ظهرت اللغة الهيروغليفية hieroglyphs لأول مرة في مخطوط رسمي ما بين عامي 3300 ق.م. و3200 ق.م. وكان يسمي هيروغليفي. وكلمة هيروغليفية تعني بالإغريقية نقش مقدس “sacred carving.”. وفي هذا المخطوط أستخدمت الرموز فيه لتعبر عن أصوات أولية. وأخذت الهيروغليفية صورها من الصور الشائعة في البيئة المصرية. وكانت تضم الأعداد والأسماء وبعض السلع. وفي عصر الفراعنة استعملت الهيروغليفية لنقش أو زخرفة النصوص الدينية علي جدران القصور والمعابد والمقابر وسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة. وظلت الهيروغليفية ككتابة متداولة حتي القرن الرابع ميلادي. وظهرت الهيراطيقية Hieratic كنوع من الكتابة لدي قدماء المصريين. وهي مشتقة من الهيروغليفية. لكنها مبسطة ومختصرة. وهي مؤهلة للكتابة السريعة للخطابات والوثائق الإدارية والقانونية. وكانت هذه الوثائق تكتب بالحبر علي ورق البردي. وظلت هذه اللغة سائدة بمصر حتي القرن السابع ق.م. بعدما حلت اللغة الديموطقية محلها.
بداية ظهور الابجديات المكتوبة في الحضارات القديمة كان عن طريق الناطقين بالسامية الشمالية الغربية، حيث ان أقدم الابجديات المكتشفة في سيناء ومصر والشام كلها مرتبة ومنطوقة وفق اللغات السامية الشمالية الغربية
ابتكر الاوغاريتيون في اوغاريت على الساحل السوري أقدم واكمل الابجديات على الإطلاق عام 1900 قبل الميلاد ، وتتكون الأبجدية من 30 حرفا وقد عرفت أبجدية ولغة اوغاريت بشكل واسع وكانت لغة الإدارة والتجارة والحياة المدنية وقد تطورت لنظام ابجدي متقن وتعد الاوغاريتية لغة ام للغة العربية، ومن كلمات الأبجدية لاوغاريتية - اب، اخ، نهر. حلم، عربة، بحر، حصان، قرار، حقل، حجر، نعمة، بيت، آمر، قتال، موت، حرب، مودة، سلام، أرض، كرم
تيفيناغ أبجدية قديمة كانت تستخدم في شمال إفريقيا بين الأمازيغ والطوارق،و تعتبر التيفيناغ أبجدية أصيلة بمعنى أن موجدوها لم يعتمدوا على كتابة سابقة لإنتاجه،
الفينيقيون سكان السواحل الشرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط، حوالي سنة 1100 ق.م، الكتابة الفينيقية واستمدوها من المصرية القديمة. فابتكروا الأبجدية الفينيقية وجعلوا لها حروفا وكل حرف يمثل صوتا معينا. وهذه الحروف أصبحت سهلة الكتابة. وكانت أساسا للكتابة في الشرق والغرب بالعالم القديم. وعندما طور الإغريق أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين حوالي سنة 403 ق.م. أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب. حيث أخذ الرومان أبجديتهم عنها. فأخذوا منها حروفا وادخلوا عليها حروفا أخرى. وسادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوروبا إبان حكم الإمبراطورية الرومانية.
وكان للإنكا بالمكسيك نظام كتابة يطلق عليه كويبي quipu وهو سلسلة من الخيوط القصيرة والمعقودة كانت تعلق علي فترات بحبل معلق طويل. وكانت الخيوط مختلفة الألوان، والخيوط من نوع واحد. ومن خلال مسافات هذه الخيوط والعقد استطاع الإنكا تسجيل السكان والقوات والضرائب والجزية والمعلومات عن الأساطير والإنجازات. وكانت الكتابة لدي الأزتك بأمريكا الوسطي عبارة عن كتابة بيكتوجرافية حيث كانت تكتب برسم أو نقش الصور لتعبر عن الحروف أو صور صغيرة ترمز للاشياء ومقاطع الأصوات syllables. ولايمكن للبكتورافية التعبير عن أفكار تجريدية abstract ideas، لكنها كانت مفيدة في تدوين التاريخ والاتصال في شئون الأعمال وإثبات الملكية للأراضي وحفظ الأنساب.
عرفت اللغة المروية من عُدة كتابات أثرية وُجدت في وأدى النيل ما بين أسوان شمالاً وسوبا جنوبـاً. وكانت هذه اللغة تكتب علي نهجين هما الهيروغليفية المروية، والديموطيقية المروية (الكتابة بالصور والكتابة بالحروف. وتتكون الحروف الهجائية للغة المروية من ثلاث وعشرين حرفـاً، منها أربعه حروف معتلـة، وتسعة عشر حرفـاً من الحروف الساكنة، ولم تُحل رموزها حتي الآن. واللغة المروية تنتمى إلي اللغات الحامية مثل النوبية القديمة واللغات البربرية في شمال أفريقيا واللغات الحامية في شرق أفريقيا مثل البجة والغـالا والصومال.وبعد أن أفل نجم مروي حلت اللغة النوبية محل اللغة المروية في سودان وأدى النيل، ولما وصل المبشرون السودان وإعتنق أهله الديانات المسيحية رسميـاً في منتصف القرن السادس، كُتبت اللغة النوبية بالأبجدية القبطية التي أضاف إليها النوبيون ثلاثة حروف لأصوات لا توجد في اللغتين القبطية والإغريقية وعليه فقد استعملوا أربعة وثلاثين حرفـاً لكتابة هذه اللغة. تجدر الإشارة إلي أن اللغة النوبية مستعملة إلي يومنا هذا بلهجات ثلاثة : الكنزية / المحسية / الدنقلاوية. وكان قدماء المصريين والإغريق والرومان يمارسون النساخة للكتب والوثاق بخط اليد بالريشة أو القلم بعد غمسهما في الحبر السائل ليكتب بها فوق ورق البردي.أو فوق الأوستراكا Ostraca Ostrakon وهي عبارة عن شقفة من الفخار كانت تستخدم في الكتابة عليها لدي قدماء المصريين والإغريق.ووجد مدون عليها يجلات بأسماء المنفيين من أثينا. كما دونت عليها نصوص قصيرة. وكان العامة يفضلونها علي ورق البردي الذي كان مرتفع الثمن. وكان قدماء اتلمصريين يستخدمون الشقف لهذا السبب.وظل هذا الأسلوب في النسخ اليدوي متداولا حتي أيام العرب حيث كانوا يكتبون كلماتهم فوق الرق والجلد والعظام.. وعرفت الكنب بالمخطوطات Manuscripts. وفي روما كانت عملية النسخ لعدة طبعات بواسطة العبيد المتعلمين literate slave. وفي القرن الثاني م. كان الصينيون كانوا قد إخترعوا طريقة لطباعة الكتب ز وهذه كانت تطورا للطباعة التي كانت تمارس من خلال طبع الرسومات والتصميمات علي القماش منذ القرن الأول م. ومما سهل الطباعة لدي الصينيين إختراعهم لصناعة الورق عام 105 ق.م. وانتشار الديانة البوذية بالصين. وكانت مواد الكتابة وقتها السائدة في العالم الغربي القديم ورق البردي، papyrus والرق vellum (جلد رقيق) وهما لايلائمان الطباعة. لأن ورق البردي هش. والرق كان يؤخذ من الطبقة الداخلية لجلد الحيوانات الطازج وكان مرتفع الثمن.لكن الورق متين ورخيص.