من يحمى السفالة؟!خالد منتصر
من العار أن نطلق لفظ قنوات دينية على الدكاكين الفضائية التى تسب وتلعن وتفحش فى القول،
ويخرج فيها البعض ممن يطلقون على أنفسهم للأسف شيوخاً ليشتموا بالأب والأم
وينشرون فحيح البذاءة من أفواههم على الشاشة وملامحهم تؤكد وجود عقد نفسية راسخة
ومكبوتة منذ الطفولة يخفونها تحت رداء التدين المصطنع، فمن يتحدث بلغة السباب
التى نسمعها منهم لا يمكن أن يكون شيخاً أو متديناً أو حتى إنساناً عاقلاً رشيداً.
يخرج علينا شخص نكرة ليتحدث عن الفنانة إلهام شاهين بكل بلطجة وتبجح قائلاً:
أخبرينا كم واحداً اعتلاكِ؟!!، هل هذا بالذمة أسلوب داعية مسلم؟،
ويسب الصحفى الأستاذ عادل حمودة قائلاً عنه المتعوس ومتحدياً إياه أن يناظره
وبالطبع هو لا يطلب مناظرة فكرية بل يطلب ردحاً شوارعياً!!، أليست هذه سفالة،
ومن حقى أن أتساءل: من يحمى تلك السفالة؟ داعية آخر يسب الفنانة هالة فاخر
ويقول عنها قليلة الأدب وسافلة ولو كنتِ فى عهد مبارك كنتِ «خدتى بالجزمة»!،
ويشتم الصحفى مجدى الجلاد بأقذع الألفاظ وأكثرها سوقية ويحرض المجتمع ضد المسيحيين ويسبهم
ويتهمهم بالتخريب، ثم يقال إنها وجهة نظر ولا يحرك أحد ساكناً ضده؛
لأن الإهانة من وجهة نظر وزير الإعلام والاستثمار هى إهانة الرئيس فقط، أما ما عداه فلحمه مباح
وسمعته مستباحة وعرضه سداح مداح لكل عابر سبيل!، وداعية آخر يقطر لسانه سماً وقطراناً
بمعدل أسرع من سرعة الضوء، يخرج علينا ليصف البابا شنودة
بأنه رأس الكفر ويشتم معارضى الرئيس مرسى واصفاً إياهم بالصراصير!.
الغريب والمدهش أن هذه القنوات التى تطلق على نفسها دينية تعلن عن الأعشاب الجنسية الوهمية
بكل حماس، وتروج لأدوية النصب والاحتيال التى تعالج السرطان والعقم وفيروس سى
بكل ما أوتى سماسرة الموت من بلادة ولا مبالاة وإجرام، إنهم يقتلون المرضى بقلب بارد
من أجل المال لكن هذا لا يهم، هذه نقرة وتلك نقرة، فمصر أهم ما فيها هو الخوض فى الأعراض
والنميمة الجنسية والحفاظ على فاترينة العفة التى يعشش فيها العفن الأخلاقى، المهم فى مصر لمعان
قمة الجبل المدببة الثلجية اللامعة التى يسمونها الفضيلة، أما قاع الجبل الضخم المخفى تحت سطح البحر
الملىء بالطحالب السامة الذى هو قاعدة صخرية ضخمة من الموبقات السرية والخطايا المخفية
والممارسات المقززة، فهذا لا يرمش جفن له؛ لأنه مستور،
والمختفى المستور فى مجتمع يفكر بنصفه الأسفل من الأفضل أن نكفى عليه الماجور!
لا يمكن لإنسان مسلم أن يكون شتاماً لعاناً بهذا الأسلوب المتدنى، فما بالك بالداعية المسلم
الذى لا بد أن يكون قدوة فى التهذيب وعفة اللسان وسماحة الأسلوب ومنطق الإقناع،
وهذا يثبت بما لايدع مجالاً للشك أن هذا البعض الذى نراه على الفضائيات الدينية المسممة
هم أرزقية ويلعبون على وتر إثارة الغرائز واللعب على وتر جهل البسطاء الغلابة،
إنها كارثة أن يتحدث بعض الدعاة بهذه اللغة السافلة الحقيرة،
والكارثة الأكبر أن تتم حمايتهم؛ لذلك من حقنا أن نتساءل من فى مصر يحمى السفالة؟