[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ارحمونا.. واعترفوا بالهزيمة عيد حامد
الجمعة 01-06-2012 08:32
«أرفض الاحتجاجات غير المبررة ضد وصول محمد مرسى مرشح الإخوان،
وأحمد شفيق (العسكرى المستقل)، لجولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة، ففى
الديمقراطية، الكلمة للصندوق».
منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير، وعندما رأيت الآلاف ينزلون
الميادين دون قائد واضح، توقعت أن تذهب مصر إما إلى الإسلاميين أو العسكر،
وأكدت نتيجة الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة ذلك. والحقيقة أننى كنت أتوقع
أن يصل العسكر للحكم عبر انقلاب يقوده أحد قادة الجيش، لأنهم لم يكونوا
ليقبلوا أبدا بالتنازل عن مكتسبات أكثر من 60 عاما فى السلطة، لكن هذا لم
يحدث ربما لأن المجلس العسكرى لم يرغب فى الكرسى بهذه الطريقة، أو بسبب
المظاهرات الحاشدة والمتوالية التى شهدتها مصر منذ أكثر من عام وكلها كانت
ترفع شعارا واحدا تقريبا (لا لحكم العسكر) وكان البديل أمامه الوصول للسلطة
عبر الصندوق، فكان ترشح الفريق أحمد شفيق.
نعم لم يعلن العسكر تأييد «شفيق» بشكل مباشر، لكن المؤكد أن
السياسات التى اتبعوها طوال الشهور التالية للثورة، والتى تمثلت فى غياب
الأمن من الشارع، والوقوف ضد قرارات البرلمان، خاصة فى معركته لسحب الثقة
من الحكومة الفاشلة المسئولة عن استمرار ارتفاع الأسعار كل يوم، وافتعال
الأزمات التى لا تنتهى خاصة فى الوقود بأنواعه، واستمرار الفساد فى كل
القطاعات، وربما بصور تفوق تلك التى كان عليها أيام مبارك، أدت لشعور عام
لدى الكثير من المواطنين بأن هذه الثورة لم تقدم لهم شيئا فبدأوا ينفضون من
حولها رويدا رويدا، وكانت النتيجة الطبيعية أن يتجه الكثيرون لتأييد شفيق.
ولم يكن هذا هو السبب الوحيد، بل كانت هناك أخطاء كثيرة وقعت فيها
القوى الثورية، التى انقسمت منذ الشهر التالى للثورة، فى معركة الإعلان
الدستورى الشهيرة، وفشل الإسلاميون فى اختبار البرلمان، وحاولوا احتكار
سلطة وهمية، وانشغلت القوى الأخرى بالمظاهرات، ولم يتفق الليبراليون على
مرشح واحد مقبول لدى الشعب يخوض معركة الرئاسة، وترشح أكثر من مرشح من
التيار الواحد فتفتتت الأصوات، وكله صب فى مصلحة الفريق، الذى احتشد حوله
رافضو الثورة والمتضررون منها، ورجال الحزب الوطنى المنحل أيضا، والغريب
أنه بدلا من أن يقبل الخاسر باختيار الأغلبية بدأ فى الضجيج والصراخ،
والتظاهر غير المبرر، وعقد الاجتماعات، والتهديد بثورة جديدة، وهو سلوك
أعتقد أن أغلب الشعب يرفضه تماما.
وكان على هؤلاء الذين يبدون أنهم يرفضون الديمقراطية، أن يقبلوا
باختيار الشعب، وأن يستعدوا لما هو قادم، بدلا من التشكيك فى انتخابات شهد
لها الجميع بالنزاهة والشفافية، وعليهم أن يعلموا أنه لم يعد لدى مصر
وشعبها قدرة على احتمال مليونية جديدة وليس ثورة عاتية كما يهدد بعض
الموتورون من الشباب غير الناضج وغير الواعى، كما أنه على الخاسرين أن
يعترفوا بالخسارة كما يفعل المتحضرون فى العالم حولنا، خاصة إذا كان بعضهم
حصل على أصوات لم يكن يتوقع هو شخصيا أن يحصل عليها، وليعلم هؤلاء أن
الخسارة فى معركة سياسية نزيهة ليست نهاية العالم، خاصة إذا كانت
الانتخابات تتجدد كل 4 سنوات.