[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] دولة «النخانيخ» محمود خليل
البلطجة الحقيقية ليست فرداً يظهر فى هذا المكان أو ذلك، داخل
هذه المحافظة أو تلك، بل منظومة إذا تكاملت شروط ظهورها داخل مجتمع معين
فإنها تصبح «دولة». وقد عبّر عن هذه الفكرة بعبقرية «عم نخنوخ»: الأب
الروحى لـ«بلطجية» مصر، كما اصطلح على تلقيبه، حين قال «تربطنى علاقات
وطيدة بحبيب العادلى وجمال وعلاء مبارك، ولى صداقات مع فنانين كثيرين منهم
عادل إمام وأحمد السقا». من هذه العبارة يمكن أن نستنتج بسهولة كيف يتم نسج
التحالفات فى إطار منظومة البلطجة لتتحول إلى دولة.
فى البداية تظهر شخصية وزير الداخلية (حبيب العادلى نموذج). فوزير
الداخلية «الخايب» يكون فى أشد الحاجة إلى «البلطجية» الذين يمثلون عيوناً
أكثر انتشاراً وأقرب فى الرؤية من عيون أفراد شرطته، وبالتالى يمكنهم أن
يأتوه بسهولة بالمعلومات التى يريدها عن أى شخص، نظير أن يعمى عنهم،
ويتسامح معهم فى البطش بخلق الله!. ووزير الداخلية «الخايب» يوجد أسفل منه
رجل شرطة «أخيب»، لا يستطيع أن يفك شفرة أية جريمة، أو يحصل على قضية
متكاملة، إلا من خلال «بلطجى»، لذلك من الطبيعى جداً أن يتعاونا معاً، إذ
لا غنى لأحدهما عن الآخر!
يبرز بعد ذلك رجل السياسة (جمال مبارك نموذج)، فهو يحتاج أشد
الاحتياج إلى بلطجى، ليقوم -بالنيابة عنه- ببعض المهام القذرة التى لا
تتوقف عند مجرد حشد البشر للتصويت لمرشح دون آخر فى الانتخابات، بل تتعدى
ذلك إلى القيام بتخويف وتأديب خصومه، كجزء من آلة العمل الشرطى التى تخضع
لإمرة «السياسى». ومن المفيد أن نشير إلى أن «البلطجى» يمكن أن يأتى -فى
مقام تأديب الخصوم- بأفعال قد تعجز الشرطة عنها. فضرب «ضابط» لفتاة أو سيدة
تهتف فى مظاهرة، قد يؤدى إلى استفزاز المواطنين ضد «الداخلية»، لكن الأمر
يختلف عندما يقوم بهذه المهمة «بلطجى»، إذ يكون لسان حالهم وهم يرونه يفعل
ذلك «حنقول إيه بلطجى»!.
يأتى الدور بعد ذلك على رجال الأعمال (علاء مبارك نموذج)، الذين
يشكل البلطجية أداة «حماية» لهم، ووسيلة تأمين لمشروعاتهم فى مواجهة أى
فريق معادٍ من «بلطجية» رجل أعمال آخر، بالإضافة بالطبع إلى بعض المهام
الأخرى: «لزوم الكيف أو المزاج»، إذا كان صاحب المال يحتاج إلى ذلك!. وربما
كانت هناك صلة وطيدة بين علاقة «البلطجية» برجال الأعمال وعلاقتهم
بالفنانين والفنانات الذين تلح عليهم الحاجة للاستعانة برجال حراسة لزوم
«البرستيج» والحماية للنفس والممتلكات. وربما كان إطلاق اسم «نخنوخ» على
شخصية البلطجى -التى جسدها أشرف عبدالباقى- فى فيلم «لخمة راس» يشكل نوعاً
من المجاملة لـ«نخنوخ» الكبير الذى تحول إلى رمز لـ«دولة النخانيخ»!