[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لا تقاطع اشرف عبدالغنى
السبت 26-05-2012
تلك كلماتى الأولى إليك، وأبداً لن أغمسها فى حبر من نفاق قبل
وضعها على سطور رضاك، على اعتبار أنك «صاحب الجلالة» فى بلاط مهنتنا، ومن
تفتح أبواب بيتى وطموحى بـ«جنيه الجريدة».
اغفر لى لو أزعجتك مقدمتى، واعتبرتها «فزلكة» وقلة ذوق وسذاجة
مبتدئ، غير أن ما دفعنى إليها أقلام كثر حولت «المهنة» إلى «امتهان»،
و«الكلمات» إلى «قبلات» لا تثير الاحترام المتبادل، فتمزقت «الرسالة» على
مساحة صحفية تعتبر حضرتك إلهاً، ورغباتك تنزيلاً مقدساً. إذن، الوعد والعهد
بينى وبين حضرتك، ألا أنافقك ما كتبت بـ«كلمة»، وألا أبحث مهما رغبت
بـ«فكرة»، وأن أخط حروفى إليك - وإن أخطأت - بما أعتقده صواباً، ورزقى
ورزقك على الله.
أما بعد،
مرعبة تلك النتيجة التى خرجت علينا من صندوق الجولة الأولى
لانتخابات الرئاسة. إنها مثل «حكم الإعدام» الذى يمنحنا فيه القاضى حق
الاختيار: إما الموت بـ«مشنقة» العسكر والنظام الفاسد، أو بـ«مقصلة»
الجماعة التى تريد السلطة باسم الله؟. الإجابة: المقاطعة هى الحل.
قبل أن تسلم ضميرك ليستريح فى أحضان تلك الإجابة، تعال نحسبها معاً.
أولا: المقاطعة - وإن أعتبرتها موقفاً تفرضه علينا الظروف أحياناً - هى
نسيج من ضعف وسلبية وعدم قدرة على اتخاذ القرار، حتى لو كان الاختيار بين
وسيلتين لغاية واحدة.. الموت.
ثانيا: أما وأن القرار ليس متعلقاً بكيفية تنفيذ حكم الإعدام،
فيمكنك - مثل أى قرار مصيرى - أن تضع الاختيارين بكل ما لهما وما عليهما فى
كفتى ميزان. مؤكد أن إحداهما سترجح على الأخرى، ولو بـ«مثقال ذرة من أمل»
فى النجاة.
ثالثا: المشاركة فى قرار منح «قلادة الحكم» لأحد المرشحين يجعلك
مسئولاً بشكل مباشر عن نتيجة القرار، فإذا ما أخفق مرشحك بعد فوزه بالمنصب،
ومضى فى طريق الحماقة وليس التقدم، ستجد نفسك مدفوعاً للنزول إلى صندوق
التغيير مرة أخرى لتصحح ما اقترفته يداك.
رابعاً: أشاركك الرأى فى أن أياً من المرشحين لا يرقى إلى مرتبة
«القناعة الكاملة» به، وأننا نختار بقاعدة «أخف الضررين»، ولكن تذكر معى
أننا ما زلنا «نطفة» فى رحم الديمقراطية، والمقاطعة يعرضها بشدة للإجهاض.
لو ابتعدت أنت وأنا عن الصندوق، وعاد الإقبال من جديد إلى مرض «فقر
التصويت» فتأكد أن المرض القديم سيعيدنا إلى النظام القديم، وستجد فى
الانتخابات المقبلة من يعود ويدلى بصوتك ويتحدث باسمك ويحدد مصيرك، ليبقى
النظام القديم قائماً، طالما أنك لم تسقطه من داخلك.
أرجوك، اذهب إلى صندوق الإعادة.. والإرادة، ضع بداخله قرارك أيا
كان، لا تستسلم لحالة الإحباط وحملة التحريض، وتأكد أن الفائز فى النهاية
هو أنت.. اذهب.. ولا تقاطع.