هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: هل ما زالت هناك قضايا للوّد لم يفسدها الخلاف فى الرأى؟ الأربعاء 05 سبتمبر 2012, 8:20 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هل ما زالت هناك قضايا للوّد لم يفسدها الخلاف فى الرأى؟أنيسة عصام حسونة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال الإمام الشافعى «ما ناظرت أحدًا فأحببت أن يخطئ فرأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب»، كما قال الحكماء إن «الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية»، وتؤكد مثل هذه المقولات حق الإنسان فى التعبير عن رأيه وواجب المخالفين له فى الرأى فى الدفاع عن هذا الحق، رغم أنه وفقًا لمعلوماتى المتواضعة فإن الأمة الإسلامية والعربية لم تعرف تقريبًا نموذجًا واضحًا لقبول الخلاف فى الرأى بأريحية بعد سيدنا عمر بن الخطاب الذى قبل أن تصوّب رأيه امرأة، وهو الخليفة العظيم.والمشكلة أننا نتصرف على أرض الواقع بطريقة مغايرة لما ننادى به، وكما يُقال «فهذه نقرة وتلك نقرة أخرى»، ووفقًا للعرف السائد وفى ضوء اعتقاد الغالبية العظمى منا باحتكارهم للحقيقة يصبح مَن يخالفنى فى الرأى مخطئًا بداهة، أما مَن يناقشنى بوجهة نظر معاكسة فهو حتمًا ضدى شخصيًّا، وعندئذ تصبح «قضية الود» واحتمال فسادها فى نطاق هذا السياق لغوًا فارغًا وضعفًا لا يليق بذوى الهمة.وقبل أن ينبرى البعض ويسارع بالدفاع عن موروثنا الثقافى والإطار الفكرى لمرجعيتنا السلوكية دعونا ننظر بصراحة إلى واقع ممارستنا الحياتية بدءًا بالخطوة الأولى فى تكوين سلوكنا الحضارى، وهى الأسرة داخل المنزل، حيث نبدأ بتعليم الأطفال ذخيرة من الأقوال المأثورة يتلخص مضمونها فى أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، أما إذا فضّل الطفل مع ذلك الكلام وإبداء رأيه الخاص فنستهجن جرأته من خلال قول آخر يضعه فى حجمه الصحيح، وهو «أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة»، شارحين ذلك بأن الأطفال المؤدبين لا يعارضون مَن هم أكبر منهم سنًّا، وبذلك ننجح فى الخطوة الأولى للقضاء على الاستعداد الفطرى لتكوين رأى مستقل.وعندما يُفك أسر الطفل ويذهب إلى المدرسة لا نقصّر فى تكريس هذه المعتقدات وتثبيتها فى وعيه الغض، ونستخدم القول البليغ «مَن علمنى حرفًا صرت له عبدًا» وأنا بطبيعة الحال لا أنتقص من أهمية الدور الذى يقوم به المعلم، لكن هل يوجد «عبد» قادر على الدخول فى نقاش مع «سيده»؟ ولا يتحسن الأمر بل يزداد سوءًا فى المرحلة الجامعية التى من المفترض أن تكون مرحلة النقاش الحر وتكوين الرأى واستقلالية الفكر العلمى المحلق فى رحابة إبداع الفكر الإنسانى، فنجد أن الأستاذ عادة ما يطالب تلاميذه بالالتزام برأيه عند الإجابة عن أسئلة الامتحان، ويعتبر إبداء الرأى المستقل، حتى لو كان مدعمًا بآراء أساتذة آخرين، نوعًا من الاستعراض المرذول، مما يضطر الطالب، المحكوم بالرغبة فى الحصول على التقدير المرتفع فى الامتحان، إلى الاستسلام لهذا التفكير العقيم.ولكى تكتمل هذه المنظومة الثقافية العبقرية لا يبخل علينا الجهاز البيروقراطى الذى يؤول إليه مصير هؤلاء الخريجين بالمساهمة فى الإجهاز النهائى على مَن زال به رمق أخير من الاستعداد للتفكير المستقل فيعطيهم دروسًا مجانية فى التعريفات البيروقراطية الجديدة: فإبداء رأى معارض لرأى الرؤساء هو نوع من المشاغبة المستهجنة، والاعتراض على الممارسات الخاطئة هو رغبة فى الظهور على حساب مصلحة المجموع، أما اقتراح أساليب جديدة للإنجاز بصورة أكثر كفاءة فهو مجرد محاولة انتهازية للحصول على منصب الرؤساء.وبذلك نكون قد حقّقنا نجاحًا باهرًا فى خلق جيل يخشى التعبير عن رأيه بشجاعة ويتبنى الاستراتيجية الحكيمة القائمة على «المشى جانب الحيط» مما يجنّبه مخاطر السير فى وسط الطريق، معبّرًا عن قناعاته الحقيقية، أما بالنسبة إلى مسألة الخلاف فى الرأى، فهذا الجيل سيدرك على أرض الواقع أنه بالفعل لا يفسد للود قضية، لكن بشرط أن لا يكون ذلك الخلاف مع مَن هو أكبر سنًّا أو نفوذًا أو قوة أو وساطة أو سلطة أو مركزًا إلى آخره.وهنا قد يتساءل البعض: ما الجديد فى ذلك كله؟! الجديد هو أننا بعد ذلك كله نجد لدينا الجرأة المثيرة للدهشة فى انتقاد الأجيال الجديدة سواء فى ما يتعلق بعدم الاهتمام بالمشاركة أو فى اللجوء إلى العنف عند إبداء الرأى، فهل علّمناهم غير ذلك؟ هل قدمنا لهم نماذج لاحترام الآراء المخالفة دون تسفيه أو احتقار أو ازدراء؟ هل صكت آذانهم تعبيرات غير العمالة أو الخيانة أو الجهل لوصف المخالفين وكأن الناس جميعًا قد صبّوا فى قالب واحد غير مسموح بكسره، متجاهلين جميعًا أن «مَن أخطأ له أجر ومن أصاب فله أجران»، فهل تظنون حقيقة أن خلافاتنا ومزايداتنا قد تركت أى قضايا للود دون أن يفسدها الخلاف فى الرأى؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: هل ما زالت هناك قضايا للوّد لم يفسدها الخلاف فى الرأى؟ الأربعاء 05 سبتمبر 2012, 8:21 am | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|