أدان
الداعية الإسلامى محمد حسان أحداث كنيسة القديسين الإرهابية، والتى أسفرت
عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 43 آخرين، وقال فى بيان خاص أرسله لـ"اليوم
السابع" اليوم السبت: "نحن ندين هذا الحادث تمامًا وأنه لا يمكن أن يصدر من
مسلم يعرف الإسلام لأن الإسلام من الناحية الشرعية يكلف المسلمين الحفاظ
على أمن وحرمة دور العبادة جميعًا سواء كانت إسلامية أو غير ذلك".. وأكد
حسان أن الذى يرتكب هذا الحادث يضر بالمصلحة العليا للمسلمين، لأن ذلك من
شأنه ضرب الوحدة الوطنية ونحن نتعرض فى المنطقة كلها لمخططات تهدف إلى
تفكيك وحدتنا".. وفيما يلى نص البيان:
حرمة دماء الذميين والمعاهدين
فى
المدينة حيث تأسس المجتمع الإسلامى الأول وعاش فى كنفه اليهود بعهد مع
المسلمين، وكان صلى الله عليه وسلم غاية فى الحلم معهم والسماحة فى
معاملتهم حتى نقضوا العهد وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من
يعيشون بين المسلمين يحترمون قيمهم ومجتمعهم فلهم الضمان النبوى، فقد ضمن
صلى الله عليه وسلم لمن عاش بين ظهرانى المسلمين بعهد وبقى على عهده أن
يحظى بمحاجة النبى صلى الله عليه وسلم لمن ظلمه فقال صلى الله عليه وسلم:
«ألا
من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب
نفس فأنا حجيجه يوم القيامة»، وشدد الوعيد على من هتك حرمة دمائهم فقال صلى
الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من
مسيرة أربعين عاماً»، تلك صور من سماحة النبى صلى الله عليه وسلم مع غير
المسلمين.
أ
حرمة دماء أهل الذمّة والمعاهدين
من
هنا فيحرم قتل الذمى بغير حق ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصى كثيرًا
بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين، ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم
والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم..وروى أبوداود فى السنن عن صفوان بن سليم
عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن آبائهم عن رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق
طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أى أنا الذى أخاصمه
وأحاجه) يوم القيامة.عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبى صلى الله
عليه وسلم قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من
مسيرة أربعين عاماً(.وإذا أجار أحد من المسلمين مشركا فى دار الإسلام فيجب
معاونته على ذلك ويحرم خفر ذمته، ففى الصحيحين عن أبى مرة مولى أم هانئ بنت
أبى طالب أنه سمع أم هانئ بنت أبى طالب تقول: ذهبت إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، قالت: فسلمت
عليه، فقال: (من هذه). فقلت: أنا أم هانئ بنت أبى طالب، فقال: (مرحبا بأم
هانئ)، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثمانى ركعات، ملتحفاً فى ثوب واحد، فلما
انصرف، قلت: يا رسول الله، زعم ابن أمى، أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فلان بن
هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد أجرنا من أجرت يا أم
هانئ)، قالت أم هانئ: وذاك ضحى.وروى أبوداود فى السنن عن عَمْرِو بن
شُعَيْبٍ عن أبِيهِ عن جَدّهِ قال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"المُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ يَسْعَى بِذِمّتِهِمْ أدْنَاهُمْ
وَيُجِيرُ عَلَيْهِمْ أقْصَاهُمْ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدّ
مُشِدّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ، وَمُتَسَرّيهمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لاَ
يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ وَلاَ ذُو عَهْدٍ فى عَهْدِهِ."وعن عمرو بن
الحمق رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما رجل
أمن رجلاً على دمه ثم قتله فأنا من القاتل برىء وإن كان المقتول كافراً،
رواه ابن ماجة وابن حبان فى صحيحه واللفظ له، وقال ابن ماجة فإنه يحمل لواء
غدر يوم القيامة.وقال ابن حزم فى (مراتب الإجماع): (واتّفقوا أن دمَ الذمى
الذى لم ينقض شيئاً من ذمّته حرام ).
هذه
كلمات تتألق وتتلألأ فى سماء التسامح والعدل نقدمها اليوم فى وقت تكال فيه
التهم للإسلام بأنه دين التطرف والإرهاب وسفك الدماء، فى الوقت الذى نشهد
فيه من صور الوحشية والبربرية ضد المسلمين فى كثير من بقاع الأرض ما يندى
له جبين الحقيقة خجلاً وحياءً، نقدمها بعز وفخار ونحن نردد «مسلمون لا
نخجل((
فنسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلها أمنًا أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.