العوض على الله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


May 11th, 2012

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أسامة غريب



لجنة الانتخابات الرئاسية غاضبة من البرلمان، بل قل إنها غاضبة جدا. وقد ذُكر فى أسباب الغضب

أن اللجنة تعرضت لإهانات من أعضاء البرلمان لا يمكن قبولها. ترتب على هذا الغضب أن اللجنة علّقت أعمالها

وذهبت إلى المجلس العسكرى شاكية وراجية أن يتدخل بينها وبين البرلمان من أجل القيام بالفصل بين السلطات!

بعض أولاد الحلال لم يستطيعوا إخفاء دهشتهم من غضب اللجنة، إذ إنها، على حد قولهم،

ليست محل بقالة يمكن لصاحبه أن يغلقه وقتما يشاء، وبعضهم استنكر أن تلجأ اللجنة التى يفترض أنها مستقلة إلى المجلس العسكرى..

ولم يفهم الجميع معنى الفصل بين السلطات فى خلاف اللجنة الرئاسية مع البرلمان،

فالمفهوم أن البرلمان هو السلطة التشريعية، أما لجنة الانتخابات فهى لجنة إدارية وليست سلطة بأى حال.

كما أن نفس أولاد الحلال قالوا ما هو معلوم، وليس بحاجة إلى تكرار أن أعضاء البرلمان أحرار فى ما يبدونه من آراء

تحت القبة حتى لو وصل الأمر إلى استخدام لغة قاسية،

وبإمكان المتضرر فى كل الأحوال الذهاب إلى النائب العام وليس المشير طنطاوى!




مع هذا فإنى أود أن أتحدث بجدية عن هذا الموضوع. لا أحد يقبل أبدا أن تتعرض اللجنة الرئاسية وأعضاؤها

إلى الإهانة بأى شكل من الأشكال.. ولكن هل غضبت اللجنة من كلام أعضاء البرلمان حقا أم كان للغضب أسباب أخرى؟

لقد شاهدت وشاهد الملايين حلقة الأستاذ يسرى فودة التى استضاف فيها حازم أبو إسماعيل ورأوا الشيخ يتهم لجنة الانتخابات

بافتقاد الحياد وبالتزوير، وقال إن أعضاءها لم يستطيعوا مواجهته ورفضوا أن يسبّبوا قرارهم باستبعاده

فكان الوحيد الذى تم رفضه دون ذكر أسباب! ليس هذا فقط، لكنه اتهم أعضاء اللجنة بأنهم فاقدون للشرف القضائى

وأنهم صنائع نظام حسنى مبارك الذى اختارهم بنفسه ووضعهم على المنصات التى يجلسون عليها، وأكثر من هذا توعدهم

بأنه سيلاحقهم قضائيا وسيفضح تواطؤهم ضده وخضوعهم للإملاءات والضغوط.

كل هذا وأكثر منه قاله حازم صلاح على الهواء، ومع هذا لم نر السادة أعضاء اللجنة يغضبون من الرجل

أو يتخذون بحقه أى إجراء قانونى كأن يقاضونه مثلا بتهمة السب والقذف.. كل ما قاله الرجل ابتلعته اللجنة وسكتت عنه

فى لافتة طيبة تنم عن سعة الصدر والصبر على المكاره والإصرار على تحمل العنت فى أداء الواجب نحو الوطن.

لكن لماذا يا ترى لم يمتد هذا الحنان وتلك الحكمة وضبط النفس إلى المناقشات التى جرت تحت قبة البرلمان

فأفقدت أعضاء اللجنة الرئاسية حلمهم وجعلتهم يعلقون أعمالهم ويغلقون الدكان؟ يقول البعض إن اللجنة الرئاسية

لم تغضب من التطاول والإهانات بقدر ما غضبت من القانون الذى أعده المجلس والذى يغلّظ عقوبة تزوير الانتخابات الرئاسية

أو المساعدة على حدوث التزوير! يا إلهى! أيمكن أن يكون هذا معقولا؟ هل يمكن أن تغضب اللجنة المشكلة من كبار القضاة

من تغليظ العقوبة على التزوير؟ قيل أيضا إن السبب الأساسى للغضبة المُضَرية هو القانون الآخر

الذى يقضى بحرمان أعضاء اللجنة الرئاسية التى تدير الانتخابات من أى مناصب سياسية طوال السنوات الخمس التالية للانتخابات..

يا إلهى مرة أخرى.. هل يمكن أن يكون هذا هو السبب الحقيقى لفقدان الأعصاب والغضب الشديد؟

أنا بصراحة لا يمكن أن أصدق هذا الكلام، لأن اللجنة المكونة من أفاضل القضاة لا يمكن أن تفكر فى المغانم السياسية

من وراء انتخاب سين أو صاد من المرشحين، ولا يعقل أن يكون أعضاؤها طامعين فى مناصب رؤساء الوزراء والوزراء

والمحافظين كمكافأة لهم من الرئيس الذى سيقومون بإنجاحه. هذا كلام أُجلّ لجنة الرئاسة وأعضاءها

أن يفكروا فيه، ومن يتصور هذا فيهم فقد أصابه بالتأكيد مسٌّ من الجنون.



يا أعضاء لجنة الانتخابات.. أَثْبتوا لهؤلاء أنكم لا تنتظرون من الرئيس القادم جزاء ولا شكورا،

وأعلنوا ترحيبكم بالقوانين سالفة الذكر.. والعوض على الله!



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]