التصويت الإلكترونى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


May 16th, 2012

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
د. زكي سالم



أمس، كتبت عن تفاصيل معاناة المصريين فى الخارج من صعوبة الإجراءات العقيمة التى لا بد من اتِّباعها للتصويت

فى انتخابات رئاسة الجمهورية. وهذه المشكلة التى يعانى منها ملايين المصريين يمكن حلها بمنتهى اليسر والسهولة

من خلال اتّباع نظام التصويت الإلكترونى، لكننا للأسف الشديد ما زلنا أسرى طريقة تفكير متخلفة للغاية.


وقد شاهدنا على شاشات التليفزيونات بعض جلسات مجلس الشعب الحالى، وتابعنا نفس الطريقة الخبيثة التى كان يتبعها فتحى سرور

فى أخذ أصوات الأعضاء على قرارات المجلس، فها هو الكتاتنى ما زال يسير على نهج سرور، ويسأل الأعضاء: موافقون؟

ثم ينظر لمدة ثانية واحدة إلى القاعة الممتلئة بأكثر من خمسمئة عضو، ويقول فجأة: موافقة!

دون أن يعرف، ودون أن نعرف نحن (الشعب)، عدد الحضور بالضبط، ولا عدد الموافقين بالضبط،

ولا عدد المعترضين بالضبط، ولا عدد الممتنعين عن التصويت!


النظام الفاسد القديم كان يريد أن يخفى حقيقة كل شىء عن الشعب،

ومن ثَمّ كان يرفض إدخال نظام التصويت الإلكترونى فى مجلسى الشعب والشورى.

أما الآن فيجب أن نُدخل فورا هذا النظام المتطور للتصويت الإلكترونى ليكون كل شىء واضحا أمام شعبنا العظيم.


وكذلك يجب أن نتبع نظام التصويت الإلكترونى فى الانتخابات، سواء فى داخل مصر، أو فى خارجها،

فإذا نظرنا إلى عدد المصريين بالخارج، فسنجد آخر الإحصائيات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين ثمانية وعشرة ملايين،

وفى تقديرات أخرى العدد أكبر من هذا العدد الرسمى. بينما عدد المقيدين منهم فى قوائم التصويت أكثر قليلا من نصف مليون،

أما من سيتمكنون فعلا من التغلب على المشاق والصعوبات والعوائق، ويدلون بأصواتهم، فبالتأكيد سيكونون أقل من نصف مليون،

وربما ثلث مليون فقط لا غير! فمن يصدق أننا فى النهاية سنحصل على أصوات أقل من واحد على عشرين،

أو واحد على خمسة وعشرين من عدد المصريين بالخارج! فمن يصدق أن نسبة من سيدلون بأصواتهم فى داخل مصر

قد تصل إلى 60%، أو 70%، بينما النسبة فى الخارج ستتراوح بين 3%، أو 4%.


مع ملاحظة أن المصريين فى الخارج هم شريحة راقية وممتازة، فالغالبية العظمى منهم متعلمة تعليما عاليا،

ومن يعيشون منهم فى الغرب أو فى الدول المتقدمة يعرفون جيدا معنى الديمقراطية وأهمية الإدلاء بأصواتهم بطريقة تفيد المجتمع كله،

وبالتالى نحن فى أشد الحاجة إلى أصوات هؤلاء المصريين المتعلمين والمتحضرين، حتى يحدثوا التوازن المطلوب فى داخل مجتمعنا،

فثلث المصريين فى الداخل -للأسف الشديد- أميون، وعلينا كمجتمع أن نتخلص فى أسرع وقت ممكن من هذا العار،

كما أن نصف المصريين للأسف أيضا فقراء، ونصفهم فقراء جدا، ويمكن لسلاح المال وزجاجات الزيت وأكياس السكر أن تؤثر فيهم.

ومن ثَمّ علينا أن لا نحرم مجتمعنا من أصوات المصريين فى خارج الوطن.