[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إيييييه نهضة.. وكلنا لها محمد حنفي
بشاعرية كان يدندن: «انت الأمل اللى احيا بنوره عمره ما يبعد يوم عن عينى»
فلطمه صوت زوجته: «نور إيه يا موكوس؟ النور مقطوع من ساعتين».. قطعت
رومانسيته ولكنها منحت قلبه الاطمئنان على استمرار تنفيذ خطة الحكومة فى
تقوية حاسة البصر الليلى للمواطنين.. دهان العيال وأمهم بالبوية الفسفورية
منحه سهرة فى مدينة الأشباح مصحوبة بصرخات الفزع كلما مر عيل منهم أمام
حماته.. لم يمنحه الظلام سكينة النوم خاصة بعد أن همس له أحد أصدقائه بأن
النية تتجه إلى تجريم كل من ينشر صورا أو مشاهد أو أخبارا تسىء إلى سمعة
مصر.. اندفع إلى غرفة النوم وقام بتمزيق صور العائلة بالكامل.. وحين أصرت
الأسرة على أخذ صورة تذكارية على شاطئ بلطيم اضطر لغمز المصور بورقة بخمسين
جنيها لإفساد الصورة.. إذ إن منظرهم العام كفيل بحبسهم جميعاً بذات
التهمة.. خوفه من التفتيش الحكومى دفعه لبيع واستبدال قطن المرتبة بغيارات
داخلية قطنية للعيال تحاشياً لمخالفة توجيهات رئيس الحكومة. ثم جلس يلتقط
أنفاسه وهو يردد: «أنا كده فى السليم».. ومعتقداً بتمام أداء واجبه الوطنى
انطلق بحماس إلى طابور العيش.. ولكن ما إن اندفعت الجحافل لتناول الخبز حتى
هتف: «سلمية.. سلمية»، الأمر الذى أصابه بخلع فى الكتف وسيل من سباب زوجته
على وكسته الدائمة فى طابور العيش والبوتاجاز.. فى المساء طمأنه الطبيب
بأن العظام سليمة وأن الأمر لا يتعدى كونه مجرد حول استراتيجى من تحت الباط
مع نصيحة بالراحة وطلب العيش والبوتاجاز بالخط الساخن.. وعلى باب العيادة
قام بمصافحة السادة المصابين الزملاء وهو يشد على أيديهم مواسياً:
«إيييييه.. نهضة.. كلنا لها».
بعد يومين أسفرت التحاليل عن نتائجها حيث أخبره الطبيب بعيون دامعة
أن عملية التحول الديمقراطى قد تؤثر على الإنجاب فبكى على كتفه وهو يردد:
«منجيلكش فى حاجة وحشة».
فى الصباح دفعته الأصوات الهادرة فى الشارع إلى الهرولة مرتدياً
بنطلون البيجامة المفكوك الدكة بينما حماته تحاول اللحاق به.. تعالت
الهتافات تردد: «فين الوعود؟ فين الوعود؟».
جذب أحد السائرين يسأله: «هى المظاهرة دى ليه؟»، رد عليه: «عشان
التيار ده عاوز يستولى على مفاصل الدولة»، أجابه بمنتهى المنطق: «طب يا عم
وماله.. هما ياخدوا مفاصل الدولة واحنا ناخد حتة من بيت كلاوى الدولة»،
زغدته حماته منبهة: «أنا عاوزه حتة كبدة»، اندس أحد المؤيدين صارخاً: «محدش
يمد إيده على الدولة، اللى ح يمد إيده ح نقطعها»، همس صاحبنا متوسلاً: «طب
ممكن ندوق يا كابتن؟».. رد بحدة: «محدش ح يدوق حاجة إلا لما الدولة تتحرك
وتمشى الأول»، نصحته حماته: «خليك واعى يا موكوس إحنا ندوق دلوقت.. بكرة
لما الدولة تمشى منين ح نلاقى ريحتها؟».. وحين التفت إلى المؤيد كانت جحافل
المؤيدين قد اندفعت لتأديب المتظاهرين.. دكة البنطلون المفكوكة منعته من
الهرب بينما حماته التى هرولت بعيدا تذكره بصوتها الجهورى: «اوعى تنسى
الكبدة يا منيل».