مصطفى صادق الرافعى
استمع وتحدث
وُلد مصطفى صادق الرافعى فى قرية بهتيم بالقليوبية ، ونشأ فى أسرةٍ أكثرُ
أفرادها من القُضاةِ والعلماءِ . بدأ الرافعىّ أول حياته يأخذُ العلم عن
والده فى الإملاء , والإنشاء ، حفظ القرآن الكريم ، ثم التحق بالمدرسة
الابتدائية بدمنهور حيث كان يعملُ والدهُ قاضيا بها، وحصل على الشهادةِ
الابتدائية بتفوق.
اعتمد الرافعىُّ فى تكوين ثقافته على مكتبته الخاصةِ، ومكتبةِ أبيه فيما
بعد، وكانت زاخرة بنفائس الكتب فى الدين واللغة ، فأصاب الكثير من معين
المعرفةِ الصحيحةِ .
اتجه
الرافعىُّ إلى ما يُرضى ميوله ويُغذى روحه، ويُنمى أفكاره ، فانشغل
بالقراءة والمعرفةِ، وأخذّ يكتبُ ويُنتج بغزارةٍ ، وقد ساعده على ذلك
صمَمُهُ الذى أُصيب به عقبَ مرضِه بالتيفود وهو صَغيرّ ، مما نأى به عن
صخَبِ الحياة حوله، فنعم بحُرية فكرية مطلقة.
اشتغل الرافعىُّ فى بداية حياته فى وظيفة بسيطة بإحدى المحاكم الشرعية، والتى لم تصرفه عن أدبه وكتابته .
وقد بدأ الرافعىّ حياته شاعرا، ثم انتقل إلى النثر؛ لأنه وجده أطوعَ من
الشّعر، وانطلقَ فيه بأسلوب بليغٍ ، وبيان قوى ، وأفكارٍ سَاميةٍ .
وكان لا يعنيه إلا أن يرفعَ من شأنِ اللُّغةِ العربيةٍ ، ويُحيي الآداب
الإسلاميةَ الكريمةَ : وفى يوم الاثنين العاشر من شهر مايو سنة ألفٍ
وتسعمائة وسَبع وثلاثين للميلاد، غربت شمسُ الرافعىُّ ، بعد أن خلف
للإنسانيةِ كَنزا لا تُبلى جدته الأيام . وسيبقى حياً بتراثه وآدابه ما
بقيت الحياةُ ، وتعاقبت الأجيالُ.
ومن أشهر كتبه : "وحى القلم" و"تاريخ الآداب العربية"