[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الأستاذ سلامة أحمد سلامة عمرو حمزاوي
كانت كتابات الراحل الكبير الأستاذ سلامة أحمد سلامة، فى
«الأهرام» ثم فى «الشروق»، تعبيرا صادقا عن احترام الحرية والمساواة وحقوق
الإنسان وآمال المصريات والمصريين فى دولة حديثة ومجتمع عادل. دوما ما كان
عمود الأستاذ سلامة بداية رائعة لليوم بما حمله من التزام مبدئى وجرأة فى
الحق ومعلومات موثقة وأسلوب رائع فى مباشرته.
فى «الأهرام» وخلال عقود مبارك الثلاثة كتب الأستاذ عن مصر فلم
يجمّل أوضاعا فاسدة ومستبدة ولم يقف صامتا إزاء معاول الهدم التى كانت تضرب
فى كيان مصر الدولة والمجتمع فى ظل قبضة أمنية قمعية. فى الأهرام أيضا كتب
الأستاذ سلامة عن الشئون العربية والدولية شارحا ومفسرا ومدافعا عن الحقوق
العربية ومنتقدا معايير الغرب المزدوجة دون الوقوع فى أسر نظرية المؤامرة
الكارهة لكل ما هو غربى. ثم تابع كتاباته فى «الشروق»، والتى شرفت بالكتابة
لها أيضا منذ أن بدأت فى رحلتها مع القراء المصريين والعرب برئاسته
للتحرير، فكان عهده مدافعا صلدا عن الحريات الشخصية والعامة وعن
الديمقراطية وواثقا فى قدرتنا على ممارسة الديمقراطية.
وكثيرا ما أبهرتنى قدرة الأستاذ سلامة على تفنيد حجج رافضى
الديمقراطية الراغبين فى الاحتماء من صندوق الانتخابات بمزاعم من شاكلة أن
المواطن فى مصر لا يختار عن «وعى بل بعد سكر وزيت»، وهو ما اعتبره الأستاذ
ممارسة لاستعلاء على المصريات والمصريين دون وجه حق.
رحم الله الأستاذ سلامة، ستظل ذكراه العطرة معنا لتهدى من أراد
لمسار الحق والحرية والمساواة وقبول الاختلاف. رحمه الله وعوض مصر عن غيابه
خيرا، فقد تركنا ونحن فى أمس احتياج لعلمه وأدبه وضميره الحى وذهنه المتقد
(رغم المتاعب الصحية) وقيمه السمحة التى أدعو الله أن يرزقنا بعضا منها.