سعيد عبيد
سعيد عبيد
سعيد عبيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تعليمي ثقافي اجتماعي
 
الرئيسيةبوابة سعيد*المنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 هُدَاٌة لا قُضَاة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هنا جلال
مدير إدارى المنتدى
مدير إدارى المنتدى
هنا جلال


علم بلدك : مصر
شخصية مفضله : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773303
دعاء : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773642
هُدَاٌة لا قُضَاة 133271191531
المزاج : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773271
انثى
الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية

هُدَاٌة لا قُضَاة Empty
مُساهمةموضوع: هُدَاٌة لا قُضَاة   هُدَاٌة لا قُضَاة Emptyالأربعاء 12 ديسمبر 2012, 4:56 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هُدَاٌة لا قُضَاة


أسامة السيد الأزهرى

فى ظل الأزمة السياسية المحتدمة، المنذرة بشر وشرر، وفى ظل
الصدام والاستقطاب، والنفوس المشحونة بالكراهية والغضب، وفى ظل التشويه
المتبادل، الذى سالت بسببه دماء طاهرة، كان لا بد من عددٍ من الموازين
والمواثيق التى نتفق عليها جميعاً: أولها: نبذ العنف من أى طرف، قولاً أو
فعلاً، بل لا بد من نبذ العنف فى طريقة التفكير، ثانياً: عدم الاستقواء
بالخارج من أى طرف، وعدم الدعوة إلى تدويل قضايانا، وعدم دعوة أى طرف أجنبى
للضغط أو التدخل، ثالثاً: أن نعلى مصلحة الوطن فوق جميع برامجنا ومقاصدنا،
رابعاً: أن تتوافر الإرادة الحقيقية الجادة لقبول أبناء الوطن جميعاً،
وعدم اختزال الوطن الواسع فى فئة أو تيار، حتى نكون جميعاً هداة لا قضاة.

وإذا أردتم شيئاً من التفصيل فاسمعوا معى هذا التأمل، لقد تأملتُ
كلام الله تعالى، وهو يقص علينا قيم الأنبياء وبصائرهم فى إدارة الأزمات مع
أممهم وشعوبهم، والمحاور التى كانوا يعولون عليها فى تأسيس حوار حقيقى
وجاد، يفضى إلى بصيرة، وسكينة، واستقرار، فذكر لنا سبحانه قول سيدنا هود
عليه السلام: (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربى ورزقنى منه رزقاً
حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما
استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) (سورة هود آية 88)،
فوجدت أن سيدنا هوداً عليه السلام قد اعتمد على ثلاثة أمور: 1- (وما أريد
أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)، 2- (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، 3-
(وما توفيقى إلا بالله).

أما الأمر الأول: (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) فمعناه
أن هناك قيماً ثابتة، وإطاراً مستقراً، يحكم الحوار والخلاف والنزاع بينى
وبينكم، وأنا أول من يلتزم به بصدق، فتعالوا لنتجرد له جميعاً، وإن أدى إلى
إقرار أحد الطرفين بأنه كان مخطئاً، وهو إطار يتم فيه إعلاء شأن الحقيقة
والصواب على رؤوس الجميع، ويخضع له الجميع، ولا يأنف فريق من الرضوخ له،
دون مكابرة، ودون انتصار للذات تُنْتهَك فيه المبادئ، بحيث نبقى جميعاً بكل
أطيافنا وتوجهاتنا فى حدود الأخلاقية والإنسانية والوطنية، ونترفع عن
التهديدات والاتهامات المتبادلة، ونبتعد فيه عن حملات التشويه والاغتيال
المعنوى، وترويج الشائعات المهينة من كل طرف حول الطرف الآخر، فكأن سيدنا
هوداً عليه السلام يقول: تعالوا لنتفق على إطار أعلى، يلتزم به كل فريق،
ويوطن نفسه بصدق على الخضوع له، وأنا أول ملتزم به، ولن أخالفكم إلى ما
أنهاكم عنه أبداً.

وأما الأمر الثانى: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، فمعناه أننى
بحكم القيام بأعباء الشريعة والنبوة ممتلئ فى باطنى بالربانية، وإرادة
الإصلاح الحقيقى، ولا أريد سواه، ولا يهجس فى الباطن اختلاط الإصلاح
بالأمور الذاتية، ووجهة النظر الخاصة، مهما كان توجه صاحبها، ورؤيته لطريقة
إدارة الوطن، ولا تضطرب الرؤية عندى، بحيث أمزج الإصلاح بالانتصار للذات،
ولكن كيف نضمن ذلك جميعاً من نفوسنا؟؟

نضمن ذلك بالأمر الثالث، وهو: (وما توفيقى إلا بالله)، لأن الإصلاح
لا بد له من إرادة، وإدارة، وتوفيق، وقضية التوفيق هذه هى الرقابة الذاتية
الباطنية، التى يعرف بها كل فريق من نفسه إن كان متجرداً بالفعل لمصلحة
الوطن، أو أنه جعل ذاته هى الوطن، وهذا التوفيق الإلهى هو الضامن الوحيد
الذى تنطفئ به جمرات النفوس، وينحسر به ما كان يكتسحها من قبل من غضب
وحمية، وكبر، وانتهاك للمبادئ، أو استغلال لها فى تبرير رؤيته الخاصة.

وقد تعجبت كثيراً من ارتباط إرادة الإصلاح بوقوع التوفيق، هنا، وفى
سورة النساء، فى قوله تعالى: (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله
وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) (سورة النساء، آية
35)، فاستوقفنى كثيراً قوله سبحانه: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما)،
فجعل سبحانه جريان التوفيق، وتحقيق التواؤم والتوافق، ونجاح المساعى
الاجتماعية فى نزع فتيل الاضطراب والتشاحن، مرتبطاً بما يدور فى قلوب
العباد من قيم ومعانٍ، فهى إن تجردت من الهوى، والحمية، والغضب، والانتصار
للذات، ودواعى الكبر والتحامل على الغير، وامتلأت بالميل إلى سخاء النفس مع
الغير، وإعلاء مصلحة الجميع، فإن الله تعالى يلقى النور والسكينة على تلك
الاجتماعات والمشاورات، وتتسع آفاق العقول فى وضع الحلول وبرامج العمل،
وتفضى إلى تركيبٍ حقيقى بين وجهات النظر، بحيث يخرج الجميع متوافقين عن
إرادة حقيقية.

وإلا فهى الكارثة، والصدام، والنفق المظلم، الذى يتعجب فيه كل فريق
ويقول: لماذا حصلت الكارثة وأنا متأكد من أننى على الصواب، والجواب إن حصل
ذلك -ونتمنى ونرجو ألا يحصل- هو: أن كل فريقٍ حَبَسَ نفسه فى كهف
أيديولوجى، وطنىٍّ أو دينىٍّ، فصار لا يرى سواه من أبناء الوطن.




منتديات هنا جلال التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي  إلى الثانوية العامة
ماما هنا

                    
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هنا جلال
مدير إدارى المنتدى
مدير إدارى المنتدى
هنا جلال


علم بلدك : مصر
شخصية مفضله : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773303
دعاء : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773642
هُدَاٌة لا قُضَاة 133271191531
المزاج : هُدَاٌة لا قُضَاة 1342907773271
انثى
الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية

هُدَاٌة لا قُضَاة Empty
مُساهمةموضوع: رد: هُدَاٌة لا قُضَاة   هُدَاٌة لا قُضَاة Emptyالسبت 29 ديسمبر 2012, 2:10 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



منتديات هنا جلال التعليمية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي  إلى الثانوية العامة
ماما هنا

                    
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هُدَاٌة لا قُضَاة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سعيد عبيد :: المنتدى الإخبارى :: مقالات وآراء-
انتقل الى: