[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حتى لا يكون الحل: سبلة كتكوت معتز بالله عبد الفتاح
«مش هنعرف ننظف ميدان التحرير ونرجعه مثل ما كان، أنا زهقت من
المنظر والله؟ هل سيكون آخر هذه الثورة اللى بيحصل ده؟» صديقى محمد
الميكانيكى سألنى وتبدو عليه علامات الإحباط والتأثر.
وقبل أن أنطق بكلمة، وجدت صديقا مشتركا يعلن أنه عنده حل «ما يخرش
الميه»، على حد تعبيره. ما هو الحل يا سيادة المستشار إبراهيم؟ رد سيادة
المستشار وتعبيرات وجهه توحى بأن عنده فكرة لم تخطر على بال أى حد فى الكون
ألا وهى: «سبلة كتكوت».
«يعنى إيه؟» سألت أنا وصديقى محمد الميكانيكى.
قال سيادة المستشار: سأحكى لكم واقعة تفهموا منها أنا قصدى إيه. من
أسبوع كنت راجع على الطريق الزراعى بالسيارة وكان معى صديق. ومررنا على
سيارة مقلوبة خرج منها سائل لزج لم نعرف ما هو لكن له رائحة كريهة فوق
الخيال لدرجة أننا كنا سنموت منها داخل السيارة. وبعد فترة اعتقدنا أن
الرائحة قد ذهبت غير مأسوف عليها.
المهم ذهبنا إلى البيت وركنا السيارة تحت المنزل وطلعنا وبعد نصف
ساعة وجدنا عبده، صبى القهوة التى أمامنا، طلع يطلب منا أن نحرك السيارة
بعيدا عن القهوة لأن فيه رائحة كريهة تخرج منها رغما عن أنها بالفعل تبعد
عنها حوالى 20 مترا.
غيرت ملابسى ونزلت الشارع وجدت ولا نفر قاعد على القهوة والكل حول
السيارة يريدون أن يعرفوا ما الذى يجعل هذه الرائحة الكريهة تخرج منها.
وظللنا جميعا نتساءل عن سر هذه الرائحة إلى أن ظهر عمك أحمد الذى عنده فوق
الثمانين سنة وهو الوحيد الذى عرف أصل هذه الرائحة وهى أنها: «سبلة كتكوت»،
أى كمية كبيرة من روث الكتكوت يتم تجميعها من المزارع بحيث يمكن أن تستخدم
كسماد عضوى لأنواع معينة من الأراضى والمحاصيل. وأسوأ ما فيها أنها ذات
رائحة كريهة لا تطاق.
ونحن ننصت باهتمام، والمستشار إبراهيم يحكى كان نفسنا نسأله: «وما
علاقة كل هذه القصة ذات الرائحة الكريهة بسؤال محمد عن ميدان التحرير؟»،
وقبل أن نسأل كانت كلمة السر من سيادة المستشار وهى أننا بحاجة لزراعة
حدائق ميدان التحرير وهذا يحتاج سمادا عضويا، والسماد العضوى المناسب هو:
«سبلة كتكوت».
وبعدين، عربيات السماد بتعدى من كل مكان، لماذا لا تمر بالصدفة من
أمام السفارة الأمريكية، وبالصدفة أيضا يكون فيها: «سبلة كتكوت»، وبالصدفة
أيضا تنقلب بين المتراشقين بالحجارة ويخرج منها: «سبلة كتكوت». وهكذا يعرف
كل واحد ناوى يبلطج أو يخرب المنشآت العامة إنه فى النهاية مصيره: «سبلة
كتكتوت».
أنا ومحمد قاعدين نسمع ومش عارفين هل هذا الكلام حقيقة أم خيال؟
منطقى أم جنان؟ وهل وصل بنا الأمر أننا نحل مشاكلنا بـ: «سبلة كتكوت». طبعا
استهجنا الفكرة، ولكن سيادة المستشار مصمم أن هذا هو الحل الوحيد بدلا من
الطوب والطوب المضاد، والمولوتوف والمولوتوف المضاد، والخرطوش والخرطوش
المضاد.
صمم سيادة المستشار على رأيه، وأقسم علىّ أن أنشر مقالا يتضمن هذا
الاقتراح ويكون عنوانه: «سبلة كتكوت» وأترك للرأى العام أن يحكم أيهما أفضل
الطوب والخرطوش أم: «سبلة كتكوت». وكان هذا المقال.
ولكن عندى اقتراح أفضل: وهو تطوير آليات مؤسسية للتفاوض الجماعى
وقانون أكثر منطقية للتظاهر والإضراب والاعتصام وربما تكون نقطة البداية هى
استقراء تجارب التحول الديمقراطى لاسيما فى جنوب أفريقيا والمجر. فقد
واجهوا ما نواجهه، ونجحوا فى ما لم ننجح فيه بعد، وإلا سيكون الكتكوت هو
الحل!