[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]خالد منتصر
لماذا انتصر معاوية؟ الإثنين 21-05-2012
هل لا بد أن ينتصر فى أى معركة الأتقى والأكثر ورعاً وصدقاً؟
معركة على بن أبى طالب مع معاوية التى انتصر فيها النفس الطويل
لمعاوية الأكثر دهاء والتى بدأ بها مشوار الملكية والتوريث، هذه المعركة
كانت بين جيش عماده الجدل والحوار وجيش آخر عماده السمع والطاعة العمياء
وهو جيش معاوية.. كيف انتصر معاوية؟
سأهدى هذا الاقتباس من مُنظّر الإخوان المسلمين سيد قطب الذى كتبه
فى كتابه «كتب وشخصيات»، أهديه إلى الإخوان المسلمين من زعيمهم ومرشدهم
الفكرى والروحى ليخففوا بعض الشىء من لهجة أن مرشحهم المدعوم من الله هو
الإسلام.
يقول قطب: «إن معاوية وزميله عمرا (ابن العاص) لم يغلبا علياً
لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع فى الظرف
المناسب، ولكن لأنهما طليقان فى استخدام كل سلاح، وهو مُقيَّد بأخلاقه فى
اختيار وسائل الصراع، وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة
والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علىّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل.
فلا عجب ينجحان ويفشل، وإنه لفشل أشرف من كل نجاح».
«ما كانت خديعة المصاحف ولا سواها خديعة خير، لأنها هزمت علياً
ونصرت معاوية، فلقد كان انتصار معاوية هو أكبر كارثة دهمت روح الإسلام التى
لم تتمكن بعد من النفوس، ولو قد قُدِّر لعلىّ أن ينتصر لكان انتصاره فوزاً
لروح الإسلام الحقيقية».
«إننا لسنا فى حاجة يوما من الأيام أن ندعو الناس إلى خطة معاوية،
فهى جزء من طبائع الناس عامة، إنما نحن فى حاجة لأن ندعوهم إلى خطة علىّ،
فهى التى تحتاج إلى ارتفاع نفسى يجهد الكثيرين أن ينالوه، وإذا احتاج جيل
لأن يدعى إلى خطة معاوية، فلن يكون هو الجيل الحاضر على وجه العموم، فروح
«مكيافيلى» التى سيطرت على معاوية قبل مكيافيلى بقرون، هى التى تسيطر على
أهل هذا الجيل، وهم أخبر بها من أن يدعوهم أحد إليها! لأنها روح «النفعية»
التى تظلل الأفراد والجماعات والأمم والحكومات (سنية كانت أم شيعية)، وبعد
فلست شيعياً لأقرر هذا الذى أقول. إنما أنا أنظر إلى المسألة من جانبها
الروحى الخلقى، ولن يحتاج الإنسان أن يكون شيعياً لينتصر للخلق الفاضل
المترفع عن (الوصولية) الهابطة المتدنية، ولينتصر لعلى على معاوية وعمرو،
إنما ذلك انتصار للترفع والنظافة والاستقامة. ويخطئ من يعتقد أن النجاح
العملى هو أقصى ما يطلبه الفرد وما تطلبه الإنسانية، فذلك نجاح قصير العمر
ينكشف بعد قليل».
انتهى كلام سيد قطب ولكن الخداع لم ينته، فبدلاً من رفع المصاحف يرفعون الآن أكياس السكر وزجاجات الزيت ويدعون أنهم اختيار الله!
هل سيعيد التاريخ نفسه وينتصر معاوية؟