كاس العالم للاندية

مبراطورية يونانية جديدة تلوح في الأفق

(FIFA.com) الجمعة 10 يوليو 2009
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إطبع
var newsTitleString = "إمبراطورية يونانية جديدة تلوح في الأفق";[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إرسل الى صديق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] شارك





شكلت اليونان على مر التاريخ مصدراً للإلهام والإبداع على مستوى الفلسفة
والعلوم والفنون والإستراتيجيات العسكرية. ولكن بلاد الإغريق شهدت ثورة
كروية كبيرة في السنوات الأخيرة توجّها نجوم المنتخب اليوناني بإحراز لقب
كأس الأمم الأوروبية 2004. أما على مستوى الأندية، فيبقى سجل اليونان
خالياً من أي إنجاز قاري إذ ما زال عمالقة الدوري المحلي يراوحون مكانهم
في المحافل الأوروبية الكبرى أمام عظمة الأندية الإنجليزية والأسبانية
والإيطالية والألمانية. ولكن المراقبين يرون أن كرة القدم اليونانية ستقول
كلمتها في مسابقات الأندية الأوروبية خلال الموسم المقبل.



قبل سنوات بدأ العمالقة الثلاثة في استقطاب بعض النجوم العالميين طمعاً في
الإرتقاء في سلم المنافسات القارية وإضفاء طابع الفرجة والحماس على الدوري
المحلي. فقد تناوب كل من أولمبياكوس وأيك أثينا على الإستفادة من خدمات
ريفالدو المتوج بلقب كأس العالم مع منتخبه البرازيلي فيما لعب الفرنسي
كريستيان كاريمبو في صفوف الأول لمواسم عديدة. أما غريمه التقليدي
باناثينايكوس فقد ضم في صفوفه النجم البرازيلي الآخر فلافيو كونسيساو
والكرواتي روبيرت يارني والأسطورة البرتغالي باولو سوزا ولكن يجب الإشارة
إلى أن كل هؤلاء النجوم اختاروا الوجهة اليونانية عندما كانوا على وشك
إنهاء مسيرتهم الكروية.



إلا أن الأمور تغيرت بشكل واضح في المواسم الأخيرة حيث بدأ توافد نجوم
بارزين في قمة عطائهم. حيث نجح أوليمبياكوس في ضم السويدي أولوف ميلبيرج
قادماً من تجربة قصيرة مع نادي يوفنتوس الإيطالي بعدما خاض سبعة مواسم مع
أستون فيلا الإنجليزي و90 مباراة دولية مع منتخب بلاده. كما تمكن حامل
اللقب في المواسم الخمسة الأخيرة من تمديد عقد مات ديربيشاير الذي بدأ
مسيرته مع نادي بلاكبيرن روفرز. وكان المهاجم الإنجليزي قد انتقل إلى
القلعة الحمراء على سبيل الإعارة ولكنه أثبت مكانته في الفريق بتسجيله
خمسة أهداف في سبع مباريات.



ومن خلال هذه الصفقات تسعى إدارة النادي إلى تعزيز صفوف الفريق الأول الذي
يضم نخبة من اللاعبين الذين تركوا بصمات واضحة في ذاكرة كرة القدم
اليونانية. حيث جدد المسؤولون ثقتهم في الحارس الدولي أنتونيوس
نيكوبوليديس والمدافعين ديدييه جومي وراؤول برافو ولاعبي الوسط لوسيانو
جاليتي وكريستيان ليديسما إضافة إلى الهداف البرازيلي ديوجو. ولا يكمن هدف
أوليمبياكوس هذا الموسم في حصد سادس لقب محلي له على التوالي وحسب بل يطمح
نجوم القلعة الحمراء إلى استعادة أمجاد النادي علي الصعيد الأوروبي وكتابة
صفحة جديدة في تاريخ المنافسات القارية بعدما بلغ أبناء أثينا ربع نهائي
كأس الأندية أبطال الكؤوس في 1993 ودوري أبطال أوروبا في 1999.



باناثينايكوس يضرب بقوة
إذا كان أوليمبياكوس قد استكمل صفوفه استعداداً للموسم القادم،
فإن باناثينايكوس لا يقل عنه طموحاً حيث تكمن أولى الأولويات لدى إدارة
القلعة الخضراء في وضع حد لسجل الغريم التقليدي وتجريده من لقب البطولة.
وتمثلت الخطوة الأولى في استكمال صفقة انتقال الأرجنتيني سيباستيان ليتو
من صفوف أوليمبياكوس بعدما أمضى الجناح الأيسر الموسم الأخير مع ليفربول
على سبيل الإعارة. أما الورقة الرابحة التي تصدرت كل العناوين في اليونان
فتتمثل في ضم جيبريل سيسيه البالغ من العمر 27 سنة والذي يسعى إلى استعادة
بريقه والإنطلاق من جديد في مسيرته الرياضية بعدما طاردته لعنة الإصابة
لمواسم طويلة. فبعد تجربة لا بأس بها مع مارسيليا وموسم تميز بالصراع من
أجل تفادي الهبوط مع سندرلاند، يتمثل الهدف الأسمى للمهاجم الفرنسي في
العودة إلى صفوف منتخب بلاده على بعد سنة من انطلاق نهائيات كأس العالم
جنوب أفريقيا 2010 FIFA. ووجد سيسيه في استقباله حوالي 3500 مشجع لدى
وصوله إلى أثينا حيث أكد أن "إمكانية اللعب في دوري الأبطال هي التي
حفزتني للمجيء إلى هنا. العديد من الأشخاص يعتقدون أنني لم أتخذ القرار
الصائب ولكنني أظهرت دائماً قدرتي على العودة بقوة. وإذا نجحت في تسجيل 20
أو 25 هدفاً ستتذكرني الجماهير وربما أحصل على فرصة اللعب في كأس العالم."




وما من شك أن نجاح سيسيه في تجربته اليونانية سيكون معلقاً على خط الوسط
الذي لا يخلو من النجوم، حيث يقوده لاعبون متميزون أمثال البرازيلي
جيلبيرتو سيلفا فضلا عن كاراجونيس وكوستاس كاستورانيس نجمي المنتخب
اليوناني بطل أوروبا عام 2004، وليوناردو لاعب أياكس السابق. ويبدو من
خلال كل هذه الأسماء أن باناثينايكوس بقيادة المدرب هينك تين كيت أصبح
مؤهلاً أكثر من أي وقت مضى لإحراز لقبه العشرين على الصعيد المحلي وفرض
مكانته بين كبار القارة العجوز.



أريس يكشر عن أنيابه
بعدما تراجع مستوى أيك أثينا بشكل ملحوظ منذ فوزه بآخر لقب سنة
1994، برز نادي أريس سالونيكا كأحد عمالقة الكرة اليونانية حيث بات ينافس
بقوة على احتلال المراكز المتقدمة في سلم ترتيب الدوري المحلي.



وعلى غرار أوليمبياكوس وباناثينايكوس، عزز أريس صفوفه بعدد من اللاعبين
الجدد استعداداً لانطلاق الموسم الجديد. فقد نجح في ضم لاعب الوسط التونسي
المهدي النفطي الذي فاز مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأفريقية 2004 قبل
أن يتألق في صفوف راسينج سانتاندير الأسباني وبرمنجهام الإنجليزي، كما
تمكن النادي من إتمام صفقة انتقال المهاجم الأيرلندي الشاب إيان ديلي من
مانشستر سيتي. وبالإضافة إلى ذلك استكمل سالونيكا إجراءات ضم المهاجم
الأورجواياني المخضرم سيباستيان أبريو البالغ من العمر 32 عاماً حيث سيكون
الدوري اليوناني الممتاز سابع دوري يلعب فيه بعدما حمل ألوان ما لا يقل عن
17 نادياً مختلفاً. ولكن أبريو الذي تألق سابقاً في صفوف ريفر بليت
الأرجنتيني لن يشعر بالغربة في محيطه الجديد حيث سيلعب إلى جوار منافسيه
القدامى لياندرو جراسيان (بوكا جونيورز) وكريستيان ناسوتي (بانفيلد)
وكارلوس أرانو (هوركان).



ومن المؤكد أن مباريات الدربي مع باوك سالونيكا ستكون أكثر فرجة وإمتاعاً
من سابقاتها بالنظر إلى نخبة النجوم الذين انضموا مؤخراً إلى أصحاب الزي
الأسود والأبيض. فبعدما استفاد باوك من خدمات سيرجيو كونسيساو وبابلو
كونتريراس وإبراهيما بكايوكو، ها هو النادي يضخ دماء جديدة في تشكيلته بضم
ثنائي إيطالي من الطراز الرفيع يتمثل في كل من ميركو سافيني الذي تألق
سابقاً في صفوف باليرمو وفيورنتينا وبرونو تشيريلو القادم من نادي أيك
أثينا بعدما لعب لكل من ريجينا وميلان وإنتر ميلان.



من جهته، نجح بانيونيوس في الحصول على خدمات الكرواتي بوشكو بالابان
والثنائي الأوروجواياني ألفارو ريكوبا وفابيان إستويانوف بينما انتقل
المهاجم الليتواني ماريس فيرباكوفسكيس إلى صفوف نادي إيرجوتيليس بعدما لعب
لنادي دينامو كييف وسيلتا فيجو.



ومن المؤكد أن جماهير كرة القدم في بلاد الإغريق تتطلع إلى انطلاق الموسم
الكروي الجديد بكل شغف وترقب، حيث تمني النفس في الاستفادة من خبرة
الوافدين الجدد لرفع راية اليونان عالية في سماء المنافسات القارية على
صعيد الأندية.