[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أنقذوا سيناء من نفسها! عماد الدين أديب
لا بد أن نتابع ما يحدث فى سيناء هذه الأيام بشكل يتناسب مع حجم الخطورة التى تتعرض لها هذه البقعة العزيزة من أرض مصر.
سيناء الآن هى محور الصراع، ومحور القتال، ولكن ليس مع العدو الصهيونى، بل مع «تشكيلة أو باقة أعداء من الداخل والخارج معاً».
سيناء هى قنبلة موقوتة تكاد تنفجر فى وجه الجميع بعد إهمال استمر
سنوات طويلة وممتدة، واليوم ندفع جميعاً ثمن الفاتورة المؤجلة لسلسلة من
الإخفاقات المقصودة أو غير المقصودة لإدارة تلك المسألة.
على مسرح الأحداث فى سيناء هناك 3 أنواع من اللاعبين.
اللاعب الأول اللاعب المحلى، وهو قبائل سيناء التى عاشت مهمشة فى ظل
الاحتلال الإسرائيلى، ومهمشة أكثر فى ظل العودة إلى حضن الوطن الأم.
عاشت قبائل سيناء مشكوكاً فى دورها أثناء الاحتلال الإسرائيلى لأنها تابعة لمصر.
وعاشت أيضاً مشكوكاً فى ولائها لأنها عايشت إدارة الاحتلال الإسرائيلى لسنوات طويلة.
وظهرت فى تلك الفترة أزمة الهوية لتلك القبائل، فهى مصرية بحكم
الجنسية، ومرتبطة بمصالح فلسطينية وإسرائيلية بحكم علاقات الجوار أو
الروابط الأسرية الممتدة، وهى معتدلة ومتفتحة بحكم تعاملها مع السياح، وهى
محافظة دينياً بحكم حدودها البالغة 14 كيلومتراً مع غزة.
مالياً واقتصادياً ترتبط سيناء بالدولة المصرية، لكنها لا ترى أنها
تحصل على الخدمات أو الطاقة أو الدعم أو التجارة من العاصمة المصرية، بل
تعتمد فى مواردها على ما يتم تهريبه عبر الأنفاق من ناحية وعبر الحدود من
ناحية أخرى.
إذن، سيناء تواجه عدة أزمات: أزمة هوية، وأزمة علاقات، وأزمة موارد،
وأزمة أفكار متطرفة تلاقى رواجاً شديداً بدعم من قوى فى غزة وبتمويل خارجى
يبدأ من طهران وينتهى فى جبال أفغانستان، حيث يوجد مركز القيادة المركزى
للدكتور أيمن الظواهرى.
إن المعضلة التى تحتاج إلى تفسير سياسى وعقائدى حول ما يحدث فى
سيناء هذه الأيام هى كيفية تبرير عداء جماعات دينية فى سيناء لنظام حكم فى
القاهرة يرفع شعار ضرورة تطبيق الشريعة؟
إنها العودة إلى خلاف عمره أكثر من 30 عاماً، منذ أن كان هناك انشقاق وشقاق عقائدى عنيف بين جماعات الجهاد وجماعة الإخوان المسلمين.
وها هو التاريخ يكرر نفسه، حينما كانت الجماعة الإسلامية فى جامعات
مصر ومن بين صفوفها د. أيمن الظواهرى ورفاقه تدخل فى صدامات علنية شفهية
ومكتوبة ضد جماعة الإخوان المسلمين.
إن الثأر التاريخى يعود، بشكل جديد، وبأدوات جديدة وبقواعد جديدة.
إنه صراع بين تيار إسلام سياسى يحكم فى ظل انتخاب ودستور وشرعية،
وبين قوى إسلامية تكفيرية تلجأ إلى العنف لإسقاط النظام لأنه لا يحكم بما
أمر الله!
أضف إلى ذلك كله جميع تعقيدات الأدوار الحمساوية والإسرائيلية والإيرانية فى ذلك الملف.
أضف إلى ذلك كله الفهم المغلوط أن معنى كلمة ثورة هو أن تسقط الدولة وليس النظام!