الرسول مع رأس النفاقعبد الرحمن البر
فى المدينة، يتوقح رأس النفاق عبدالله بن أبى ابن سلول على النبى صلى الله عليه وسلم
ويقول له: إن كان ما تقول حقاً، فلا تؤذنا فى مجالسنا، وارجع إلى رحلك،
فمن جاءك منا فاقصص عليه. وحين قام المسلمون الصادقون
ليردوا على هذا المنافق الأثيم، يهدئهم النبى صلى الله عليه وسلم ثم يعفو عنه. (متفق عليه).
ثم يتآمر هذا المنافق ويرمى السيدة عائشة بالإفك ويدور بين الناس بهذه الشائعة الأثيمة
وينزل الوحى مبيناً أنه كذاب أثيم، ويقول «والذى تولى كبره منهم له عذاب عظيم» (النور: 11)،
ومع ذلك يصفح عنه النبى صلى الله عليه وسلم. (متفق عليه)
ومرة ثالثة يقول هذا المنافق لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل،
ويدعى أنه سيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة، فبلغ النبى صلى الله عليه وسلم،
فقام عمر فقال: يا رسول الله دعنى أضرب عنق هذا المنافق.
فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه». (متفق عليه).
وحين تزداد إساءته يأتى ابنه عبدالله بن عبدالله فيقول للنبى صلى الله عليه وسلم:
والذى أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لآتينك برأسه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا، ولكن بر أباك وأحسن صحبته»، (صححه ابن حبان).
ويظل عبدالله ابن سلول طوال حياته يتآمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أن جاءه الموت، وانظر هنا كيف يتعامل القلب الكبير مع واحد من ألد خصومه!
فقد أخرج البخارى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: لما توفى عبدالله جاء ابنه عبدالله بن عبدالله
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه، فأعطاه،
ثم سأله أن يصلى عليه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى،
فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله
تصلى عليه وقد نهاك ربك أن تصلى عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنما خيرنى الله فقال: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة) وسأزيده على السبعين».
قال: إنه منافق. قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأنزل الله «ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره».