ورفضت أن
أطعمه من مال حرام، والمسألة بالنسبة لي لم تكن إلا مسألة مبدأ فلم يفرق
معي الرقم، فوالدي أستاذ في جامعة قناة السويس وهو الذي زرع في هذا الأمر
منذ صغري وعلي فكرة أنا لست الضابط الوحيد صاحب الضمير اليقظ في مصر، فما
قمت به يقوم به ضباط كثيرون كل يوم ويرفضون رشاوي كبيرة ، والدنيا لسه
بخير.
وما هو رد فعل أسرتك بعد أن عرفوا القصة؟ زوجتي وأهلي عرفوا بالخبر من الجرائد، لأنه كان من الضروري حتى تنجح
العملية أن تكون محاطة بدرجة كبيرة من السرية، وبالطبع والدي كان فخورا بي،
أيضا لقيت تقديراً كبيراً من رؤسائي في الداخلية، وتلقيت اتصالات عديدة من
اشخاص مسئولين ومواطنين عاديين لا أعرفهم.
وماذا عن مرتب الضابط الذي رفض 15 مليون دولار رشوة؟ أنا مرتبي مثل كل زملائي ضباط الشرطة، ومستورة والحمد لله، والأهم من مرتبي هو أن أقوم بتربية إبني بفلوس حلال وأن أرضي ضميري.