نظرات من الإعجاب الممزوج بالدهشة امتلأت بها عيون المارة الذين التفوا حولهم فى دائرة
أخذت فى الاتساع، فى محاولة لفهم أبعاد لوحة ضخمة انهمكتا فى الانتهاء منها بدقة، لم يفهم البعض اتجاه زوايا اللوحة
التى حرصت كل من "مى، ونورهان" على تكبير بعض أجزائها وتصغير أجزاء أخرى بشكل بدا عشوائياً
من مسافة قريبة، البعض اكتفى بالانتظار لحل اللغز المرسوم على الأرض، أما باقى المارة فأخذوا فى الدوران حولها
حتى التقطت أعينهم مشهد زجاجة المياه الغازية العملاقة التى وقفت أمامهم على الأسفلت فى مشهد ثلاثى الأبعاد،
أثار هتافات الإعجاب والتصفيق من المارة وابتسامات الرضا على وجه كل من "مى ونورهان" الفريق الأول للرسم "3D".
بدأت الفكرة بمجموعة من الأبعاد المتداخلة داخل عقل "مى بدر" الطالبة بالسنة النهائية بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان،
طالما جلست لمشاهدة الرسومات ثلاثية الأبعاد التى زاد انتشارها كجزء جديد من فنون الشارع التى تحمل الكثيرمن الإبداع،
دفعها ما تثيره النماذج التى تبحث عنها لدراسة طريقة تنفيذها، وكيف يمكنها التحكم فى المنظور والأبعاد المختلفة
حتى تظهر اللوحة من زاوية معينة كخيال أصدق من حقيقة، وبالفعل كانت زجاجة المياه الغازية العملاقة
هى تجربتها الأولى بصحبة "نورهان" العضو الثانى فى الفريق
الذى نجح بعد المحاولة الأولى فى الحصول على المركز الأولى فى مسابقةMake Fair Africa
لابتكارات الشباب على مستوى أفريقيا.
"الرسم الثلاثى الأبعاد جزء من فنون الشارع مثل الجرافيتى والرسم على الأرض والحوائط،
ويعتمد بشكل أساسى على التحكم فى أبعاد الرسم حتى يظهر بأبعاد ثلاثية من زاوية معينة"
هكذا بدأت "مى" حديثها عن الفريق الذى كونته مع "نورهان محمود" التى عشقت الرسم منذ طفولتها،
لتغيير شكل "فن الشارع" الذى اقترن فى أذهان الناس بالجرافيتى فقط، والتعبير بالفن بطريقة جديدة.
أما عن المسابقة فتتحدث "نورهان" التى لم تصدق حصولهما على المركز الأول بين مئات المشروعات الشبابية
المبتكرة فى مجالات مختلفة على مستوى أفريقيا: المسابقة كانت الخطوة الأولى فى نجاح الفكرة، بدأنا بمجموعة من
الرسومات العادية التى تظهر فيها فكرة الارتفاع عن الأرض مثل السلم والحوت كما قمنا برسم معبر عن مجاعات الصومال
وغيرها من الماكيتات التى حملناها للمسابقة التى حصلنا فيها على المركز الأول،
وهو ما شجعنا على استكمال التجربة التى شعرنا ببداية نجاحها.
"نحلم بانتشار الفكرة فى كل مكان، وهدفنا تخصيص شارع لفن الرسم الثلاثى فى مصر،
نظراً لحاجته لزوايا معينة للتمكن من رؤية الصورة بأبعادها الثلاثية، هكذا انتهت مى ونورهان من حديثهما
عن فكرتيهما، فى انتظار التمكن من افتتاح شارعهما الفنى الخاص الذى حلمتا
بتحويله لمتحف ثلاثى الأبعاد يخلد الثورة بالطول والعرض والارتفاع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]