ردود الأفعال تتوالى بعد دعوة "العريان" لعودة اليهود.. الهيئة اليهودية تقدر مستحقاتها بـ30 مليار دولار وتعد بمشروعات ترد لمصر مكانتها.. قيادات الإنقاذ تدين.. وبكار: لو الدعوة من البرادعى لثارت الدنياالإثنين، 31 ديسمبر 2012 - 13:35
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الدكتورعصام العريان مستشار رئيس الجمهورية والقيادى بجماعة الإخوان
كتب أمين صالح وجمال جرجس المزاحم ومحمود محيى أسيوط ـ هيثم البدرى
ردود أفعال واسعة ومستمرة، أثارتها تصريحات الدكتور عصام العريان، مستشار رئيس الجمهورية،
والقيادى بجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، منذ يومين، والتى دعا خلالها اليهود
الذين غادروا مصر، فى خمسينيات القرن الماضى، بالعودة مجدداً إليها.. وأمام إدانات مختلف التيارات
والقوى السياسية، قدرت الهيئة اليهودية المصرية بباريس مستحقات اليهود المغادرين بـ30 مليار دولار،
واعدة فى الوقت نفسه بإقامة مشروعات قومية فى مصر ترد لها مكانتها حال عودتهم.
بداية، قال الدكتور محمد غنيم، العالم المصرى وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن دعوة العريان
لعودة اليهود المصريين المقيمين فى إسرائيل إلى مصر جانبها الصواب، وإذا كانت الدعوة لإفساح
المجال للفلسطينيين للعودة فإن حجم اليهود المصريين الذين غادروا بعد عام 1956 ق
ليل جدا ومحدود للغاية، فيما كان أغلب الاستيطان لدول روسيا وأوربا الشرقية.
وأضاف غنيم فى تصرحات لـ"اليوم السابع": "اليهود المصريون فى إسرائيل على الأرجح
شاركوا فى عدة حروب ضد مصر منها حرب 1967 وحرب 1973، لذلك لا يمكن أن يستوعبهم
المجتمع المصرى بسهولة". وتابع: "لا أعرف ما إذ كانت هذه الدعوة تعبر عن شخص العريان فقط
أم أنها تعبر عن حزب الحرية والعدالة ككل.. كان أولى به أن يدعو اليهود الروس
والأوربيين للعودة إلى أوطانهم الأصلية فهم أكثر عددا فى إسرائيل وليس اليهود المصريون".
وبينما قال الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى وعضو جبهة الإنقاذ،
إن اليهود المصريين خرجوا من مصر فى أعقاب عام 1947 وحتى 1953 وباعوا كل ما لديهم من ممتلكات
أما اليهود الذين خرجوا من مصر بعد عام 1956 ليسوا أغنياء ولم يكن لديهم
ممتلكات كثيرة بمصر، مشيرا إلى أنهم خرجوا من مصر "بمزاجهم ورغبتهم الشخصية".
وأضاف أبو الغار: "اليهود المصريون ارتكبوا فضيحة حين اشترك أساتذة منهم بالجامعات المصرية
مع الموساد الإسرائيلى فى تفجير بعض المنشآت فى مصر وتحديدا المنشآت الأمريكية من أجل توتر
العلاقة بين مصر وأمريكا فى ذلك الوقت".. وتابع: "الخطأ الوحيد الذى ارتكبته الدولة المصرية
آنذاك هو توقيع اليهود المصريين المغادرين على ورقة بعدم عودتهم إلى مصر.. لأن هذا ليس من الإنسانية".
واتهم أبو الغار، ميليشيات الإخوان آنذاك بحرق حى اليهود فى 1947، كما أوضح
أن السبب فى دعوة العريان بعودة اليهود المصريين من فلسطين هو تحسين العلاقة بأمريكا وإسرائيل فقط.
ولم تقف ردود الأفعال الرافضة لدعوة العريان على قيادات جبهة الإنقاذ فقط، وإنما أدانتها عدة تيارات إسلامية،
حيث قال نادر بكار، المتحدث الرسمى لحزب النور السلفى، إنه لابد أن يحرص السياسى ف
ضلا عن صاحب الموقع التنفيذى على مراعاة تصريحاته للسياق العام
ولحال السامعين، وكلاهما كان غائباً فى تصريحات عودة اليهود.
وأضاف بكار: "الدين حرم الظلم ضد أى مخلوق.. لكن ما مناسبة الحديث الآن عن يهود كانوا فى مصر؟..
فارق بين تصريحاتك كمسئول حزبى وبين كونك مستشارا للرئاسة". وتابع: "التسوية بين من أجبر
على مغادرة أرضه بعد احتلالها وبين من هاجر إلى أرض مغتصبة محتلة أمر لا يقبله عاقل..
وأنا أتفق مع كل من يقول إن هذه التصريحات لو كانت خرجت من البرادعى أو موسى ل
ثارت الدنيا، لكننى كما انتقدت تصريح الهولوكوست أنتقد هذا التصريح أيضا".
كان عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قد أغلق الهاتف فى وجه الإعلامية،
ريم ماجد مقدمة برنامج "بلدنا بالمصرى"، بعد وقوع مشادة كلامية بينهما، أمس بسبب مطالبات
العريان بعودة المصريين اليهود فى إسرائيل إلى مصر،
واعتراض ريم على ذلك بحجة أن انتمائهم لن يكون إلى مصر.
وقال العريان، إنه يجب على المصريين اليهود فى إسرائيل العودة إلى مصر، حيث إنه لا يجوز
أن يحرم مصرى من جنسيته ومن العيش على أرض مصر، مشيرا إلى أن مصر أولى بأولادها م
ن أى دولة أخرى، وأن الحل للقضية الفلسطينية، أن يخرج الإسرائيليون
من الأراضى الفلسطينية، وجزء من تلك الخطوة هى عودة اليهود إلى مصر".
وعقبت ريم ماجد على ذلك قائلة: "اليهود المصريون هيكون ولاؤهم مش لمصر..
وإحنا عشان نحل القضية الفلسطينية.. نخلى أرض مصر مستباحة..
إحنا بنجيب مواطنين إسرائيليين إلى مصر".
ورد العريان، خلال مداخلته الهاتفية: "هو أنا بتكلم عن مواطنين محتلين لمصر؟!
أنا بجيب مواطنين مصريين.. دول هيبقوا مواطنين بلا وطن.. عشان إسرائيل خلاص إلى زوال،
انتى بتكلمى واحد جماعته أعطت شهداء لفلسطين.. هو إحنا بقينا ننسى التاريخ..
ومن انتقدوا كلامى لم يقرأوه من الأساس، وإنما اكتفوا بالانتقاد".
وعند مطالبة ريم ماجد للعريان بالاستماع إلى رد الدكتور محمد غنيم، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى
فى مداخلته الهاتفية، قال العريان: "لا يا ريم أنا مبدخلش فى مداخلات هاتفية.. مع السلامة يا ريم".
وما بين الترحيب، والمطالبة بـ"رد الحقوق"، توالت ردود الأفعال داخل إسرائيل،
حيث أرسلت الهيئة اليهودية المصرية بباريس برقية، تهنئة للدكتور محمد مرسى، ومجلس الشورى المصرى،
على إقرار الدستور الجديد، ودعت الرئيس لعقد حوار مفتوح لمعرفة مطالبهم بداية العام المقبل 2013،
وذلك بعد دعوة العريان. وقالت الهيئة اليهودية فى نص البرقية، "نهنئ الشعب المصرى،
ونهنئكم على دستور جمهورية مصر العربية الجديد، ونأمل أن يكون دستورا يجعل من مصر استقرارا
ونموا وتحمل دورها العالمى، وحصول اليهود المطرودين من مصر
على حقوقهم الضائعة والمغتصبة، والتى تصل إلى أكثر من 30 مليار دولار".
وأضافت الهيئة اليهودية، "نشكر القيادى الإخوانى عصام العريان على دعوته الرسمية لليهود المصريين
بالعودة من إسرائيل، واسترداد أملاكهم حتى يفسحوا المجال للفلسطينيين،
بعد أن طردنا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهجرنا من مصر، فهو دليل واضح على فتح حوار معنا".
وقال الدكتور أشعياء وليم، رئيس الهيئة اليهودية المصرية بباريس: "إننا نهنئ كل المصريين
على الدستور الجديد الذى يعد انطلاقة الدولة المدنية المصرية الحديثة، كما نهنئ أنفسنا
على الدعوة الرسمية للدكتور عصام العريان لعودتنا لمصر والحصول على حقوقنا.
وأضاف "وليم"، فى المذكرة الثانية المرسلة اليوم الأحد للقصر الجمهورى، إننا رفضنا
تقديم مشروع قانون للكنيست العام الماضى، منذ اندلاع الثورة المصرية، من أجل استعادة أملاك اليهود
فى مصر، وحقوقنا التى تركت بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، مؤكدا أن أملاك اليهود فى مصر
تصل إلى 30 مليار دولار لليهود ذوى الأصول المصرية، والذين
أجبروا على مغادرة مصر، وتوجد الممتلكات فى جميع محافظات مصر.
وزعم "وليم" أن لدى اليهود المصريين عدد من القضايا المرفوعة منذ سنوات، وأبرزها قضايا المطالبة
بتعويضات عن ممتلكات اليهود فى مصر، مثل قضية أسرة رجل الأعمال اليهودى "ألبرت متسجر"
والذى يمتلك عددا من الفنادق الكبرى فى الإسكندرية، والمعروفة حاليا بفندق سوفتيل
على شاطئ الكورنيش، غير أنه فى أعقاب حرب 1956 أجبرته السلطات المصرية
على الرحيل بحقيبة ملابسه فقط ـ على حد قوله ـ دون أن يأخذ مليما واحدا هو وأسرته.
وطلب رئيس الهيئة المصرية اليهودية فتح حوار جديد مع الرئيس محمد مرسى لحل مشاكل اليهود فورا،
من أجل عودتهم لمصر، ولحصولهم على حقوقهم،
مؤكدا أنهم يرفضون اللجوء إلى المحاكم الدولية فى ظل الرئيس الجديد.
وأكد رئيس الهيئة المصرية اليهودية، أن لديهم أكثر من 100 مشروع قومى سيعيد لمصر مكانتها العالمية،
ويحل أزماتها الاقتصادية، بعد فتح حوار جديد معهم، موضحا أنه أرسل مذكرة لرئاسة الجمهورية،
فى أغسطس ويوليو الماضيين، ولم يرد عليهم أى مسئول مصرى بمطالبهم الرسمية،
والتى تعد مطالب لحقوق ضائعة ستعود لهم فى القريب العاجل،
مضيفا أن النظام السابق كان يرفض الحوار معهم.
من جانبها وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات القيادى بجماعة "الإخوان المسلمين"
عصام العريان، بأنها كانت بمثابة مفاجئة وأثبتت حق اليهود فى ممتلكاتهم بمصر.
وقال تسيبى برائيل، الكاتب الصحفى الشهير بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، والمتخصص
فى الشأن المصرى، إن وصف إسرائيل بالدولة العنصرية من جانب مستشار رئيس الجمهورية،
ونائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين
تعبر عن مدى كراهية "الجماعة" لليهود ولإسرائيل.
واستنكر برائيل، دعوة العريان يوم الخميس الماضى، فى لقاء تلفزيونى لليهود المصريين
الذين هاجروا إلى إسرائيل للعودة للعيش فى بلادهم، ورفض العيش
فى ظل حكم الاحتلال والعنصرية الذى يرتكب جرائم حرب ضد الإنسانية.
وأوضح برائيل، أن العريان أشار إلى أن مصر ليس لديها الحق فى منع عودة جميع المصريين،
وحصول اليهود المصريين على ممتلكاتهم بالإضافة لإفساح المجال للفلسطينيين للحصول على حق العودة لأراضيهم.
ولفت الخبير الإسرائيلى فى الشئون المصرية، إلى أن دعوة القيادى بجماعة الإخوان أثارت ضجة كبيرة
داخل الأوساط المصرية، مشيرا إلى تصريحات الدكتور محمد يونس، عميد كلية الحقوق بجامعة حلوان،
التى أكد خلالها أن دعوة العريان لحصول يهود مصر على ممتلكاتهم قد يجبر الدولة
على دفع مبالغ طائلة كتعويض لهم على الرغم من عدم أحقيتهم فى ملكيتها.
وفى السياق نفسه قال موقع "نيوز 1" الإخبارى الإسرائيلى الشهير، إن دعوة العريان تثبت أن لليهود المصريين
حقوق قد سلبت منهم فى مصر بعد خروجهم منها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف الموقع الإسرائيلى، أن أرض إسرائيل هى وطن للشعب اليهودى، ولكن فى الوقت نفسه
فهناك ممتلكات كانت قد سلبت منهم فى وطن اليهود المصريين قبل خروجهم منها.
وأشار الموقع الإخبارى الإسرائيلى، إلى أنه وفقا لوزارة الخارجية فان عدد الجالية اليهودية
بلغ عام 2007، فى مصر إلى حوالى 40 شخصا من بينهم 30 فى الإسكندرية.
وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن رئيسة الطائفة اليهودية فى القاهرة كارمن وينشتاين المقيمة بالإسكندرية
حاليا لا تزال تحاول رصد ممتلكات اليهود الذين هاجروا من مصر، للمطالبة بتعويض ضخم
عن نزع ملكيتهم وطردهم من ممتلكاتهم، مشيرا إلى أن تلك المحاولات لم تنجح حتى الآن.
فيما عبرت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلى عن دهشتها من الدعوة التى أطلقها عصام العريان،
قائلة، "أخيرا ظهر من يريد عودة اليهود إلى مصر"، مشيرة إلى أن الدعوة الغريبة
من قبل رجل الإخوان المسلمين أثارت حالة من الاستغراب بين الأوساط السياسية فى مصر.
فى المقابل، وصف اتحاد شباب الثور بأسيوط دعوة قيادات الإخوان بعودة اليهود من إسرائيل
وحقهم فى استرداد ممتلكاتهم ، بالصفقة السياسية المشبوهة والنتنة والمتعفنة مع العدو الصهيونى
وحليفته الكبرى أمريكا ضد الوطن، وذلك لإرضاء اللوبى الصهيونى
والولايات المتحدة عن سياسات الإخوان فى مصر.
وأكد عقيل إسماعيل عقيل، المتحدث الرسمى للاتحاد أنها دعوة غير وطنية من أشخاص
لا تهوى غير تحقيق مصالحها الشخصية حتى على حساب الوطن، واندهش عقيل من حرص
الإخوان على اليهود وأغلب المصريين تحت خط الفقر خاصة فى الصعيد وهم الأولى بالرعاية
والاهتمام من حق اليهود فى العودة، وأكد عقيل أن الدعوة تساعد على ترسيخ
مبدأ ما قاله المرشد العام السابق للإخوان ونظرتهم لمصر عندما قال (طز فى مصر).
وطالب إسلام سعد خشبة رئيس المكتب السياسى للاتحاد بضرورة أن يقال العريان
من كافة المناصب المتعلقة بالدولة، حتى لا يكون متحدثا باسم الدولة المصرية،
ولابد من إجراء تحقيق معه، لأنه كلام خطير ومخيف على مستقبل مصر فى ظل دولة الإخوان.