عندما تنظر إليه تشعر أن آلة الزمن عادت بك من القرن الـ21 إلى القرن 19، إنه استديو التصوير الأول بمصر "استديو بيلا"،
الذى تتساوى سنوات عمره مع عمر بنايات وسط البلد العريقة فى قلب القاهرة يحيط به العديد من المحلات التجارية،
ويرجع تاريخه إلى عام 1890 لصاحبه الخواجة "بيلا" المجرى الجنسية.
أشرف محى الدين فهمى هو من يدير الاستديو فى الوقت الحالى، ويقول فى عام 1925 عاد الخواجة "بيلا" لبلاده،
وباع الاستديو لشخص لبنانى الأصل، وشاركه جدى فهمى باشا هيبة فى ملكية المحل،
ثم باع الشريك اللبنانى حصته فى المحل لجدى، وأصبح ملكا للعائلة فقط.
وتتابع توريث الاستديو حتى وصل إلى والدى الذى كان يعمل مصوراً أيضا، وقام بتعليمى التصوير،
وأصبحت حاليا مصورا محترفا، ولأن استديو بيلا هو الأقدم فى مصر فقد أصبح الملوك والباشاوات والرؤساء من زبائنه،
فقد كان والدى يقوم بتصوير الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات وزوجته.
يتميز استديو "بيلا" بمحافظته على طرازه القديم حتى وقتنا هذا كتاريخ وتراث أصيل،
وقد أدخل عليه أشرف بعض الكاميرات الحديثة حتى يواكب التطور فى التصوير.
ويذكر أشرف أن التصوير لم يكن معروفا فى مصر حتى أدخله الأجانب، فبعد فترة من افتتاح الخواجة "بيلا" الاستديو الخاص به
فى شارع قصر النيل، قام عدد من الخواجات اليونانيين والأرمن بافتتاح استوديوهات مشابهة فى منطقة وسط البلد.
ويقول إن التصوير فى الماضى، كانت له بعض الطقوس مثل ارتداء الملابس الرسمية، وهى البدلة ورابطة العنق والطربوش،
وكان الناس يحرصون على التصوير مرة كل شهر، أو عند شراء فستان أو بدلة جديدة، ومع تغيير تسريحة وقصة الشعر،
وكان التصوير آنذاك رفاهية، كما كان هناك ما يسمى بالصورة العائلية التى انقرضت حاليا.
وأكثر ما يلفت نظرك فى الاستديو هى صور المشاهير بالأبيض والأسود المعلقة على الجدران،
وهو ما يؤكده كلام أشرف أن الاستديو كان جامعا لغالبية الفنانين لإجراء اختبار التصوير لهم، أو ما يطلق عليه "تيست الكاميرا"،
وينتقد بيلا ما يقوم به بعض المصورين حاليا من استخدام للفوتوشوب لجعل الصور أبيض وأسود،
وهو ما دفعه إلى التفكير فى إعادة استخدام الكاميرات القديمة، وشراء ما يلزمها من أدواتها حتى يعود عصر الصور الأبيض والأسود،
ولمن يريدون العودة بالزمن إلى القرن الـ19.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]