في تاريخ المجتمعات الأسلامية عولجت الكثير من المشاكل مرورا بجسد المرأة ولم يزل الحال كما هو ليومنا هذا..حلول سريعة ولذيذة وتشبع فحولة الطرف القوي (الرجل) كما انها تُشبع وتًنعش الإنصياع المرسوم للطرف المُستعضف والمُستَهلك (المرأة)...
المعضلات كثيرة ومتنوعة تلك التي تمرر حلولها بأجساد النساء فتخلق معضلات من نوع آخر ذات مخاطر نفسية وعقلية غالبا ما يُستهان بها... سأكتفي بذكر البعض من تلك المعضلات....
- معضلة التشريع لصالح فطرة آحادية ....
لابأس أن يكون التشريع نابعا من فطرة الانسان ولصالحها بلا تزويق او إلتفاف بمسميات طنانة أو إدعاءات اجتماعية مُستَهلكة ..ولكن من هو الانسان أهو الرجل ام المرأة ام كلاهما؟ التعددية الزوجية قد تتماشى مع فطرة الرجل لهذا حازت على القبول والشرعية والإستمرار ولقوة الرجل في التركيبة الأجتماعية..ماذا عن فطرة المرأة؟ فطرتها أما تعددية وهذا شيء واقعي فنحن نتكلم عن فطرة وبعيدا عن الأخلاق المُكتسبة...وأما فطرتها تميل لأمتلاك رجل شريك لها بلا مشاطرة مع آخرى وهذه الفطرة مدغمة بأخلاق مُكتسبة ولكنها ناجمة من بيئة تربوية نظيفة تحترم الذات البشرية وتعتد بها (والجدير بالذكر هو ان الكثير من الرجال يتمتعون بتلك الفطرة المُهذبة رغم أن السيل الفطري غير المُهذب يتدفق من حولهم)..عدا ذلك فأن كل ما يقال يقع في فطرة مصطنعة للمرأة يتم ترويجها وتسويقها من قبل الرجل وربما من قبل المرأة ايضا تلك التي نال منها جبابرة وصعاليك غسيل الأذهان، ولا تمت لفطرتها الطبيعية(التعددية) بصلة كما لا تمت لتلك الفطرة المُهذبة بخلق الإعتداد بالنفس الرافضة لبعثرة المشاعر والأحاسيس وعنفوان الذات بتعددية سقيمة.. ومما يثير الفزع هو أن هذه المعضلة الأم اصبحت حلا لا يعلى عليه للكثير من المعضلات ألآخرى التي يكون ريع حلها إحياءا لفطرة الرجل ومرورا بجسد المرأة لسحق فطرتها وخلق حالة من الإضطراب والفصام النفسي وعدم التوازن العاطفي لديها،ناهيك عن الإنزلاقات الأجتماعية الأخرى المتأتية من جراءها ومن جراء أنصهار الأنثى وكيانها كأنسان في مطبات الغريزة الذكورية المسنودة بواقع اجتماعي ظاهره احتواء الأنسان والأرتقاء به عن المزالق وتنظيم حياته وباطنه تداعي وتفسخ الذات الأنسانية بذكورة نهمة وأنوثة محدودبة........
أود الأشارة هنا الى ان التعددية او السعي لجمع النساء كما تجمع الطوابع البريدية من قبل الهواة ظاهرة قديمة ولها تاريخها الموغل في غابر الأزمان حيث كان هذا النمط من الإبتذال سائدا ومدعوما من قبل أعيان المجتمعات الذكورية آنذاك ، اما أن تأتي خير امة أخرجت للناس لتشرع لتلك الظاهرة ولأشاعتها بين العوام وأدخالها في القانون والأحكام فهذا سبق مخجل حققته هذه الأمة لكيفية تنظيم الحياة الأجتماعية والسيطرة عليها ...كما ان محاولة بعضهم للمقارنة مع الواقع الغربي المعروف بتفشي الزنى! وواقعنا الكابح للزنى! بالتعددية(افتراضا ليس إلا) محاولة يائسة وعاثرة فالزنى آفة اجتماعية اينما وجدت اما التشريع لتلك الآفة فهو آفة اخرى ملحقة وسوف لا ترتقي به الى ربوع الأنسانية والعفاف المُصان برقعة ورق وبضع سطور....
- معضلة التآخي والتآزر بين القبائل او ما يسمى بتماسك الأمة ...
من الحكمة ان تتآخى القبائل فيما بينها كي تزداد قوة وجبروت وكي تتماسك الأمة وتبني صروحها...لكل قبيلة فتيانها وفتياتها وممكن تأهيلهم للتزاوج فنحصل على لحمة المصاهرة ونتائجها الحسنة... اما أن يكون التآخي والتآزر بتزاوج من هم متزوجون اصلا ومن كبار السن وكبار الشأن الرواد في كل قبيلة مع من هن قاصرات او حتى ممن لم يحضن بعد وما زلن يرتضعن من براءة الطفولة او من المليحات الراشدات،ان يكون التآخي بهذا الشكل فهذا نمط من انماط الشبق المبتذل والموضوع بتصرف لحل مشكلة بزيف الإدعاء!! وهذا ينطبق على معضلة المصالحة بين القبائل بعد تمزق وصراع...... ومن لا يريد الصلح والسلام اذا كان له من سبيل يرضي جميع الأطراف؟ والسبيل هنا يجب ان يرتقي فوق ملاحم النزهة الجسدية ليمر عبر ملاحم الرؤى والبناء الحقيقي بالمسوغات الأجتماعية والأخلاقية وليس رؤى المعالم العذرية في الأجساد والمصاهرة بالغرائز والشهوات .. متى نستفيق!
- معضلة الأرامل واليتامى والمساكين من النساء....
من محاسن الخلق والتصرف والعدالة الأنسانية ان نؤمن للأرامل واليتامى والمساكين من الجنسين ضرورات المعيشة والحماية.. ولكن إن كان هذا مشروطا بالمرور بأجساد تلك الشرائح الأجتماعية من الجنس الأنثوي فهذا ضعف اخلاقي وتسلط بالمال والقدرة وتوظيفهما لغرض حل المشاكل الأجتماعية بطريقة جسدية ممتعة لكنها مبتذلة للغاية وتعود بنا الى عالم الحيوان الذي تتفوق بعض مخلوقاته علينا في هذا المجال!...
- معضلة العنوسة الأنثوية......
من المعضلات المهمة التي قد تواجه المجتمع ولها اسبابها المرتبطة بتعقيدات أجتماعية - سياسية- نفسية، كثيرة تؤدي الى ظهورها (ولا ننسى فأن تلك التعقيدات تؤدي الى ظهور العنوسة الذكورية بالمقابل) ... وحل تلك المشكلة بسيط هو الأخر وممتع وسلس ويثنى عليه ويُحمد وربما يفلسف أيديولوجيا كغيره!... والحل هو ليس اكثر من فتح الجيوب الطافحة بالرغبات الجسدية من قبل فاعلي الخير ورعاة جمع الوسائد الأنثوية وبفتحها ستفتح المشكلة افخاذها الحسان ليمرر الحل هكذا ببساطة وسط الطبول والأهازيج والثناء على كل فاعل خير مستقيم!......
- معضلة عدم الأنجاب بإتجاه الأنثى العاقر.....
((ولو ان الأتجاه الأخر قائم بذاته (عقم الرجل) ولكنه لا يمثل معضلة حيث ان حق المرأة هو الجماع وليس انزال الماء الولود!!! ولو طالبت به سيكون الطلاق حيث لا خيار آخر ..)) الحل هنا لا يمثل مشكلة اطلاقا فالضمير الآدمي الذكوري حي وسيأتي صاحبه بجسد ترفٍ ولود ليصفع جسد العقم ويرديه ممزقا وسيكون المرور بذلك الجسد الترف ايمانا بضرورة حفظ النوع ولأنجاب طفل امامه طريق طويل لينضج كأنسان مقابل سحق آخر قطع ذلك المشوار وامسى انسانا ناضجا جاهزا للتمزيق والركن! .. وهكذا يحفظ النوع ويتم التمتع بالذرية بتمزيق إنسان لم يرتكب اثما ولم يبتع عقمه، وبإقصاء ارادة الله المُتشدق بها في مواضع آخرى ونكران رحمته ورزقه فهو كما يشاء يهبهما بالعاجل او الآجل وله عظيم الحكمة فيما يهب او لا يهب ومتى ما شاء فهو واهب الأرزاق والنسل والحياة ولكن كل هذه الحقائق التي يدلون بها من فوق المنابر ويسطرونها في المناهج التدريسية ويتعللون بها في شؤون الحياة الأخرى تضرب عرض الحائط حين الوقوف وجها بوجه امام علة خلقية من علل الخالق، وللخالق علله ومسبباتها في عباده وصيروراتهم ..علهم يتفكرون ولا يتذمرون فينكحون ويستبيحون ...
تلك المعضلات وغيرها تحل بتلك الطرق المُستهلِكة لأجساد النساء الراشدات الفاتنات او العذارى الطافحات بالطراوة او الصبايا البريئات بطفولتهن .... طرق تبتعد برؤية واضعي مثل هذه الحلول عن متاع الدنيا والرغبات الجنسية!! وتقترب من ضرورات اخلاقية - انسانية- اجتماعية وحتى سياسية/دينية لديمومة الشمل الأجتماعي وبناءه بشكل متين وعفيف ومتماسك!! احسب اننا قد قطعنا شوطا طويلا على درب العفة والمتانة المنشودة والتماسك الأخلاقي والنفسي بالمقايضة الجسدية كحل أمثل! وياليتها مقايضة تستقطب المعاقات جسديا او عقليا والبائرات لمظهرهن والعاثرات بأمراضهن، فتلك التعددية الرحومة العفيفة الصيت والسمعة المُنزّهه عن الغرائز الدنيوية والمُرتكِزة على قوائم الخير والتسامي والصلاح الأجتماعي لدرء المفاسد وكبح الإنزلاق اليها، لا تحمل خرم أبرة لنفوذ امثال تلك الشرائح المعطوبة إن صح التعبير........والواقع خير شاهد اما الإستثناءات إن وجدت فهي هزيلة النسبة وتقترب من.. لكل قاعدة شذوذ!
وهنا لا بد من بعض التساؤلات...
هل الدولة الأسلامية غير قادرة على حماية ورعاية الأرامل والثكالى واليتامى والمساكين وأعالتهم ماديا؟
هل استتب التطهر والتعفف فأرتقت الأمة فوق مباهج الغرائز الدنيوية؟
هل كل شيء على مايرام !؟....
هل توزع الغنائم والثروات والصدقات واموال الزكاة بشكل عادل؟
إن لم يكن هذا قد حصل فلتبدأ من هنا..
إن كان قد حصل ولم تكن الثروات كافية لتغطية المجموع من تلك الشرائح الضعيفة ولابد من المساعدات الفردية هنا سأقول...
هل المسلم المتزوج لا يستطيع ان يحنو على ارملة/مطلقة/ يتيمة/ مسكينة..الخ.. إلا مرورا بجسدها ؟ إن لم يكن قد بلغ النضج الأيماني والنظافة الأخلاقية كمسلم فليبدأ من هنا.. اما إن كان قد بلغ كل تلك الصفات من الخلق والتهذيب والتطهر أذن فليحنو على الأرملة/المطلقة/اليتيمة ..الخ.. كأخت له (او أبنة) في حب الله والعقيدة وكم سيكون جميلا لو قالها بفم ممتلئ ..أختاه أنا لك السند المتين بعد الله، وسقف داري سيكون رحمة الرب بالتواصل الأخوي .. كوني أختا لزوجتي لا ضرة لها .. او أبنة لها لا ضرة...
اما النواحي الغريزية فستتكفل بها صاحبة الشأن عن طريق التقرب الى الله والأمتنان له اكثر واكثر و سيلهمها الله الصبر والتصبر، عل هناك مؤمن خير لم يسبق له الزواج يطرق بابها للدخول فتدخل معه حسنات الرب لتبارك هذا الفعل العظيم...وإن لم يطرق بابها أحد فتلك مشيئة الله وعليها ان تكون ممتنه بأنه قد وهبها أخا او أبا بارّا يحنو عليها ويتكفل بها بلا أجور جسدية.. كما ان الإرتواء الجسدي سيأتي لاحقا لا محالة بعد التحليق في غياهب السموات والجنائن.......فلم العجلة!.
اما التماسك والتآخي بين القبائل فليتزوج الفتيان بالفتيات والمطلقون بالمطلقات والعازفون عن الزواج بالعازفات والأرامل من ذكورهم واناثهم وليتلاقح العوانس من كلا الطرفين فيتزوج المسن بالمسنة والمُعاق بالمُعاقة والذي لم يحالفه الحظ بالتي لم يحالفها ، وليكن دور الرواد والقادة والشيوخ التشجيع والتسهيل على انتشار مثل تلك الفضائل والمبادرة اليها إن لم يكونوا قد أقترنوا بعد بدلا من توجيه الحل لصالحهم وبتلك الحجج العقيمة لتكديس الأجساد وتنويع المضاجع بهوية الإيمان والرحمة والتنظيم الأجتماعي..
هل المسلم المتطهر المؤمن بأرادة الله وحكمته والمتقبل لها لا يستطيع قبول تلك الحكمة والأرداة من الله إن لم تنجب زوجته؟ إن لم يكن قد تطهر بالقدر الكافي للإنصياع لقضاء الله وحكمته فليبدأ من هنا...
وإن كان قد بلغ الذروة في قبول كل ما يأتي به الله أذن فليرضى بحكمته وقضاءه في منحه زوجة عاقر ولدت هكذا بلا ذنب ولحكمة لا يعلمها إلا الرب ، وغالبا ما تفعل الزوجة هذا لو كان العقم مرتبطا بالزوج.. وإن لم يبلغ بعد ذروة الطاعة والإمتثال لأرادة الرب فليبدأ من هنا... وإن كان عدم التمتع بذرية سيسبب له اشكالات نفسية فليكثر من حسناته بتبني طفلا يتيما او لقيطا ويتفانى في تربيته واعداده، وإن اصر على طفل ينزل من صلبه فليطلق من لا ذنب لها في واقع عقمها ويُبقي على رعايتها وحمايتها كمسلم كريم عطوف يتقي الله ويخشاه (إن كانت في حالة عوز او المجتمع في عوز!) فلا يجد السبيل للإبقاء على رعايتها بمقايضتها جسديا ولا يبخس حقوقها وكأنه وحش كاسر وليس انسان مسلم متعفف بأطهر المباديء!....وإن ارتضت هي البقاء على ذمة زوجها فعلى المجتمع أن لا يرتضي ويمنع تلك العاهة الأجتماعية فلا ذريعة لنشر الآفات بحجة القناعة والإقتناع فتصبح البيوت كحظائر الدواجن والنفوس منتوفة القيمة ومُرخصة للإمتهان والمتاجرة وتسويق الإعالة الأجتماعية عبر باحات الجسد......
حلول امثال تلك المعضلات وضعت في زمانها وظروفها لسرعتها في تحصين ما هو غض وفي دور البناء والتكوين(وهذا لا يعني صحتها).. اما بعد قرون تجر قرون واجيال تجر أجيال فأنه لمن المفترض أن دور الترافة والرخاوة والنقاهة قد ولى كما ولى دور البناء والتوطيد السريع وقد أخذت الأمة شكلها المستديم المتسم بالعدالة في توزيع الثروات والعادلة بمعالجة المشكلات الأجتماعية برؤى متحضرة وآليات جذرية لا تنتمي للجسد، وقد اصبحت من القوة بمكان تؤهلها للقفز فوق الحلول السريعة المؤقتة بآثارها السلبية المتناثرة ، كما تؤهلها للتطور والتماسك بشكل موضوعي لا يُرخص البشر فيضع بعضهم في سلة التسخير الجسدي لينتعل معنوياتهم ويُحبطها بينما يضع البعض الأخر في سلة تجار وسماسرة الجسد والمتبضعين من شتى صنوفه، ليرفع معنوياتهم برفع قوائم الغريزة والشهوات وبهذا تكون قد جنت على انسانية الجانبين بأكذوبة الحلول العبقرية والرائجة ليومنا هذا ومع الأسف.. إن لم تكن الأمة قد تأهلت بعد طوابير السنين الطويلة تلك! (وياعجبي) فلتنهض ولتبدأ من هنا افضل من التشبث بحلول القرون الغابرة والتي وضعت لمسببات ظرفها وتداعيات زمانها تلك الحلول التي ظاهرها متاع الآخرة المزعوم وصلاح المجموع وباطنها متاع الدنيا الذي يمر بأجساد النساء والأطفال الأناث وضحايا المجتمع بارهاصاته ومحنه وحروبه واعوجاجه.....
اتمنى أن تنقرض ظاهرة التعددية مثلما انقرض الديناصور.. إلا ان هناك دراسات مستفيضة حول انقراض الديناصورات والتي تُرجع ابرز مسببات انقراضها الى النمو والتضخم الجسدي المذهل والذي شمل كافة الأعضاء والأنسجة عدا النسيج الدماغي الذي تخلف عن مواكبة النمو وبما يتناسب مع تضخم عموم الجسم فتقازم وتقهقر الدماغ امام الجسد مع الزمن فأفلت زمام سيطرته عليه وعلى ووظائفه الحيوية ولم تكن الأيعازات القادمة من الدماغ الذي بقى ضامرا كافية لأداء كافة الوظائف البايولوجية والغريزية.. لذا اخشى ان لا تنقرض تلك الظاهرة إلا بأنقراض جموعها الغفيرة..والعياذ بالله...
اود الاشارة هنا ومن باب الطرافة ليس إلا، الى سؤال كنت قد وجهته الى رجل دين في يوم ما وكنا نتناقش في موضوع التعددية واسبابها وضوابطها فأحتد النقاش وقتها ووصل الرجل الى مرحلة الإفصاح عن السبب الحقيقي المبطن تحت وجاهة الأسباب المتداولة والمعروفة فقال سائلا اياي : ماهو افضل طبق لديك؟..قلت له السمك.. فقال وهل تأكلين السمك يوميا؟ قلت له لا طبعا .. فسأل وعلى وجهه ابتسامة النصر .. ولماذا؟ فقلت بلا تردد ..انه الملل ولا بد من التنويع... فقال بعد ان انفرجت ابتسامته وسال لعابه.. أحسنت القول، هذا هو السبب الحق!!!!...قلت له.. اذن هل لي ان ابعث لزوجتك دجاجا مشويا وقطائف القشطة بالعسل فقد ضاقت ذرعا من أكل العدس البائت ودبس التمر الحامض