هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: أين ذهبت الأخلاق الأحد 29 أبريل 2012, 2:45 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أين ذهبت الأخلاق بسم الله الرحمن الرحيموالصلاة والسلام على أشرف ألأنبياء والمرسلينانتشرت في الغرب مؤخرًا موجةٌ من الكتب تُعَلِّم الناسَ فنوناللياقة الاجتماعية أو ما يُسَمَّى الإتيكيت. وتُعَدُّ عودة هذه الكتببقوة إلى الأسواق ظاهرة جديدة وملفتة للنظر، خاصة مع كثرةالحديث عن الحريات الشخصية التي أصبحت تتعدى على حقوقالآخرين وحقوق المجتمع، وانتشار ظواهر الفردانية والنفعيةالتي قضت على الكثير من المجاملات الاجتماعية في العقودالأخيرة في الغرب. لقد رصدت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في أحد أعدادهاالصادرة مؤخراً هذه الظاهرة، وأرجعتها إلى حاجة المجتمعالغربي إلى استعادة أصول التعامل القائم على الاحترام بينالأفراد، وليس فقط الركض وراء الاستمتاع الفردي أو الحريةالشخصية. تعجبتُ أن الغرب يحاول العودة إلى ما نحاول نحناليوم التخلي عنه من أجل اللحاق بركب الحضارة. يوماً ما؛ كنا نعلم أولادنا احترام الكبير، واحترام المرأة، وعدمالتلفظ بالعبارات الخارجة، والتأدب في الحديث مع الغير. يبحثالغرب اليوم عن استعادة هذه القيم التي بدأنا نحن نتخلى عنهابدعوى أنها أفكار رجعية أو أنها تقدح في فكرة المساواة أو حقوق الآخرين. أعجبني في مقال الفاينانشال تايمز اقتباسٌمن كتاب صدر في منتصف القرن الماضي - أي منذ خمسينعامًا - بعنوان "الكتاب الكامل عن الإتيكيت" لمؤلفةٍ أمريكيةشهيرة اسمها "آمي فاندربيلت". كانت نصيحة الكاتبة للرجلعندما يقابل المرأةَ في الطريق هي التالي: "عندما تحيي امرأةًتعرفها في الطريق العام، انتظر أولاً حتى تومئ لك بالتحية،وعندها ارفع قبعتك وأدر وجهك نحوها قليلاً مع الابتسام،ولا تتوقف لها إلا إذا قررت هي التوقف أولاً. واحذر أن تتوقفأنت أولاً أو أن تحملق فيها. وإذا قررت المرأةُ أن تقف لتحدثك؛فتحرك بها بعيدًا قليلاً حتى لا تزاحم المارة. ولا تمد يدك للسلامعليها إلا إذا مدت هي يدها للسلام. ولا تدخن أبدًا وأنت تحدثها". هكذا كان الغرب يرى معاملة المرأة واحترامها قبل أن تنتشرموجة الانحلال الأخلاقي، وتتحول المرأة إلى سلعةٍ اجتماعيةتُستغل أبشع استغلال وتُحتقَر اجتماعيًا بدعوى المساواة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كانت تلك المرأة في منتصفالقرن الماضي مُهانة اجتماعيًا في الغرب كما هي الآن؟وإذا كانوا في الغرب يحاولون اليوم استعادة هذه الأخلاق النبيلة؛فلماذا نسعى نحن إلى التخلص منها؟ إن مجتمعاتنا تشهد تنامي ظاهرة "الجَلافة" و"قلة الذوق بشكل مُلفت للنظر. ومن يمثل هذه الظاهرة اليوم ليست الطبقاتالفقيرة من المجتمع كما يعتقد البعض، وإنما يكثر انتشارها فيالطبقات المتوسطة والعليا من المجتمعات العربية. تتخفى مظاهر انعدام اللياقة الاجتماعية أحيانًا تحت مسمياتالمساواة والحرية الشخصية، أو التعالي على الآخرين بسببالوضع الاجتماعي أو النجاح المادي، أو بقايا القبلية الجاهليةالتي نهى عنها الإسلام. وفي كل هذه الأحوال نشاهد الجيل الجديد من الشباب وهو لايحترم والديه بدعوى "عدم التكلف" في العلاقة، ويسُبأصدقاءه بأبشع الألفاظ بدعوى "التَّبسُّط والفكاهة"، ويهزأ من المدرس والضابط والحاكم بدعوى "الحرية الشخصية" ،ويسخر من رجل الدين ومن المثقفين والمفكرين لأنهم في نظره" يحلمون بِماضٍ لن يعود، أو مدينةٍ فاضلة لن تقوم"، المهم أنكل المجتمع يستحق السخرية والتهكم والاستهزاء. المرض ليس مرض الشباب فقط، ولكنه طال بآثاره السيئة معظمفئات مجتمعاتنا. فلم يعد غريباً أن تسمع امرأة تتلفظ بألفاظمعيبة أو رجلاً كبيراً في السن، ولكنه في الأخلاق ليس كبيراً. التعامل بين فئات المجتمع أصبح أشبه بالمصارعة منه بالحوارأو بالتراحم. نظرتنا إلى بعضنا البعض أصبحت نظرة غريبة لا تمت لمجتمعاتنا وتقاليدنا بصلة. الصغير يتعالى على الكبير،والكبير يحقر الصغير. المرأة تنظر للرجل وكأنه عدو، وتنسىأنه الأب والأخ والزوج والابن. المرأة لم تعد إلا وسيلةً للإمتاع لمن يقلدون الغرب في مجتمعاتنا،أو وسيلةً للاستعباد لمن يتمسكون بالأخلاق الجاهلية، وينسونأخلاق الإسلام. ينسى الكثيرون أن المرأة هي الأم والزوجةوالأخت والابنة، وليست ذلك الكيان الغريب الذي يتعرى ويتلوىفي القنوات الفضائية بدعوى "الحرية". نحن في حاجةٍ إلى عودة "الذوق" إلى كلماتنا؛ ولا يعني ذلكالنفاق الاجتماعي البغيض. وفي حاجة إلى سيادة مفاهيم" الاحترام" مرة أخرى في مجتمعاتنا؛ ولا يعني ذلك تسلط الكبيرعلى الصغير أو القوي على الضعيف أو الغني على الفقير. إننانحتاج إلى استعادة "الأدب" في نظرتنا إلى أنفسنا وإلى الناسوإلى العالَم مِن حولنا. لقد بُعِث خير البشر صلى الله عليه وسلمليتمم صالح الأخلاق، ووُصِف في أفضل كتاب بأنه على خُلُقٍعظيم، ووصفته زوجته عائشة رضي الله عنها أن خلقه كان" القرآن". فاسأل نفسك يا من تقرأ هذه الكلمات: من أين تستمِد أخلاقك؟وما هو مصدر "اللياقة الاجتماعية" أو الإتيكيت الذي تتحلى به؟قد يطول بك البحث عن خيارات معاصرة تناسب حضارة القرنالحادي والعشرين، ولكنني أجزم أنك - في النهاية - ستجد أنأفضل كتاب معاصر يجمع أسمى معاني اللياقة الاجتماعيةلزماننا القادم هو كتاب جميل موجود في كل الأسواق يُسمَّى" القرآن". ------------------------- د. باسم خفاجي *
* مدير المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: أين ذهبت الأخلاق الأحد 29 أبريل 2012, 2:46 am | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|
أحلام نائب المدير
علم بلدك : لونك المفضل :
| موضوع: رد: أين ذهبت الأخلاق الثلاثاء 15 مايو 2012, 3:42 pm | |
| | |
|
هنا جلال مدير إدارى المنتدى
علم بلدك : شخصية مفضله : دعاء : المزاج : الموقع : منتديات هنا جلال التعليمية
| موضوع: رد: أين ذهبت الأخلاق الثلاثاء 15 مايو 2012, 6:31 pm | |
| منتدى تعليمي لكل المراحل الدراسية من الكي جي إلى الثانوية العامة ماما هنا | |
|