[size=21]نظرية التحليل النفسي
مؤسسها الطبيب النمساوي " سيقموند فريد " ( 1939 - 1856 )
( Segmonde freud ) ولد فريد بمدينة Freiberg إنتقل إلى فرنسا فتتلمذ على كل Janet , Bernheim, Charcot أسس طريقة التداعي الحر سنة 1896 .
أفترض فريد وجود نوعين من الدوافع في هذه الذات ؛ الدافع نحو الحب والحيات ، ويتمثل فيما أسماه بالغريزة الجنسية ، أو الرغبة في الحياة ، أما الدافع الآخر ، فهو الدافع نحو العدوان والهدم، ويتمثل فيما أسماه بغريزة الموت ؛ كما يرى فريد أن هناك صراعا محتدما تدور فصوله على مسرح اللاشعور ، فالهوة يريد تحقيق مطالبه الغريزية بينما الأنا الأعلى يسعى لتحقيق مثاليته الأخلاقية و لذلك يقوم الصراع ، ومعنى ذلك أن الإنسان في صراع مستمر .
الجهاز النفسي عند فريد :
يتكون الجهاز النفسي عند فريد من ثلاثة عناصر :
1 – الهوة Le sa : ويقصد بها ، تلك الطاقة التي تتضمن الدوافع الغريزية التي هي لا شعورية، ويعني أنها ذلك الجزء من الشخصية التي يمتاز بالبدائية والغريزية ، والذي يحتوي على دوافع غير مألوفة أو غير مضبوطة، أي تلك الدوافع الشهوانية والعدوانية .
وتبعا لهذا المفهوم فإن شخصية الطفل الصغير تتكون من هذه القوى وحدها ، وتحتوي هذه الطاقة على الدوافع الفطرية الموروثة، فهي ذلك الجزء من الشخصية الذي يمتاز بكونه بدائيا، وغير منطقي، وبعيدا عن مبدأ الحقيقة ويحكمه مبدأ اللذة ، وعندما تحرم الدوافع الأساسية من الإشباع فإن الإنسان يشعر بالتوتر ، وعندما يعجز الهوة عن إشباع رغباته ودوافعه بطريقة مباشرة فإن الإنسان يلجأ إلى إشباعها بطرق ملتوية مقبولة إجتماعيا كالإجهاد في العمل كثرة النوم ، العدوان، أو إشباعها عن طريق الخيال أو الوهم، وتسمى هذه الأساليب بآليات دفاعية .
2 – الأنا Le moi : ويقصد به ذلك الجزء من الشخصية الذي يسعى شعوريا للتوافق مع الحقيقة من ناحية ومع الهوة والأنا الأعلى من أخرى ولكي يعيش الفرد في سلام مع العالم الموضوعي ، فلا بد أن يتبع مبدأ الحقيقة ، أما عن الكيفية التي يتكون بها الأنا ، فإن الكفل في أثناء نموه ، يبدأ جزء من طاقته ودوافع الهوة في التحول لتكوين الأنا ، والتي يصبح عليها مقابلة مطالب الغريزة الآتية من الهوة ومطالب العالم الواقعي الموضوعي ، وعليه فالأنا قادر على ممارسة التفكير المنطقي ، وعليه فهو يلعب دور الحكم بين الهوة والأنا الأعلى .
3 – الأنا الأعلى Le sur moi : استخدم فريد هذه التسمية بمعنى تلك القوى الداخلية التي تقوم بوظيفة الضمير والتي تتضمن وصايا الوالدين وما بادئهم الأخلاقية، فهي تمثل عموما ذلك الجزء من الشخصية الذي يحتوي المبادئ والأخلاق الإجتماعية التي تضبط السلوك ونشأ هذه الذات وتبدأ أيضا من طاقة الهوة ، فالطفل يؤخذ من والديه وعن الكبار عامة الذين أشرفوا على تربيته واكتسابه مفهوم الصواب والخطأ ويمتصها حتى تصبح من مبادئه الذاتية وبذلك يكون فكرته عن الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه ذاته .
ومن الملاحظ أن الطفل في بداية حياته يقبل قيم الآباء والكبار عامة قبولا دون نقد أو تمحيص ولكنه عندما يكبر قد يجد أن هذه القيم لا يناسبه فيعيد النظر فيها ، ويعدلها أو يرفض بعضها ، والأنا الأعلى يحاول دائما تجاهل مطالب للهوة ، وخاصة المتصلة فيها بالجنس والعدوان .
ملاحظة : إن هذا التقسيم إنما هو تقسيم منهجي فالنفس البشرية لا تحتوي على هذه الأنواع الثلاثة من الأنا كموجودات أو كائنات مستقلة داخل الإنسان وإنما تطلق هذه الألفاظ كتجريدات لأنواع مختلفة من السلوك ، فهي تعبر عن طائفة متشابهة من السلوكات يطلق عليها إسم الهوة ، ثم طائفة أخرى متشابهة يطلق عليها إسم الأنا، ثم طائفة أخرى يطلق عليها إسم الأنا الأعلى فهي مجموعة من الوظائف يقوم بها الإنسان الذي هو في جوهره وحدة متكاملة.
نقد نظرية التحليل النفسي :
1 – قامت هذه النظرية أساسا على دراسة المرضى فتطبيقها على الأسوياء من الناس تبريرا لا مبرر له من الناحية العلمية ( Validité ) .
2 – تذهب هذه النظرية مذهب بعيد في تبسيط الدوافع المؤدية للسلوك ، فقد زعم فريد أن السلوك يرجع إلى غريزتي الحياة والموت وحدهما ، في حين أن السلوك ظاهرة معقدة تتأثر بالعديد من العوامل النفسية والجسمية والعقلية والإجتماعية .
3 – يزعم فريد أن معظم الناس الأسوياء لا يستطيعون وصف دوافعهم وصفا كاملا ، فهو يعتقد أن معظم الدوافع لا شعورية كامنة أو غامضة .[/size]