نحن نخوض فى صميم بنى إسرائيل، فقد قال الرسول عن يوسف
إنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم،
فأبو يوسف هو يعقوب وهو نفسه الذى يطلق عليه إسرائيل وينسب إليه بنو إسرائيل،
وأن راحيل، وهى الزوجة الجميلة التى أراد يعقوب أن يتزوجها،
لكن أسرة أمها قدمت عليها ابنتها الكبرى ولم يكتشف يعقوب هذا إلا بعد الدخول
لشدة قواعد الحجاب عندهم، ولما احتج يعقوب أرادوا إرضاءه بأن يتزوج راحيل أيضا
بعد أن يعمل سبع سنوات أخرى، من أجل هذا كان محبوبا من أبيه وأمه
بصورة أثارت غيرة إخوته، وكان يوسف قد رأى رؤيا أن الشمس والقمر والنجوم تسجد له
وقص رؤياه على أبيه، وأولها بأن الأسرة كلها، بمن فيهم الأب والأم، يعترفون ليوسف بأمر عظيم،
ونصحه والده بألا يذكر رؤياه لإخوته، وكان إخوته يطلبون أن يلعب معهم وأبوه يمنعه،
خوفاً من أن يصاب بأذى أو أن يأكله الذئب، وتغلب الإخوة أخيرا وأخذوا معهم يوسف،
وتآمروا عليه ليقتلوه، ورفض ذلك شقيقه بنيامين»، فاكتفوا بأن يلقوه فى «الجُب»،
وظل فى الجب فترة، حتى التقطه بعض السيارة، وهم فى طريقهم إلى مصر،
وهناك باعوه لأسرة الحاكم، فتربى فى بيتهم حتى شب وصار فتى يأخذ بالألباب،
فأحبته زوجة الحاكم وراودته عن نفسه، فأبى وأراد أن يهرب،
فقضت قميصه فى اللحظة التى دخل فيها زوجها، وفهم الزوج الموقف،
وقال ليوسف: «أعرض عن هذا»، ثم أودع السجن، وحانت له فرصة الخلاص بعد فترة
عندما رأى الحاكم حلما مروعا «وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ
وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاى إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ»،
فدلوه على يوسف ليفسر هذه الرؤيا «يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ»
فقال يوسف إنه سيمر بالبلاد قحط يستمر سبع سنوات قبل أن ينكشف، وأن عليهم أن يزرعوا
«قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِى سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ *
ثُمَّ يَأْتِى مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تُحْصِنُونَ *
ثُمَّ يَأْتِى مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ».
الخلاصة أن يوسف أصبح بتفسيره لهذه الرؤيا أول وزير تخطيط فى العالم
يرسم خطة من سبع سنوات مقبلة، وأنه هو الذى استقدم بنى إسرائيل إلى مصر
ووفر لهم الحماية والرعاية، فتاريخه لصيق بتاريخ مصر، ولما توفى يوسف
قيل إنه أوصى بأن يدفن فى قاع نهر النيل، لكن بنى إسرائيل عندما تركوا مصر أخذوا معهم الجثة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]