الرجال والميه في الغربال

(قال يا مآمنه للرجال يا مآمنه للميه في الغربال ) مثل شعبي
شهير يجتهد الرجال كل لحظة لإثبات صحته ، وبينما تركن المرأة للرجل
تماما وتعتقد أنهما أصبحا روحا واحدة في جسدين وفوله واتقسمت نصين
وعملة واحدة ذات وجهين
تجده تسرب من حياتها فعلا كأن لم يكن ، وتردد مع
الشاعر:




أو تغني (ظلموه)

هذا المعني اليائس وحده صار واضحا بشده في وجدان النساء
بصفة عامة والفتيات بصفة خاصة وهو سبب من بين حزمة من أسباب تأخر
الزواج ، ذلك أن البنت تحاول أن تكون أكثر ذكاء ممن سبقنها لدخول العش
الذهبي وتأخذ احتياطاتها التي تشعرها بالأمان ضد غدر الرجال وتقلب
أحوال الزمان.

الحقيقة أنه لايغني حذر من قدر ولا فائدة من تعلم السباحة
علي الشاطئ تجنبا لغدر أمواج البحر ، الأفضل أن تلقي نفسك في لجة البحر
فتجبرك الأمواج علي مدافعتها وفي أثناء ذلك لن تتعلم فقط السباحة ولكن
أيضا سوف تستمتع بالماء وتقترب من خط الأفق حيث تحتضن السماء البحر
وتغطس الشمس اللاهبة في المياه المتدافعة تاركة ألوان قوس قزح تزين
صفحة السماء.

خلق الرجل ليعمل ويكد وخلقت المرأة لتحتوي وتشع عاطفة وصبرا
، وعندما يتزوجان دون تردد كثير وحسابات معقدة فإنهما يتكيفان معا
وخاصة كلما كان سنهما صغيرا ، يحدث بينهما نوعا من السنفرة التي تهذب
الحواف الخشنة في الطباع لتجعلهما أكثر ملاءمة وانسجاما ، وتقوم المرأة
بالدور الأهم في هذه المعادلة ويؤكد علم النفس الحديث أن الرجل يولد
مرتين الأولى علي يد أمه والثانية علي يد
زوجته.

حين نقول للفتاه احتويه ليس معناه أنها تتكلف ما لا تطيق بل
هي فقط تنزع الحواجز والسدود الصناعية التي وضعتها أمام فطرتها وتطلق
لعاطفتها العنان والتي سيتلقاها الرجل بكل شغف وحب وسوف يبذل للزوجة
المحبة الحنون كل ما تتمناه وأكثر كما أنه سوف يغير طباعه من أجلها ،
والسؤال هنا إذا ضنت بعاطفتها فماذا ستفعل بها ؟ العاطفة نار إما تحرق إذا
كبتت أو تضئ البيت السعيد.

الفتاه هنا تحظي بميزة نسبية فهي التي ستشرف علي عملية
التشذيب والسنفرة فتتقبل تغيره من أجلها بالتشجيع وتغير قليلا من
طباعها لتناسبه وترضيه ، كل هذا الشرح كانت نساء الزمن الجميل تفهمه
فطريا وتقول (جوزك علي ما تعوديه)

الابتعاد عن الفهم الفطري والأنوثة التلقائية سببه
(التعليم) والاعتماد علي طريقة التفكير الخطية المنطقية التي تقول أن
1+ 1 = 2 مع أنه ممكن تساوي واحد أجمل وأكثر تكاملا وأن 3 لا تقبل
القسمة علي 2 مع أن 3 تفاحات تكفي الاثنين وزيادة ، وأن كل المواصفات
القياسية يجب توافرها في الطرفين لينجح الزواج مع أن كل فولة ولها كيال
والدنيا حولنا مليئة بأشكال متعددة من الأزواج لم يكن اختيارهم يبشر
بالنجاح ونجح زواجهم نجاحا كبيرا لأن المولى عز وجل كتب لهم النجاح
والاستمرار وأودع البركة في حياتهم.

حتي الغرب الذي نقلده لم يعد يحسبها بالورقة والقلم وصار
يسلم بوجود احتمالات خارج السياق تغير المعادلات الرياضية وصار يقول
أيضا أنك لن تعيش الحياة قط مالم تغامر بالتجريب في
حياتك.

بعيدا عن مثاليات الشاشات التجارية التي تصور أن الحب لا
يجوز إلا بين فتاة جميلة وشاب وسيم ، فإن الواقع يقول أن تلك الزوجة
البسيطة محدودة الجمال وزوجها العادي جدا حققا معا معادلة السعادة
والرضا والنجاح بكل المقاييس ، ومن أجمل ما قرأت قصة حب وزواج حقيقية
بين فتاة تعاني من عرج في ساقها وشاب مجند في الجيش وكيف عاشا زواجا
ناجحا وحبا رائعا قد لا يوجد في فيلا أسطورية يسكنها زوجان من وجهاء
القوم.

الحب والزواج رزق والتوفيق
فيهما منحة ورحمة ينالها من يتق الله ولا يسمح للحسابات الخاطئة
بالوقوف حائلا أمام فطرته الجميلة ويجتهد في تحسين حياته وتجميلها، لا
تهدر شبابك في البحث طويلا عن الصورة المثالية وارض بالمتاح وبالنية
الصافية والعطاء سيصبح واقعك أفضل من كل خيال ، وفي أسوأ الظروف سوف
تكون قد خضت التجربة وعشت حياتك ولم تقف علي الشاطئ تراقب السابحين
وأنت تقف مكتوف اليدين.
إيمان
القدوسى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]