[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سنة أولى شعب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] محمد حماد
الجمعة 25-05-2012
انتخاب الرئيس هو امتحاننا الكبير، ولن نستغنى هذه المرة عن أن يكون واحداً مِنّا
كلما هممت بنقد ما يجرى، وفيه الكثير مما ينقد وينقض، تذكرت أننا فى
سنة أولى حضانة، فى حاجة إلى حاضنة تستطيع أن تفرز الغث من السمين،
وتجنبنا الأخطاء ما أمكن، وتعلمنا ألف باء من أول وجديد.
هذه الأجيال التى تعيش اليوم على هذه الأرض تمارس لأول مرة أشياء
كثيرة، لم تعهدها مصر من قبل، ولا عرفها المصريون الذين يوصفون دائماً، بحق
أو بغير حق، بأنهم أول من فعل «كذا» أو «كيت» فى التاريخ الإنسانى كله،
هذه المرة نحن نفعلها للمرة الأولى، هذه المرة نحن فى سنة أولى شعب.
قمنا بثورة بدون تخطيط سابق، ولكن بعزم أكيد، نجحت لأن معادلة القهر
والاستبداد والظلم فاقت كل قدرة على الاحتمال، لم تكن الأوضاع مرشحة
للاستمرار أكثر مما استقرت عليه طوال ثلاثين عاماً من الركود والجمود،
والفساد والمحسوبية، والظلم الاجتماعى والقهر السياسى، وإهدار الكرامة،
والتبعية للغرب ومحاباة إسرائيل.
أدخلتنا الثورة فى دوامة شلالات من البدايات الجديدة، وولجت بنا إلى
بوابات لم تطأها أقدامنا من قبل، لأول مرة نشارك فعلياً فى وضع دستورنا،
وأول مرة ننتخب رئيسنا، انقسمت بيوتنا حول المرشحين للرئاسة، بين مؤيد
ومعارض، والجميع يحاول أن يتلمس فضيلة «التعايش مع الاختلاف» عملياً ربما
لأول مرة، خرجنا من عبوديات شتى، عبودية المألوف والمستقر، وتقديس الحكومة،
وتأليه الرئيس، أصبح الشعب مصدر كل سلطة، يُستَرضى ليرضى، يقفون جميعاً فى
حضرته، وينحنى له الكل احتراماً لإرادته.
إرادتنا على المحك، وانتخاب الرئيس هو امتحاننا الكبير، ليس لأننا
نردد دائماً: «اللى ما لوش كبير يشترى له كبير»، ولا لأن الرئيس فى عرفنا
هو كل شىء، ولكن لأننا نختار بأنفسنا لأول مرة الرئيس، ونريده عادياً، ذاق
الفقر كما ذقناه، وعانى القهر كما قهرنا، قد نتنازل عن البرنامج التفصيلى
الموقوت بأزمنة ونسب تنفيذ، وقد نستغنى عن أشياء كثيرة تتطلبها الشعوب التى
سبقتنا فى انتخاب رؤسائها، لكنّا لن نستغنى هذه المرة عن أن يكون الرئيس
واحداً منّا.