الليل هو اسم لكل ليلة ، عقيب النهار، يبدأ بجمال وينتهي بمثل ما بدأ به.
ومما قيل فيه: (إذا جاء الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل إنسي).
قد تتفق وتختلف مع المقولة كختلاف الليل مع النهار!
قد تعرفه بالسكون، وقد تكون سوداوي النظرة فتعرفه بالخفاء والإجرام ، يعرفه الرومنسي بالحياة نظرًا لحاله فهو إما في موعدًا مع حبيب ، أو هو قابع في بكاء عليه، وشوق لسواد عينيه.
تغنى به الشعراء ، ووصفه البلغاء ، ويتقاسمه الجميع بعدل الفقراء و الأغنياء
فقهوة المساء لذيذة تشبه سواد سمائه ، ومرارة مايكابده عشاقه، يريح النفس بلا شك تقرأ فيه بعض القصائد ، وفيه حكايا الأمهات ، وخرافات الجدات ، فيه تقام الحفلات ، وتزف العرائس.
فيه سهرات شهرزاد ، وفيه خلوات العباد،وفيه أيضًا حريةالتصرف والعيش كما يريد الأفراد.
كم أنت هادئ وحر يمارس الجميع حقهم في النوم ، في السهر، حتى العشاق لاتتسلل إلا ليلًا
ليالينا تختلف ، وكم منا من قضى ليالي نابغية وكابده وتمنى زواله ، وكم رددنا بيت الشعر الشهير:
ألا يا أيها الليل الطويل ألاانجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
أنه امرؤ القيس ، عشيق الليل والنساء، متيم فاطم رمز التدلل والإباء ،وأحدى بطلات ليالي مضت، وقصص درجت أغرك مني أن حبكِ قاتلي؟ وأنكِ مهما تأمري القلب يفعلِ وأنكِ قد قسمتي الفوائد فنصفه قتيل ونصفه في الحديد مكبلِ
الليل هو الحب ففيه تغازل سهيل ، وتشبه القمر بمحبوبتك ، هو ملقى المتحابين ، وميعاد العشاق ، ومن أنكر هذه الحقيقة فكيف يعلل وصية خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم في ثلاث من ضمنها صلاة الرجل في جوف الليل ولما فضل قيام الليل على كل سنن الصلاة ولما نزلت الآية الكريمة :{ قم الليل إلا قليلا}
إنه اللقاء الرباني العظيم فيه تسبحه ، وفي تشكره ، وفيه تشكوى إليه،
فيه التمني، فيه العطاء ، فيه يتجدد الشوق
لجنة لا ليل فيها ولا نهار!
عش ليلك كما تريد ، واسكن فيه ستجد الآمان ، لاتلتفت إلى المتطيرين حين يقولون أن الليل للصوص والسراق
لإن الكل ينظر للشيء من شرفته فمن يقطن في عشوائيات المدن ويفتح النافذة إذا استنشق الهواء العليل ، ورأى المنظر الجميل سبيتسم! رغم ماقد يكون في الأسفل من مواء القطط ،ونباح الكلاب ،وأصوات السكارى.
جميل أنت ياليل وجميل لباسك الالهي لتغطي الجميع بعدل.
وأخيرًا لاتنسى ساعات النوم فكل المخاوف ستذهب، وكل المشاكل ستتوقف لتعطينا مزيد من الاسترخاء