لاشيء أدعي لعلاج الاختلاف والخلاف سوي الحوار الذي يجب ان يقدم البدائل
لتجنب الوقوع في الشقاق ومن ثم الصدام.
انظر إلينا هذه الأيام ولاحظ أي اثنين أو أكثر يتكلمون في موضوع خلافي تجدهم يتجادلون ويعلو صوتهم
ويصبح الحوار مناكفة والشيء المهم لدي كل طرف هو التفوق علي الطرف الآخر واظهار عجزه واهانته
والتسلط عليه حتي يصبح الحوار علي طريقة فرعون عندما قال "ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"
لابد لنا من ان نتعلم الحوار لأنه أساس نجاح الرسالات السماوية وهو عمل العلماء والفلاسفة والمفكرين والحكماء
وهو أساس النجاح في الحياة نجاح العامل في عمله والأب في بيته والصديق مع أصدقائه.
كلما ابتعدت الأمة عن الحوار اتجهت للتسلط والديكتاتورية والذل والكذب والمخادعة.
الحوار هو وسيلة الإنسان للتعبير عن نفسه حتي لا يشعر بالانطواء والعزلة ومن ثم يصاب بالاضطرابات النفسية.
الحوار موجود بيننا لكنه ليس حوارا لأننا غالبا لا نحدد موضوعا محددا لنتحاور فيه مع غيرنا..
لا نخرج عنه ولا نخلط بين عدة مواضيع.. وغالبا ما نبتعد عن العمق ونتجه للسطحية ويكون حوارنا إقصائيا
من منطلق أنني أنا أفهم وحدي كل شيء وغيري لا يفهم شيئا. وأنا أحاول أن أفهم خصمي أجعله يعتقد ما اعتقده
ولا أحاول ان أفهم منه شيئا أو يكون حوارنا عاجيا بعيدا عن الواقعية وغوغائيا يتحول الي مشاحنات كلامية
يحاول كل طرف فيها ان يفحم الآخر ويخرج الحكماء ومعارفهم لنعرف كيف نتحاور..؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نحتاج أن نتعلم كيف يكون حوارنا موضوعيا أي يهتم بالموضوع
وليس الشخص وان يكون واقعيا يبحث في الوقائع قبل ان يقفز الي النتائج.
نحتاج ان يكون حوارنا في موضوع محدد وليس عائما في كل شيء. نحتاج للحوار المتكافئ الصادق الذي يفتح باب المحبة والألفة والتفاؤل.
نحتاج للحوار الذي يكون هدفه الوصول للحقيقة والذي ينطلق فيه المتحاورون من مرجعية واحدة. نحتاج للبدء في الحوار من المساحة المشتركة ولا نقفز للمساحات التي نختلف حولها.
نحتاج ان يعتمد كل منا مبدأ النسبية فلا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة. نحتاج ان نتعلم أدب الحوار ولا نشوه من يحاورنا ولا نحقره أو نسفهه.
نحتاج ان نتلمس الحياد والموضوعية والانصاف واعمال العقل. نحتاج لنبذ التحزب والتخندق وراء أفكارنا والدفاع عنها دون مراجعتها.
نحتاج لتعلم العيش المشترك وقبول الاختلاف مع الآخر. نحتاج ان نتذكر دائما قول الإمام الشافعي.. قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب.