مشروع "جريد النخل"
لمعت فى عقله أفكار مبتكرة طوال أربع سنوات هى مدة دراسته فى الجامعة،
وهى السنوات التى استمر خلالها فى البحث عن فكرة ينهى بها دراسته
فى كلية العلوم والفنون التطبيقية بمشروع يصلح للتنفيذ على أرض الواقع، وهو ما دفعه للتفكير فى
إحدى الخامات المتوافرة التى يمكن الاستفادة منها، وكان مشروع "جريد النخل"
هو ما توصل إليه "مازن" الطالب بالسنة النهائية بكلية العلوم والفنون التطبيقية بالجامعة الألمانية،
والتى استطاع أن يحولها من مادة يتم التخلص منها إلى عنصر أساسى
من عناصر صناعة أثاث قوى بأقل تكلفة ممكنة، وبأشكال "جديدة جداً".
"مصر مليانة خامات بنرميها من غير ما نستفيد منها "هكذا بدأ" مازن حديثه لليوم السابع
عن مشروع تخرجه الذى نجح فى تنفيذه والخروج منه بنتائج مبدئية وقال "مازن": فكرة مشروعى
هى الاستفادة من "جريد النخل" وهو إحدى المواد الخام المتوافرة وغير المستغلة على الإطلاق،
وهو ما شجعنى على تجربتها فى مجال صناعة الأخشاب.
وعن الفكرة يشرح "مازن" قائلاً: الخطوة الأولى من الفكرة هى إعادة اكتشاف هذه الخامة المحلية
برؤية علمية بحثية وتكنولوجية، ومحاولة تطويع هذه الخامة بشكل جديد
نظراً لكونها رخيصة الثمن ومتداولة ويسهل الحصول عليها
، لتصنيعها وتوظيفها فى تصنيع الأثاث بتكلفة أقل.
تجارب متعددة وجلسات طويلة فى المعمل أجراها "مازن" على فكرته حتى نجح بالفعل
فى تحويل "جريد النخل" إلى مادة خشبية تماثل كفاءة خشب "الكونتر"، بعد الكثير من البحث
والتدقيق الذى أثبت أن الخشب الذى توصل له "مازن" ذو جودة عالية ويمكن إدراجه
فى جدول أنواع الأخشاب ذات المواصفات والمعايير العالمية فى تصنيع المواد الخشبية.
"الدكتور علاء الأنصارى" الأستاذ بكلية العلوم والفنون التطبيقية كان له رأى هام
بصفته المشرف على المشروع، وهو ما أكد على أهميته قائلاً: مشروع "جريد النخل"
ليس مجرد فكرة تنتظر التجربة، فالمشروع بالفعل أثبت نجاحه من خلال مجموعة كبيرة من التجارب
التى قمنا بها والتى شملت المؤثرات المختلفة لهذه المادة الخشبية التى توصل إليها "مازن"،
بالمقارنة مع مواد أخرى من حيث متانة الانحناء فى الاتجاهين مقارنة بالخامات الطبيعية الأخرى،
إضافة إلى رخص سعره وتوافره بكثرة فى الأسواق
إذ يصل عدد نخل الجريد فى مصر إلى حوالى 10 ملايين نخلة.
وأضاف "الأنصارى": أن مازن استطاع بالتطبيق العلمى إثبات مدى المساهمة بدرجة فعالة
فى إيجاد أنماط جديدة من المنتجات المصرية غير التقليدية من حيث المظهر والكفاءة الوظيفية
مثل الأثاث المنزلى المصنع من الأرابيسك كالمقاعد والمناضد الإكسسوارات وحليات الأثاث الخشبى
ولعب الأطفال الخشبية- أباجورات وغيرها من المواد الخشبية، مع حرصه على المعالجات السطحية
الجمالية للشكل الخارجى من خلال تأثير الصبغات و الألوان والزخارف التى أعطت منتجا جديدا
ذا ألوان متعددة أبهرت الجميع لافتا الى ان هذا المشروع يصنف ضمن مشاريع الصناعات الصغيرة.